من داليا نعمة
بيروت (رويترز) - أفادت وسائل إعلام رسمية في سوريا بأن آخر جماعة معارضة في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق بدأت الانسحاب يوم الاثنين بموجب اتفاق مع الحكومة لكن مصدرا عسكريا قال إن مجموعة من المقاتلين ما زالوا يرفضون القبول بالاتفاق مع الدولة.
وظلت جماعة جيش الإسلام تقاتل في مدينة دوما، إحدى مدن الغوطة الشرقية، في مواجهة هجوم عنيف تشنه القوات الحكومية المدعومة من روسيا لكن الجماعة لم تؤكد التوصل لاتفاق مع الحكومة.
وفي مؤشر على وجود انقسامات داخل الجماعة قال مصدر عسكري سوري لرويترز إن بعض المقاتلين يرفضون الاتفاق وإن الجيش سيلجأ إلى القوة ما لم يقبلوا به. وتابع "سيضطرون جميعا للقبول بالتسوية في النهاية".
وإذا تأكد الأمر فإن مغادرة جيش الإسلام لمدينة دوما تعني نهاية الصراع على الغوطة وسحق معقل المعارضة قرب دمشق وتسلط الضوء على تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب.
وسيمثل ذلك أيضا أكبر انتصار للأسد على المعارضة منذ استعادة السيطرة على شرق حلب في عام 2016.
وذكر التلفزيون السوري أن ثماني حافلات تقل 448 شخصا، وهم مقاتلون من المعارضة وأسرهم، غادرت دوما يوم الاثنين في طريقها إلى شمال البلاد. وقالت وسائل إعلام رسمية إن من المقرر انسحاب مقاتلي المعارضة إلى مناطق قريبة من الحدود التركية تسيطر عليها جماعات معارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات الحافلات كانت قد دخلت دوما في ساعة مبكرة يوم الاثنين استعدادا لإجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى مدينتي جرابلس والباب الواقعتين في شمال سوريا قرب الحدود التركية.
وتقع المدينتان داخل قطاع من الحدود أقامت فيه تركيا منطقة عازلة يسيطر عليها جيشها ومقاتلون متحالفون معها من جماعات الجيش السوري الحر المناهض للأسد.
وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن اتفاق دوما يقضي بأن تسلم جماعة جيش الإسلام أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وتقر باستعادة الحكومة السورية السيطرة على المدينة.
كانت دوما أكبر مركز حضري في ضواحي دمشق الشرقية تهيمن عليه المعارضة المسلحة وفقدت الحكومة السورية السيطرة عليها في المراحل المبكرة من الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثامن.
وغادر آلاف المقاتلين وأسرهم ومدنيون آخرون بالفعل أنحاء أخرى من الغوطة الشرقية باتجاه إدلب وهي منطقة أخرى تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.
كما فر عشرات الآلاف إلى ملاجئ في منطقة تسيطر عليها الحكومة قرب الغوطة.
وكان هجوم الحكومة على الغوطة واحدا من أكثر الحملات دموية خلال الحرب إذ قتل خلاله أكثر من 1600 مدني وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتقول الحكومة إنها تستعيد الأمن في دمشق التي تعرضت بانتظام لعمليات قصف من الغوطة الشرقية خلال الحرب.
ويسيطر الأسد، الذي يحظى بدعم عسكري من إيران وروسيا، حاليا على معظم سوريا غير أنه ربما يكون من الصعب عليه استعادة مزيد من الأراضي دون المخاطرة بصدام مع قوى أجنبية أخرى لديها قوات في سوريا.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ثاني أكبر جزء من الأراضي السورية. وقوات سوريا الديمقراطية تحالف من فصائل مسلحة تشكل وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، رأس الحربة فيه.
وأضفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مزيدا من الغموض على آفاق الصراع عندما لمح الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة ستغادر سوريا قريبا.
وعززت تركيا، التي يقلقها نمو النفوذ الكردي، وجودها في شمال سوريا بالسيطرة على منطقة عفرين بشمال غرب البلاد بعد طرد وحدات حماية الشعب منها بدعم من فصائل مسلحة سورية.
ولا تزال المعارضة تسيطر على منطقة كبيرة على الحدود مع الأردن وإسرائيل اللتين تخشيان أيضا نمو النفوذ الإيراني في سوريا.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)