من جون أيرش ويارا بيومي
نيويورك (رويترز) - قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الاثنين إن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودولا أخرى مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد لن تدعم إعادة بناء سوريا حتى يكون هناك انتقال سياسي "بعيدا عن الأسد".
واجتمعت مجموعة (أصدقاء سوريا)، وهي تحالف يضم دولا غربية ودول الخليج العربية بالأساس، في نيويورك يوم الاثنين على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت تراجع فيه فيما يبدو الاهتمام بالصراع السوري المستمر منذ سبعة أعوام ليركز على التهديد النووي لكوريا الشمالية ومصير الاتفاق النووي الإيراني.
وقال جونسون "نعتقد أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو تسيير العملية السياسية وأن نوضح، كمجموعة ذات تفكير متشابه، للإيرانيين والروس ونظام الأسد أننا لن ندعم إعادة بناء سوريا حتى تكون هناك عملية سياسية كهذه وهذا يعني، كما ينص القرار 2254، بأن يكون هناك انتقال سياسي بعيدا عن الأسد".
وتحدث جونسون بعد اجتماع لنحو 14 دولة داعمة للمعارضة السورية من بينها فرنسا والسعودية وتركيا والولايات المتحدة.
وتبنى مجلس الأمن الدولي بالفعل خارطة طريق للانتقال السياسي في سوريا خلال عملية تقودها جنيف.
وشاركت روسيا في الحرب السورية كحليف للأسد في 2015 لتحول بذلك الزخم لصالحه. ويتمتع الأسد أيضا بدعم قوي من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية. وتراجعت الولايات المتحدة بشكل كبير عن القيام بدور قيادي في الدبلوماسية السورية.
وأوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطلع العام الجاري برنامجا سريا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتسليح وتدريب جماعات معارضة معينة تقاتل الأسد.
وقال القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إن كل من كانوا بالاجتماع اتفقوا على أنه "يجب أن تكون هناك عملية سياسية حتى تكون هناك أي مشاركة دولية في إعادة بناء سوريا".
وأضاف ساترفيلد "لا يستطيع النظام وداعموه أن يعلنوا النصر بناء فقط على خريطة لمواقع على الأرض... إن إعادة بناء سوريا يعتمد بشكل كبير على هذه العملية السياسية الموثوقة. وتتركز هذه العملية السياسية على جنيف ودور الأمم المتحدة".
* العودة إلى جنيف
يظهر اجتماع يوم الاثنين في تناقض شديد لاجتماع العام الماضي الذي انعقد بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وروسيا انهار عمليا بعد قصف قافلة مساعدات في حلب كبرى المدن السورية.
وتقع حلب الآن تحت سيطرة قوات الأسد والأسد نفسه في موقف أقوى بفضل الدعم الروسي والإيراني.
وانتهت آخر محاولة دولية كبرى لحل الأزمة بالفشل عندما تم تهميش المجموعة الدولية لدعم سوريا والتي شملت إيران بعد أن استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على حلب معقل المعارضة عام 2016.
وتتفاوض روسيا وتركيا وإيران بشكل منفصل منذ أشهر في آستانة في محاولة لخفض العنف على الأرض من خلال إنشاء مناطق خفض التصعيد عبر البلاد ولكن هذه المحادثات لا تغطي حلا سياسيا طويل المدى.
وحذرت فرنسا يوم الاثنين من أن الوضع الراهن في سوريا يهدد بتقسيم البلاد إلى الأبد ويفتح المجال لجماعات إسلامية متشددة جديدة.
وقال وزير الخارجية جان إيف لو دريان للصحفيين في نيويورك إنه سيعقد اجتماعا مع الدول الأربع الأخرى دائمة العضوية في المجلس وهي بريطانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة يوم الخميس لإقناعها بإنشاء مجموعة اتصال لإعطاء قوة دفع جديدة لإنهاء الصراع المستمر منذ سبعة أعوام.
وذكر أن "الواقعية" تملي رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة بعد أن هرب ملايين السوريين من البلاد بسبب الحرب لكن من المهم أن تعمل القوى الكبرى معا لإنعاش محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وقال وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز إن الاقتراح الفرنسي بإنشاء مجموعة اتصال لم يناقش في اجتماع أصدقاء سوريا.
ولكن رياض حجاب، الزعيم البارز بالمعارضة السورية، قال إنه أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن المبادرة مهمة جزئيا لأن الولايات المتحدة انسحبت وتسيطر روسيا على العملية بأكملها ومن ثم فإن مبادرة السيد ماكرون هي الطريق الصحيح لإصلاح ذلك لأنه من الضروري أن تشارك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في العملية.
(إعداد نيرة عبد الله للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)