دبي (رويترز) - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأحد إن طهران ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي المبرم عام 2015 إذا ضمنت حماية مصالحها في حين عبر وزير الخارجية الإيراني عن أمله في إعادة صياغة الاتفاق دون واشنطن.
ونقل التلفزيون الرسمي عن روحاني قوله إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق يوم الثلاثاء "انتهاك للمعايير الأخلاقية".
وأضاف روحاني خلال اجتماع مع رئيس سريلانكا مايثريبالا سيريسينا الذي يزور طهران "إذا التزمت الدول الخمس المتبقية بالاتفاق فإن إيران ستبقى فيه رغم أنف أمريكا".
وأغضب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين وأثار حالة من عدم اليقين بشأن إمدادات النفط العالمية ومخاوف من اندلاع صراع في الشرق الأوسط.
كما أبرز الانسحاب الانقسامات داخل النخبة السياسية في إيران.
وتحدث روحاني بلهجة تصالحية مماثلة يوم الثلاثاء في حين ذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف بدأ السبت جولة في الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي في محاولة أخيرة لإنقاذه.
وقال ظريف في بكين يوم الأحد "نأمل أن تنجح هذه الزيارة إلى الصين والدول الأخرى في وضع صياغة مستقبلية واضحة للاتفاق (النووي) الشامل".
وعبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن اعتقاده بأن جولة ظريف من شأنها أن "تحسن... تفهم الدول لموقف إيران" وتساعد طهران على حماية "مصالحها الوطنية المشروعة".
وقال "الصين مستعدة للحفاظ على قنوات الاتصال والتنسيق مع جميع الأطراف المعنية ومنها إيران ولاتباع سلوك موضوعي وعادل ومسؤول لمواصلة حماية.. الاتفاق".
وقال روحاني إن بلاده ستظل ملتزمة بالاتفاق، الذي وقعت عليه أيضا بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، إذا ضمنت القوى التي ما زالت تدعم الاتفاق حماية طهران من العقوبات.
وأكدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا التزامها بالاتفاق لكن رجل الدين الإيراني البارز أحمد خاتمي قال يوم الجمعة إنه لا يمكن الوثوق بالدول الأوروبية.
وقال رئيس مجلس الخبراء، الذي يضم مجموعة من رجال الدين المسؤولين عن اختيار الزعيم الأعلى الإيراني، يوم الأحد إنه يتعين على روحاني تقديم اعتذار لعدم حصوله على ضمانات للاتفاق من القوى العالمية.
وقال أية الله أحمد جنتي في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية "من الضروري أن يقدم الرئيس اعتذارا صادقا وصريحا للشعب بسبب الأضرار الناجمة عن الاتفاق النووي".
كما حذر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري من التعويل على القوى الأجنبية في ضمان مصالح إيران.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن جعفري قوله "خروج أمريكا (من الاتفاق) يهدف إلى كسر صمود الشعب الإيراني وهذا ليس جديدا... المشكلة اليوم ليست في العقوبات الأمريكية لكنها في أن بعض المسؤولين ينظرون إلى الخارج بدلا من النظر إلى الإمكانات الداخلية".
وشكك جعفري يوم الأربعاء في قدرة الدول الأوروبية على الحفاظ على الاتفاق النووي.
ومع اعتراض المتشددين في الداخل على الاتفاق يقول بعض المحللين إن روحاني ربما يجد نفسه في مأزق الآن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه كان يأمل أن تتوصل الولايات المتحدة وأوروبا إلى اتفاق على كيفية التعامل مع إيران بعد أن هدد ترامب بمعاقبة الشركات الأوروبية التي تستأنف العمل في إيران.
وقال بومبيو لشبكة فوكس نيوز الإخبارية إن الولايات المتحدة لم تكن تستهدف أوروبا عندما انسحبت من الاتفاق.
وقال "يحدوني الأمل أن نتمكن في الأيام والأسابيع المقبلة من التوصل إلى اتفاق ينجح فعليا ويحمي العالم من السلوك الإيراني الضار ليس فقط برنامجها النووي بل أيضا صواريخها وسلوكها الخبيث".
وقال جون بولتون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض إن عقوبات يمكن أن تفرض على الشركات الأوروبية.
وأضاف لشبكة (سي.ان.ان) "هذا أمر وارد. ويعتمد على سلوك حكومات أخرى".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)