من حميرة باموق وسيمون لويس
عمان (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الثلاثاء إنه سيناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإجراءات التي ما زالت إسرائيل بحاجة إلى اتخاذها لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك خلال اجتماعاته المقررة في إسرائيل يوم الأربعاء.
وكان بلينكن يتحدث للصحفيين في أحد المستودعات التابعة للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حيث تُجمع شحنات المساعدات المقدمة من جمعيات خيرية مقرها الولايات المتحدة.
وأضاف بلينكن أنه على الرغم من تحسن الوضع بالنسبة للمساعدات الإنسانية داخل القطاع المكتظ بالسكان، لا يزال يتعين اتخاذ مزيد من الإجراءات لضمان استمرارية وصولها إلى السكان.
وقال بلينكن "أستطيع الآن أن أتوجه إلى إسرائيل غدا وأناقش مع الحكومة الإسرائيلية الأمور التي لا يزال يتعين القيام بها... في حالة التأكد من حصول الناس على ما يحتاجون إليه".
وأضاف "سأفعل ذلك غدا مباشرة مع رئيس الوزراء نتنياهو وأعضاء آخرين في الحكومة الإسرائيلية".
وتأتي محادثات بلينكن مع نتنياهو بخصوص المساعدات بعد نحو شهر من توجيه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرا صارخا لرئيس الوزراء الإسرائيلي قال فيه إن سياسة واشنطن يمكن أن تتغير في حالة عدم اتخاذ إسرائيل خطوات لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة موظفي الإغاثة.
وتوعد نتنياهو يوم الثلاثاء بالمضي قدما في شن عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة على الرغم من القلق الدولي تجاه مصير أكثر من مليون فلسطيني يحتمون هناك.
وقال بلينكن إن واشنطن أوضحت وجهة نظرها بخصوص رفح، في إشارة إلى التحذيرات التي وجهتها بلاده من خطورة المضي قدما في العملية دون وجود خطة ذات مصداقية لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين. وقالت وزارة الخارجية في وقت لاحق إنها لم تر بعد أي خطة ذات مصداقية.
وأثارت الأزمة الإنسانية الطاحنة دعوات لإسرائيل من شركائها الغربيين والعرب لبذل المزيد من الجهود لتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع، حيث أصبح معظم السكان بلا مأوى.
ويواجه كثيرون من سكان غزة خطر المجاعة وسط انتشار الأمراض ودمار البنية التحتية المدنية.
* جولة إقليمية
بدأ بلينكن جولة في الشرق الأوسط هي السابعة له منذ اندلاع الصراع بالمنطقة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، عندما هاجم مقاتلون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بلدات إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين رهائن، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وشنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردا على هجوم حماس، مما تسبب في مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني حتى الآن وتحويل القطاع إلى أنقاض، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص يواجهون خطر المجاعة بعد ستة أشهر من الحرب.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الثلاثاء إن تقدما تدريجيا يتحقق نحو تجنب "مجاعة من صنع الإنسان يمكن تفاديها كلية" في شمال قطاع غزة، لكنه دعا إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد.
وقال بلينكن إن أولى شحنات المساعدات المتجهة مباشرة من الأردن إلى معبر إيريز الذي فُتح مؤخرا في شمال غزة ستنطلق يوم الثلاثاء، مضيفا أن البضائع ستصل أيضا عبر ميناء أسدود وسيكون الرصيف البحري الجديد قبالة غزة جاهزا خلال أسبوع تقريبا.
وتابع "لكن لا يزال يتعين القيام بالمزيد... يجب أن تكون لدينا آلية فعالة وناجحة لمنع التصعيد - هذا عمل مستمر".
وذكر أنه يجب أن تكون هناك أيضا قائمة واضحة بما هو مطلوب في غزة لتجنب "الرفض التعسفي"، في إشارة إلى عمليات التفتيش الصارمة لشحنات المساعدات التي أدت إلى تعطل بعض الشاحنات عند المعابر الحدودية.
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)