من أيمن الورفلي
بنغازي (ليبيا) (رويترز) - عاد القائد العسكري المخضرم خليفة حفتر، أقوى شخصية في شرق ليبيا، إلى بنغازي يوم الخميس بعد أن غاب لأسبوعين من أجل تلقي العلاج في باريس.
وبث تلفزيون ليبي لقطات لوصول حفتر إلى بنغازي، حيث كان في استقباله كبار المسؤولين.
وابتسم حفتر (75 عاما) وهو يترجل من طائرة وصلت عصر الخميس قادمة من القاهرة.
وقال لكبار القادة العسكريين والزعماء المحليين في كلمة تلفزيونية في المطار بعد قليل من وصوله "أريد أن أطمئنكم... أنا بصحة بجيدة".
وأضاف ساخرا وهو جالس وأمامه عدد كبير من الميكروفونات على منضدة مزينة "المفروض أتحدث وأنا واقف وليس جالس ولكن فرض علينا الجلوس".
ولم تنشر السلطات في شرق ليبيا أي صور أو معلومات مفصلة بشأن حالته الصحية خلال رحلة العلاج، مما غذى التكهنات بشأن حالته والتأثير المحتمل على ميزان القوى في ليبيا.
وتابع حفتر قائلا "كل هذه الأعمال اللي قاموا بيها (ترويج الشائعات بشأن صحته) لست مسؤولا عن الرد عليها ولكن عندنا... من يستطيع أن يقوم بهذا العمل (الرد) على الوجه الأكمل".
وشهدت ليبيا انقسامات بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم معمر القذافي الذي دام أكثر من أربعة عقود، وباتت مقسمة منذ 2014 بين حكومتين وتحالفات عسكرية متنافسة في شرق ليبيا وغربها.
وتقود الأمم المتحدة جهدا لإعادة استقرار الوضع وتوحيد الدولة الغنية بالنفط التي يسكنها ستة ملايين شخص وتقول إنها تأمل أن تجري انتخابات عامة بنهاية هذا العام.
وكان حفتر قائدا عسكريا في جيش القذافي ثم انشق عليه وعاد إلى ليبيا لينضم إلى انتفاضة 2011 قبل أن يوسع تدريجيا قبضته على شرق ليبيا وأجزاء من جنوبها ويسيطر على بنغازي بالكامل العام الماضي بعد حملة عسكرية دامت ثلاثة أعوام.
وتعهد حفتر بطرد الإسلاميين المتشددين و"تحرير" طرابلس والقضاء على الفصائل المسلحة في العاصمة بدعم من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والإمارات.
ويناوئ حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة تحاول توطيد أركانها في طرابلس منذ عامين.
ومنذ 2016، يسيطر حفتر كذلك على جميع الموانئ النفطية والحقول الرئيسية في الشرق، حيث يتركز معظم موارد ليبيا النفطية.
لكنه لا يزال شخصية مثيرة للانقسام، إذ يعتبره خصومه رجل عسكري قوي من النظام القديم يسعى لإعادة فرض الحكم الشمولي في أنحاء ليبيا ويصف جميع منافسيه بأنهم "إرهابيون".
كما يسعى جاهدا لاحتواء الانقسامات المحلية والصراعات على السلطة في شرق ليبيا. ويقاوم الخصوم المسلحون للجيش الوطني الليبي، القوة العسكرية في الشرق، محاولات الحصار بغية استعادة السيطرة على مدينة درنة في الشرق الليبي.
(شارك في التغطية أحمد العمامي وعلي عبد العاطي - إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)