القاهرة (رويترز) - قال حاتم زكريا السكرتير العام لنقابة الصحفيين المصرية يوم الخميس إن نيابة أمن الدولة العليا استدعت رئيس تحرير صحيفة (المصري اليوم) السابق محمد السيد صالح وثمانية من صحفييها للتحقيق معهم بعد تغطية الصحيفة، التي انتقدها مسؤولون حكوميون، لانتخابات الرئاسة.
وأضاف في اتصال هاتفي مع رويترز أن الصحفيين التسعة سيمثلون للتحقيق يوم الخميس المقبل مشددا على أن النقابة ستدعمهم خلال مختلف مراحل التحقيق.
وتابع "يبدو أن الهيئة الوطنية للانتخابات قدمت ضدهم بلاغا للنيابة".
ونشرت الصحيفة عنوانا رئيسيا في صفحتها الأولى يوم 29 مارس آذار يقول "الدولة تحشد الناخبين في آخر أيام الانتخابات" التي أجريت في داخل البلاد أيام 26 و27 و28 مارس آذار.
وفاز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية أمام مرشح وحيد مؤيد له ولا يتمتع بثقل سياسي.
وبسبب تغطية المصري اليوم للانتخابات غرمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 150 ألف جنيه (8400 دولار). وبعد أيام أقالت إدارة الصحيفة صالح دون إبداء سبب وقالت إنه سيظل من كتاب الرأي الرئيسيين فيها.
كان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قد فرض أيضا غرامة 50 ألف جنيه على موقع (مصر العربية) بعد أن أعاد الموقع نشر محتوى من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحدث عن إغراءات مزعومة لناخبين مقابل الإدلاء بأصواتهم.
وأغلقت السلطات مقر الموقع وألقت القبض على رئيس تحريره عادل صبري الذي أمرت النيابة العامة يوم الخميس الماضي بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق بتهم من بينها إدارة موقع دون ترخيص والانضمام إلى جماعة محظورة.
و(مصر العربية) واحد من نحو 500 موقع حجبتها السلطات المصرية خلال الشهور القليلة الماضية لكن كان ممكنا تصفحه من خلال تطبيق معين.
وقالت صحفية من بين من تم استدعاؤهم للتحقيق لرويترز طالبة ألا ينشر اسمها إنها تلقت يوم الخميس إخطارا من نقابة الصحفيين بالمثول للتحقيق يوم الخميس المقبل.
وأضافت "أبلغتني النقابة أن الهيئة الوطنية للانتخابات قدمت البلاغ ضدنا".
ولم يتسن الاتصال بمسؤولي الهيئة الوطنية للانتخابات للتعليق.
كانت الهيئة قد توعدت بمحاسبة من ينشرون أنباء غير صحيحة عن سير العملية الانتخابية. ويقول المسؤولون إن التصدي للأخبار الكاذبة أمر ضروري للأمن القومي. لكن الصحفيين المحالين للتحقيق يقولون إن تغطيتهم للانتخابات كانت أمينة.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي ومسؤولون آخرون من بينهم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات لاشين إبراهيم قد حثوا الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بأعداد كبيرة في الانتخابات التي اعتبرها السيسي استفتاء على فترة رئاسته الأولى.
ونفى مسؤولون أن تكون أي من مؤسسات الدولة قدمت مغريات أو مارست ضغوطا على ناخبين للإدلاء بأصواتهم.
(تغطية صحفية للنشرة العربية محمد عبد اللاه - تحرير مصطفى صالح)