باريس (رويترز) - قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الاثنين إن على جماعة حزب الله أن تتوقف عن التدخل في صراعات إقليمية وأن تقبل سياسة "الحياد" من أجل وضع نهاية للأزمة السياسية في بلاده.
ويقاتل حزب الله، المدعوم من إيران والذي يشكل جزءا من الحكومة الائتلافية في لبنان، إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا كما يقاتل في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
واتهمت دول الخليج الجماعة الشيعية أيضا بدعم حركة الحوثيين في اليمن والمتشددين في البحرين. وينكر حزب الله أي أنشطة له في اليمن أو البحرين.
وتتدخل السعودية، المنافس الإقليمي الرئيسي لإيران والداعم الرئيسي للحريري، كذلك في صراعات إقليمية.
وقال الحريري في مقابلة سجلها يوم الاثنين مع شبكة (سي نيوز) التلفزيونية الفرنسية "لا أريد حزبا سياسيا في حكومتي يتدخل في دول عربية ضد دول عربية أخرى".
وتابع "أنا في انتظار الحياد الذي اتفقنا عليه في الحكومة... لا يمكننا أن نقول شيئا ونفعل شيئا آخر".
وأصاب الحريري لبنان بالصدمة عندما أعلن استقالته من منصب رئيس الوزراء في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني الجاري في بيان تلاه من السعودية. لكن استقالته لم يتم قبولها حتى الآن.
وأجرى الرئيس اللبناني ميشال عون يوم الاثنين محادثات مع قادة سياسيين آخرين بشأن مستقبل حكومة الحريري لكنه لم يذكر ما إذا كانوا ناقشوا مطلب الحريري ببقاء البلاد خارج الصراعات الإقليمية.
وقال الحريري "لا يمكن للبنان أن يحل مسألة وجود حزب الله في سوريا والعراق وكل مكان بسبب إيران. يجب التوصل إلى حل سياسي إقليمي".
وأضاف "تدخل إيران يؤثر علينا جميعا. إذا كنا نريد سياسة جيدة للمنطقة فعلينا ألا نتدخل".
وقال إنه مستعد للبقاء في منصب رئيس الوزراء إذا وافق حزب الله على الالتزام بسياسة الدولة المتمثلة في البقاء خارج الصراعات الإقليمية.
لكنه أضاف أنه سيستقيل إذا لم يلتزم حزب الله بذلك رغم أن المشاورات في هذا الصدد إيجابية حتى الآن.
وقال "أعتقد أن على حزب الله إجراء حوار إيجابي من أجل مصلحة لبنان. هم يعلمون أن علينا البقاء على الحياد في المنطقة".
وأضاف أنه لو توصلت مشاورات الأسبوع الجاري إلى نتيجة إيجابية فإنه ربما يعدل تشكيل الحكومة معبرا عن استعداده لإجراء انتخابات قبل العام المقبل.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)