من مات سبيتالنيك وستيف هولاند ويارا بيومي
واشنطن (رويترز) - قال مسؤول بارز بالبيت الأبيض إن إدارة الرئيس دونالد ترامب استكملت تقريبا خطة السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي طال انتظارها لكنها ما زالت تواجه صعوبات في تحديد كيف ومتى يمكن طرحها.
وأقر المسؤول بأن واشنطن تواجه مشكلة "انقطاع" الاتصالات مع الفلسطينيين بسبب اعتزامها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ويبدو من المرجح أن تظل المبادرة، التي كان من المتوقع على نطاق واسع أن تطرح في وقت سابق هذا العام، معلقة حتى يستكمل مهندساها الرئيسيان -جاريد كوشنر زوج ابنه ترامب وجيسون جرينبلات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط- التفاصيل ويحددا الوقت المناسب للكشف عنها.
وقد يعتمد قرارهما على مجموعة من العقبات، ليس أقلها أن أحد طرفي الصراع المستمر منذ عقود، وهو الطرف الفلسطيني، يقول إنه فقد ثقته في إدارة ترامب كوسيط نزيه ويقاطع العملية منذ الإعلان عن نقل السفارة للقدس في ديسمبر كانون الأول الماضي.
ولم يكشف البيت الأبيض سوى عن القليل من التفاصيل على خطة السلام التي أثارت شكوكا واسعة النطاق حتى قبل الكشف عنها.
ورد المسؤول على سؤال عما إذا كانت الخطة ستتضمن التزاما أمريكيا بحل الدولتين كما يطالب الفلسطينيون قائلا "يمكن التمسك بكل ما قاله الرئيس ترامب... أنه سيدعم ذلك إذا اتفق عليه الطرفان". لكنه لم يحدد ما إذا كان الموقف الأمريكي من القضية سيضمن في الوثيقة النهائية.
وأقر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه بأن الجمود بين البيت الأبيض والفلسطينيين أثر على جهود السلام.
وأضاف المسؤول في حديث مع رويترز أن "انقطاع" الاتصالات مع الفلسطينيين بسبب القدس "ليس بالأمر الهين".
ويشك أغلب الخبراء فيما إذا كان بإمكان كوشنر وجرينبلات، وكلاهما يفتقر للخبرة الدبلوماسية السابقة، التوصل إلى أي اتفاق.
وردا على منتقدين يقولون أن الخطة ستكون على الأرجح منحازة لإسرائيل حليفة الولايات المتحدة قال المسؤول إن الطرفين سيجدان "جوانب يحبونها وأخرى يكرهونها".
وتابع المسؤول أن من بين المسائل التي لم تحل بعد ما ستقترحه الخطة بشأن مستقبل القدس مشيرا إلى واحدة من أكثر القضايا الشائكة على امتداد تاريخ جهود السلام الفاشلة التي قادتها الولايات المتحدة.
وأشار المسؤول إلى إن جهود هذه الإدارة يمكن أن تفشل كذلك قائلا "قد لا تنجح بالنسبة لنا أيضا".
وغير ترامب سياسة انتهجتها الولايات المتحدة على مدى عقود عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدأ إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهو القرار الذي أثار سخط الفلسطينيين وأغضب حلفاء عرب وغربيين.
وتعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها وهو زعم غير مقبول على نطاق دولي واسع النطاق. ويريد الفلسطينيون الشطر الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وقال المسؤول عن خطة السلام التي تفاخر ترامب بأنها ستقود إلى اتفاق نهائي "نضع اللمسات الأخيرة عليها" وأضاف "ما زلنا بالتأكيد نواجه صعوبات في مسألة القدس... لكننا أوشكنا للغاية على استكمالها".
ومن بين القضايا الأخرى التي قد تعقد طرح المبادرة أعمال العنف الأخيرة بين إسرائيل وغزة وقرار ترامب المنتظر الشهر المقبل بشأن التخلي عن اتفاق إيران النووي والتوترات الدولية بشأن هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية في سوريا.
وقال المسؤول "سنبحث كل الظروف المحيطة ونتخذ القرار" بشأن متى نطرحها. وأكد على أن الخطة تحرز تقدما.
وتابع أن فريق ترامب أجرى مشاورات غير رسمية مع فلسطينيين "عاديين" لكن قادتهم لم يبدوا أي إشارة على العودة للمفاوضات. ولا تستبعد الإدارة المضي قدما في طرح المبادرة على أي حال.
ومن المنتظر أن تقترح الخطة حلولا مفصلة لخلافات رئيسية منها الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية على الأراضي المحتلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين والأمن.
ويعد مستشار ترامب الجديد للأمن القومي جون بولتون من الصقور المؤيدين لإسرائيل وكان قد انتقد خطوات السلام الأمريكية السابقة، لكن المسؤول يقول إن فريق الشرق الأوسط اجتمع معه بالفعل ويعتقد إنه سيكون داعما للخطة.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)