بيروت/القدس (رويترز) - شنت إسرائيل ضربات جوية مكثفة في جنوب لبنان، وقالت جماعة حزب الله إنها وجهت ضربات بطائرات مسيرة ملغومة وصواريخ لأهداف إسرائيلية يوم الأربعاء، فيما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت من "صيف ساخن" في المنطقة الحدودية.
وذكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة مقاتلين فلسطينيين من سرايا القدس، الجناح المسلح للحركة. وأفاد حزب الله أيضا بمقتل واحد من مقاتليه على الأقل.
وقالت مصادر أمنية إن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص في لبنان.
والصراع مستمر بين حزب الله وإسرائيل منذ أكتوبر تشرين الأول بالتوازي مع حرب غزة مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود وأثار مخاوف من نشوب حرب أكبر بين الخصمين اللذين يملك كل منهما ترسانة أسلحة كبيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب منشآت عسكرية وبنية تحتية تابعة لحزب الله المدعوم من إيران في ثلاثة مواقع بجنوب لبنان، منها أكثر من 20 ضربة على أهداف لحزب الله في بلدة رامية.
وقال حزب الله إنه أطلق "مسيرات انقضاضية على مقر اللواء الغربي المستحدث في بلدة يعرا الحدودية الإسرائيلية وأصابت هدفها بدقة، واستهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان من العيار الثقيل وحقق إصابة مباشرة"، وذلك من بين 10 هجمات على الأقل أعلن حزب الله عنها يوم الأربعاء.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الضربات الإسرائيلية استهدفت 28 بلدة وقرية في جنوب لبنان، معقل حزب الله. وقال مصدران أمنيان في لبنان إن الإسرائيليين استخدموا صواريخ تصل إلى الأعماق في محاولة واضحة لضرب تحصينات حزب الله تحت الأرض.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه تسنى تحديد وقوع انفجارات ثانوية خلال الهجوم الذي شنته مدفعيته وطائراته المقاتلة في منطقة رامية، مما يشير إلى وجود مرافق (TADAWUL:2083) لتخزين أسلحة في الموقع.
ودفع نزوح نحو 60 ألفا من سكان شمال إسرائيل إلى إطلاق دعوات داخلها لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد حزب الله. وعبر الحدود في لبنان، نزح نحو 90 ألف شخص أيضا بسبب الضربات الإسرائيلية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت متحدثا أمام قوات إسرائيلية خلال زيارة إلى شمال إسرائيل إن المهمة لم تكتمل.
وأضاف في رسالة مصورة نشرها مكتبه "ربما يكون هذا الصيف ساخنا".
وتابع أنه يتعين التوصل إلى اتفاق دبلوماسي أو حل عسكري من أجل أن يستطيع سكان شمال إسرائيل العودة إلى منازلهم سالمين وأن القوات المسلحة الإسرائيلية يجب أن تكون مستعدة.
وقال الجيش الإسرائيلي في أبريل نيسان إنه أكمل خطوة أخرى في الإعداد لحرب محتملة مع حزب الله تركزت على الخدمات اللوجستية، بما في ذلك الاستعدادات لتعبئة واسعة النطاق لجنود الاحتياط.
وتقول مصادر في لبنان إن أكثر من 250 عضوا في حزب الله و75 مدنيا قُتلوا في غارات إسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر تشرين الأول. وفي إسرائيل، قُتل نحو 20 شخصا، بينهم جنود ومدنيون.
والعمليات القتالية الحالية بين إسرائيل وحزب الله هي أشد اشتباكات بينهما منذ أن خاضا حربا في 2006.
ودأب حزب الله على قول إنه سيوقف إطلاق النار عند توقف الهجوم الإسرائيلي في غزة، لكنه أكد أيضا استعداده لمواصلة القتال إذا واصلت إسرائيل مهاجمة لبنان.
(تغطية صحفية ليلى بسام من بيروت ودان وليامز وهنريت شقر من القدس - إعداد محمد محمدين ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)