من ديفيد سوانسون وماريا تسفتكوفا
لوس انجليس/نيويورك (رويترز) - تصاعدت التوترات في جامعات أمريكية يوم الأربعاء بعدما هاجم مناصرون لإسرائيل اعتصاما طلابيا مؤيدا للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس بعد ساعات من قيام الشرطة باعتقال نشطاء احتلوا مبنى في جامعة كولومبيا وهدمها لمخيم في حرمها الجامعي.
وأظهرت مقاطع سجلها شهود من جامعة كاليفورنيا وتحققت رويترز من صحتها أشخاصا يلوحون بهراوات وعصي ويهجمون على حواجز مؤقتة من الألواح الخشبية وضعت لحماية محتجين مؤيدين للفلسطينيين قبل استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي.
وفي جامعة كولومبيا، اعتقل عشرات من أفراد شرطة نيويورك يرتدون الخوذات والدروع محتجين مؤيدين للفلسطينيين كانوا يحتلون مبنى أكاديميا بالجامعة. وتوجه طلاب كان كثيرون منهم يسخرون من الشرطة إلى مبان قريبة بناء على أوامر من قوات الأمن بينما كانت الشرطة تخلي مخيما احتجاجيا استمر أسبوعين في الجامعة وألهم احتجاجات مماثلة في جامعات على امتداد البلاد وفي الخارج.
وقال إريك آدامز رئيس بلدية نيويورك إن الشرطة اعتقلت نحو 300 شخص في كولومبيا وسيتي كوليدج.
والاشتباكات في جامعة كاليفورنيا ونيويورك جزء من أكبر تحرك طلابي أمريكي منذ المسيرات المناهضة للعنصرية في عام 2020. واندلعت الاحتجاجات على خلفية هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل والهجوم الإسرائيلي اللاحق على قطاع غزة.
واحتشد طلاب أو أقاموا خياما في العشرات من المؤسسات العلمية على امتداد الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية على غزة وطالبوا مؤسساتهم بسحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية. واستدعى عدد من المؤسسات الشرطة لقمع الاحتجاجات.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني، اتهم مشرعون جمهوريون بعض مسؤولي الجامعات بغض الطرف عن الخطاب المعادي للسامية والمضايقات، وطالب بعضهم باستقالة رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق.
ويرفض كثير من المحتجين، وبعضهم يهود، مزاعم معاداة السامية.
ويعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يثير غضب كثير من المحتجين بتمويله وتسليحه لإسرائيل، إلقاء خطاب حول معاداة السامية الأسبوع المقبل في مراسم لإحياء ذكرى المحرقة.
وقالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، للصحفيين "للأمريكيين الحق في الاحتجاج السلمي.... (لكن) الاستيلاء على مبنى بالقوة ليس أمرا سلميا".
* محتجون في جامعة كاليفورنيا يتحدثون عن هجمات عنيفة
قبل الاشتباكات في لوس انجليس، أكد مسؤولو الجامعة أن وجود مخيم في حرمها غير قانوني وينتهك سياسة الجامعة ويشارك فيه أفراد لا ينتمون إلى الحرم الجامعي.
وأظهرت مقاطع محتجين، كثير منهم ملثمون وبعضهم أكبر سنا من الطلاب فيما يبدو، وهم يلقون بأشياء ويحاولون تحطيم أو هدم الحواجز الخشبية والحديدية التي تحمي الاعتصام.
وردد البعض تعليقات مؤيدة لليهود بينما حاول المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين التصدي لهم.
وقالت المحتجة المؤيدة للفلسطينيين والباحثة بجامعة كاليفورنيا كايا شاه "جاءوا إلى هنا وهاجمونا بعنف.
وتابعت "لم أتصور أنهم سيفعلون ذلك، ويصعدون إلى هذا المستوى، أن يقابل احتجاجنا متظاهرون مناهضون يؤذوننا بعنف، ويسببون الألم لنا، بينما لم نفعل أي شيء لهم".
وتبادل المتظاهرون من الجانبين رش رذاذ الفلفل قبل اندلاع اشتباكات. وقال متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين إن المتظاهرين المناهضين ألقوا عليهم الألعاب النارية وضربوهم بهراوات وعصي.
ووصف بنيامين كرستن، وهو طالب في جامعة كاليفورنيا وعضو في مجموعة الصوت اليهودي من أجل السلام، الليلة بأنها كانت "ليلة عنف مدمرة".
وكتب في رسالة نصية يقول "كان من الممكن أن يظل الاعتصام جهدا سلميا لولا الوجود المستمر للمحتجين المعارضين والمحرضين... بينما يعقد الكونجرس مزيدا من جلسات الاستماع عن مدى شعور الطلاب اليهود بالأمان الكافي في الجامعات، كان طلاب يهود من بين الذين تعرضوا لهجمات من محتجين صهاينة".
وقالت الشرطة إن جامعة كاليفورنيا استدعتها لاستعادة النظام والحفاظ على السلامة العامة "بسبب أعمال عنف متعددة" داخل المخيم. وأظهرت لقطات بُثت في وقت لاحق الشرطة وهي تقوم بتطهير ساحة مركزية بجانب المعسكر وتقيم حاجزا معدنيا أمامها.
وكانت الأوضاع أهدأ يوم الأربعاء. وتواجد مئات من أفراد الشرطة وسياراتها في الحرم الجامعي وانتشرت القوات حول الحرم. ولم يتضح عدد الاعتقالات أو عدد المصابين.
* اعتقال محتجين في جامعة كولومبيا
طلبت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 مايو أيار على الأقل، أي بعد يومين من انتهاء مراسم حفلات التخرج. وظل الحرم الجامعي الرئيسي، حيث توجد مساكن الطلاب مغلقا يوم الأربعاء. وقالت الجامعة إن بقية الفصل الدراسي سيتم تدريسه عن بعد، بما في ذلك الاختبارات النهائية التي قد يتأخر بعضها.
وتحدث أرارات سيكريان، وهو طالب من إسطنبول، عن طرده من المخيم ووصف استدعاء الشرطة بأنه خطير.
وقال "شعرت أني شخصيا تعرضت لهجوم... لقد كانوا خائفين جدا من هذه الحركة السلمية لدرجة أنهم اضطروا إلى إرسال أكثر من ألف، وربما مئات من رجال الشرطة إلى الحرم الجامعي".
وقال بن سولومون، وهو طالب يهودي يبلغ من العمر 22 عاما في جامعة كولومبيا، إنه يرحب بهذه الخطوة لإخراج من أسماهم "الغوغاء" من المبنى المحتل والاعتصام.
وقال "أنا سعيد برؤية الجامعات تتخذ إجراءات حاسمة".
وقالت شفيق إن الأحداث ملأتها "بالحزن العميق".
وكانت الجامعة حذرت في وقت سابق من أن الطلاب المشاركين في هذا الاحتجاج ربما يتعرضون للفصل.
(إعداد شيرين عبد العزيز وعبد الحميد مكاوي ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)