نيويورك (رويترز) - في أبريل نيسان، كلفت وكالة رويترز مصورتها زهرة بن سمرة بتغطية الجفاف في الصومال. وحين وصلت زهرة إلى هناك، فكرت كيف تنقل البصمة الإنسانية في أزمة تعصف بأكثر من مليوني مواطن يحاولون تخطي المجاعة وسط حقول باتت قاحلة وماشية أصبحت جلدا على عظام.
وفي مخيم مؤقت للنازحين، التقت بن سمرة مع زينب الفتاة البالغة من العمر 14 عاما التي أجبرت على الزواج من مسن عرض 1000 دولار مهرا. كانت زينب تحلم أن تكون معلمة لغة إنجليزية، لكن ذلك المبلغ البسيط أتاح لأسرتها كبيرة العدد الانتقال إلى بلدة على حدود إثيوبيا توزع فيها منظمات الإغاثة الدولية غذاء على النازحين المتضررين من الجفاف.
وقابلت بن سمرة قصصا مشابهة خلال رحلتها التي استمرت نحو أسبوعين للقرن الأفريقي.
تقول زهرة بن سمرة التي اختارتها صحيفة الجارديان البريطانية المصورة الصحفية لعام 2017 "التصوير يفتح العيون على ما يجري بالعالم... المسألة لا تتعلق بقومية أو دين، وإنما بالبشر".
وأشادت الجارديان بعمل بن سمرة الذي غطت فيه خلال العام بعضا من أصعب المواقف على وجه البسيطة: قتال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، أزمة اللاجئين الروهينجا، والجفاف في الصومال، وغيرها.
وكشاهدة عيان على حروب وانتهاكات وفظائع، تقول بن سمرة إن من اللازم البقاء على الحياد. تقول "من المهم البقاء محايدا إن أردنا أن يصدقنا الناس ويثقوا بنا... لا بد أن نكون في المنتصف دون أن ننحاز لهذا الجانب أو ذاك".
زهرة بن سمرة مقرها الجزائر، وهي ترى أن عمل المرأة في هذا المجال له مميزاته ومنها أن الناس يكونون عادة أكثر ارتياحا في التعبير عما يختلج في صدورهم والحديث عن حكاياتهم.
ومن أكثر الصور تأثيرا هذا العام صورة للمسنة ختالة علي عبد الله البالغة من العمر 90 عاما وهي تفر منهكة من معركة مع الدولة الإسلامية خارج الموصل في فبراير شباط. امتلأت عينا زهرة بالدموع وهي تلتقط الصورة، وقد تخيلت فيها جدتها وهي تعجز عن مساعدتها.
تقول "عندما أرى أناسا يعانون ويحيون حياة صعبة جدا، أتصور نفسي مكانهم".
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)