من دان وليامز
القدس (رويترز) - قال وزير إسرائيلي يوم الجمعة إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل صيغ بطريقة توحي بأن هناك مجالا لسيطرة فلسطينية في نهاية الأمر على جزء من المدينة لكنه توقع أن تعارض إسرائيل ذلك.
وخالف إعلان ترامب سياسة أمريكية دامت عقودا مما أثار غضب العالم العربي وقلق حلفاء واشنطن في الغرب. لكنه قال أيضا إن واشنطن لا تحدد موقفا من قضايا "الوضع النهائي" التي تشمل حدود السيادة الإسرائيلية في القدس والتي يتعين على الطرفين تقريرها من خلال المفاوضات.
وتعتبر إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية وأنها غير قابلة للتقسيم. ويريد الفلسطينيون القدس عاصمة لدولة يسعون لإعلانها على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. والشطر الشرقي للمدينة متخم بمقدسات يهودية وإسلامية ومسيحية تضيف حساسيات دينية عميقة للنزاع بشأن السيادة عليها.
وفي كلمته يوم الأربعاء، لم يستخدم ترامب كلمات تعكس وصف إسرائيل التقليدي للقدس. وحين سئل وزير شؤون القدس زئيف إلكين عن هذا قال "أعتقد أن عدم تطرقه إلى هذا في كلمته مقصود".
وأضاف "لقد أشار حتى إلى أن الحدود في القدس ستتحدد أيضا خلال المفاوضات، وهو ما يفترض خيار التقسيم".
وكان إلكين يشير إلى تنبيه ترامب بأن القرار الأمريكي بشأن القدس لا يشكل "اتخاذ أي موقف من قضايا الوضع النهائي ومنها حدود السيادة الإسرائيلية على القدس أو الحدود المتنازع عليها".
وقال ترامب "هذه القضايا متروكة للأطراف المعنية" مضيفا أن واشنطن لا تزال ترغب في موافقة الإسرائيليين والفلسطينيين على "حل الدولتين" من أجل السلام.
وكرر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نفس التصريحات يوم الجمعة في باريس وقال "فيما يتعلق بباقي القدس.. لم يشر الرئيس إلى أي وضع نهائي بالنسبة للقدس. كان واضحا للغاية بأن الوضع النهائي بما في ذلك الحدود سيترك للتفاوض واتخاذ القرار بين الطرفين".
وكغيرها من القوى العالمية الأخرى، وامتثالا لقرارات مجلس الأمن الدولي منذ حرب عام 1967، أحجمت الولايات المتحدة عن الاعتراف بأي سيادة على القدس وهي إحدى أكبر القضايا الشائكة في الصراع بالشرق الأوسط.
وقال الوزير الإسرائيلي إنه كان سيشعر بسعادة لو وصف ترامب القدس بأنها العاصمة الموحدة لإسرائيل. لكن قلل من احتمالات التقسيم قائلا إن إدارة ترامب لن تسير على هذا النهج إلا إذا قبلت به حكومة نتنياهو.
"إسرائيل لن توافق"
قال إلكين في تصريحاته التي أذاعها راديو تل أبيب102 "هذا أمر مهم للغاية وحاليا ليس لدي شك في أن إسرائيل سترفض. في النهاية، وفي الواقع، هذا هو الأهم".
وصف ترامب القدس بأنها "عاصمة الشعب اليهودي التي شيدت في العصور القديمة (و) مقر الحكومة الإسرائيلية الحديثة".
ورد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بغضب وقال إن واشنطن تخلت عن دورها كوسيط سلام ووصف القدس بأنها "مدينة فلسطينية عربية مسيحية مسلمة والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
وفي ثلاثة بيانات للترحيب بالخطوة الأمريكية، لم يشدد نتنياهو على عدم قابلية القدس للتقسيم.
ولم يرد المتحدث باسم نتنياهو على طلب لرويترز بشأن المسألة.
وفي تصريح قبل إعلان ترامب، أقر السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة بأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل لا يستبعد السيادة الفلسطينية هناك .. ولو في نظر الوسطاء الأجانب على الأقل.
وقال السفير رون ديرمر لموقع بوليتيكو الإخباري في الرابع من ديسمبر كانون الأول "كل خطة سلام طرحت كانت تضم القدس عاصمة لإسرائيل. وتوجد خطط سلام أخرى اقترحت أن تكون (القدس) عاصمة لدولتين وهذه قضية أخرى".
وضمت إسرائيل القدس الشرقية بعد احتلالها. لكن القوى العالمية والأمم المتحدة لم تعترف بالسيادة الإسرائيلية على كل المدينة وتقول إنه ينبغي التفاوض في هذا الشأن بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين انهارت آخر جولة من محادثات السلام بينهم في عام 2014.
ولا توجد لأي دول أخرى سفارات في القدس.
وشارك آلاف الفلسطينيين في "يوم غضب" يوم الجمعة بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية اعتراضا على قرار ترامب.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)