من جوناثان آلن وبرندان أوبراين
نيويورك (رويترز) - اندلعت اشتباكات جديدة بين الشرطة والطلاب المعارضين للحرب الإسرائيلية على غزة يوم الخميس مما أثار تساؤلات حول الأساليب العنيفة المستخدمة لقمع الاحتجاجات التي زادت منذ اعتقال العشرات في جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي.
يقول نشطاء إنه على مدار اليومين الماضيين، استخدمت سلطات إنفاذ القانون، بناء على طلب من إدارات الكليات، مسدسات الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المتظاهرين في جامعة إيموري في أتلانتا بينما فرق أفراد شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب ويمتطون الخيول المظاهرات في جامعة تكساس بأوستن.
وأسقط الادعاء يوم الخميس التهم الموجهة ضد 46 من بين 60 شخصا تم احتجازهم من جامعة تكساس وأرجع القرار إلى "أوجه القصور في إفادات السبب المحتمل".
وفي كولومبيا مركز الحركة الاحتجاجية، وصل مسؤولو الجامعة إلى طريق مسدود مع الطلاب بشأن إزالة مخيم أقيم قبل أسبوعين احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ومنحت الإدارة الطلاب المتظاهرين حتى يوم الجمعة للتوصل إلى اتفاق.
ويبدو أن جامعات أخرى عازمة على منع تنظيم مظاهرات مماثلة تستمر لفترة طويلة واختارت الاستعانة بالشرطة لتفريقها بسرعة، وفي بعض الحالات، بالقوة.
وبشكل عام، اعتقلت السلطات ما يقرب من 550 شخصا في الأيام الماضية من الجامعات الأمريكية الرئيسية فيما يتعلق بالاحتجاجات على حرب غزة، وفقا لإحصاء رويترز. وقالت إدارات الجامعات إن المظاهرات غالبا ما تكون غير مرخصة لذا تدعو الشرطة إلى فضها.
وقالت جامعة إيموري إن الشرطة اعتقلت 28 شخصا في حرمها الجامعي بعد أن بدأ المتظاهرون في نصب خيمة في محاولة لمحاكاة رمز الحراك الحالي بجامعة كولومبيا وغيرها.
وقال الفرع المحلي لمنظمة "صوت يهودي من أجل السلام" إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والصعق الكهربائي لتفريق المظاهرة واحتجزت بعض المتظاهرين. وأقرت شرطة أتلانتا باستخدام "المهيجات الكيميائية" لكنها نفت استخدام الرصاص المطاطي.
وأظهر مقطع فيديو بثته قناة أمريكية اشتباكا بين الشرطة وبعض المتظاهرين، واستخدم الشرطيون خلاله مسدس صعق على ما يبدو للسيطرة على شخص فيما تصارع آخرون مع متظاهرين على الأرض قبل اقتيادهم بعيدا.
وقالت شيريل إليوت نائبة رئيس جامعة إيموري للسلامة العامة في بيان "هدفنا الأساسي هو تطهير المنطقة من المخيم المثير للمشكلات مع محاسبة الأفراد أمام القانون".
فيما أثار مكتب الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في جورجيا تساؤلات حول ما وصفه بأنه "استخدام واضح للقوة المفرطة" ضد أشخاص يمارسون حرية التعبير.
وأضاف "يجب اعتبار استخدام القوة ملاذا أخيرا فقط ويجب أن يكون متناسبا مع التهديد القائم".
وفي مشهد مماثل، اقتحم أفراد الشرطة مخيما أقيم حديثا في جامعة برينستون بولاية نيوجيرزي، حسبما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفادت وسائل الإعلام والسلطات بإزالة شرطة بوسطن معسكرا مؤيدا للفلسطينيين أقامه طلاب إيمرسون كوليدج واعتقال أكثر من 100 شخص.
وفي جامعة جنوب كاليفورنيا حيث ألقي القبض على 93 شخصا يوم الأربعاء، أعلنت الإدارة إلغاء حفل التخرج الرئيسي المقرر في 10 مايو أيار قائة إن الإجراءات الأمنية المفروضة حديثا ستؤخر كثيرا دخول الحضور.
* "تقارير مثيرة للقلق"
نددت هيومن رايتس ووتش واتحاد الحريات المدنية الأمريكي باعتقال المتظاهرين وحثا السلطات على احترام حقوقهم في حرية التعبير.
لكن بعض الجمهوريين في الكونجرس اتهموا إدارات الجامعات بإعطاء الفرصة لمضايقة الطلاب اليهود مما زاد الضغط عليها لتسيطر بصرامة على أي مظاهرات ومنع أي مخيم يستمر طويلا.
وقال وزير التعليم الأمريكي ميجال كاردونا يوم الخميس إن وزارته تراقب عن كثب الاحتجاجات بما في ذلك ما وصفها بأنها "تقارير مثيرة للقلق بشدة عن معاداة السامية".
ردا على ذلك، نفت مجموعات النشطاء بشدة أن تكون الاحتجاجات معادية للسامية. وتقول إن هدفها هو الضغط على الجامعات حتى تسحب استثماراتها من الشركات التي تساهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وخارج جامعة كولومبيا، نظم مئات المتظاهرين المحافظين المؤيدين لإسرائيل احتجاجا مضادا وساروا في الشوارع المحيطة بالحرم الجامعي ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية والأمريكية.
وأمهل مسؤولو جامعة كولومبيا المحتجين حتى الساعة الرابعة صباح يوم الجمعة بالتوقيت المحلي للتوصل إلى اتفاق لتفكيك عشرات الخيام التي أقيمت في حرم الجامعة بمدينة نيويورك.
وحاولت الجامعة بالفعل فض الاحتجاج بالقوة. ففي 18 أبريل نيسان، أقدمت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق على خطوة استثنائية بدعوتها شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي، مما أثار غضب الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وجماعات حقوق الإنسان.
واعتُقل أكثر من 100 شخص وأُزيلت الخيام من الحديقة الرئيسية بالجامعة. لكن بعد أيام قليلة، عاد المخيم إلى مكانه السابق.
(شارك في التغطية ريتش ماكاي من أتلانتا- إعداد رحاب علاء للنشرة العربية)