من أورهان جوسكون
كارس (تركيا) (رويترز) - قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن القوات التركية تتمركز الآن داخل شمال العراق على بعد 30 كيلومترا من الحدود وقد تتقدم أكثر لتستهدف مسلحي حزب العمال الكردستاني في معقلهم بجبال قنديل.
وقال يلدريم لرويترز إن أنقرة لن تتردد في تصعيد الهجوم على المسلحين عبر حدودها الجنوبية، في تشديد لتحذيرات تركيا بشأن توسيع وجودها العسكري في مناطق تحت سيطرة الأكراد بالعراق.
يأتي هذا التحرك، الذي يشير لانطلاق عملية عسكرية كبرى، بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على قيام القوات التركية بطرد مقاتلين أكراد من منطقة عفرين السورية. وتقول تركيا إن قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق هي الهدف التالي لها رغم احتجاجات الحكومة المركزية في بغداد.
وقال يلدريم في مقابلة على متن طائرته في إطار زيارة لشرق تركيا ضمن حملة الانتخابات التي ستجرى يوم 24 يونيو حزيران "تمركزت قواتنا الآن داخل شمال العراق على بعد 30 كيلومترا تقريبا (من الحدود) وتعمل على منع أنشطة التسلل والأنشطة الإرهابية هناك".
واتهم يلدريم حزب العمال الكردستاني بالقيام "باستفزازات ونصب كمائن" وشن هجمات وقال إن تركيا "ستتوغل أكثر بالتأكيد" إذا استمرت هذه الأفعال.
وأضاف "لن نبدي أي تردد هنا حتى يتم تحييد هذه العناصر".
وتابع قائلا "كل الخيارات (بشأن قنديل) مطروحة".
وتشن تركيا بالفعل ضربات جوية عبر الحدود ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وقال الجيش يوم الجمعة إن طائراته قصفت مخابئ ومخازن عتاد وذخيرة في جبال قنديل ومناطق أخرى.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مساء يوم الخميس إنه إذا لم يقم العراق بتطهير المنطقة من حزب العمال الكردستاني فإن بلاده ستقصف جبال قنديل ومنطقة سنجار، التي تقع إلى الغرب منها، والتي يقول إن مسلحي حزب العمال يتمركزون بها أيضا.
وقال رئيس وزراء العراق حيدر العبادي يوم الثلاثاء إن بغداد مستعدة للتنسيق مع أنقرة لمنع الهجمات التي تقع في تركيا عبر الحدود مضيفا أن جنودا أتراك موجودون في شمال العراق منذ الثمانينيات.
لكنه طالب تركيا باحترام سيادة العراق واتهم الساسة الأتراك بإثارة التوتر لأسباب داخلية. وقال إن بلاده لن تقبل بأي مساس بسيادتها حتى إن جاء ذلك في نطاق الحملة الانتخابية التركية.
وتضررت العلاقات أيضا بسبب سد تركي ضخم على نهر دجلة يمكن أن يزيد حدة أزمة المياه في العراق.
وقالت تركيا يوم الخميس إنها أوقفت ملء السد استجابة لطلب من بغداد.
* الأمن والسيادة
وقال يلدريم إن وجودا تركيا طويل المدي في العراق ضروري لتركيا وإنه لا يمثل انتهاكا للسيادة العراقية. وأضاف أن الإجراءات التركية متوافقة مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وتابع "السيادة شئ وحياة دولة وأمنها شئ آخر. دائما نحرص على وحدة العراق الإقلمية".
وحرصت تركيا دائما على مقاومة طموحات الأكراد من أجل الاستقلال في العراق وسوريا وإيران خشية أن يعزز ذلك انفصال المناطق التي تسكنها أغلبية كردية عنها.
وشنت تركيا أيضا خلال العامين الماضيين عمليتين عسكريتين في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب التي تقول إنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وتسبب ذلك في تصدع علاقات تركيا مع الولايات المتحدة التي تحالفت مع قوة في سوريا تقودها وحدات حماية الشعب في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الأسبوع الماضي سعت الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي للتغلب على خلافاتهما بأن اعتمدتا خارطة طريق لانسحاب وحدات حماية الشعب من مدينة منبج السورية.
وقال يلدريم إن الاتفاق مع واشنطن خطوة إيجابية لكن انسحاب وحدات حماية الشعب غير كاف وإن الأسلحة التي سلمت لها يجب استردادها فورا.
وتابع "حتى رغم التوصل إلى هذا الاتفاق علينا توخي الحذر. علينا أن نتابع التنفيذ عن كثب".
وأضاف يلدريم أن على المسلحين الانسحاب من منطقة تمتد من نهر الفرات إلى سنجار في شمال العراق وهي منطقة تمتد لمسافة 350 كيلومترا على الحدود.
ومضى يقول "أبعدناهم من منبج ودفعنا بهم إلى شرقي الفرات لكن ما زالوا يحتفظون بالأسلحة وما زالوا معادين لتركيا. هذا غير مقبول من جانبنا".
وأضاف "أسلحة وحدات حماية الشعب لا بد من جمعها وما يسمى بالقوات التي تحارب داعش لا بد من حلها والمنطقة الممتدة من شرقي الفرات إلى شمال العراق حتى سنجار لا بد من تطهيرها من العناصر الإرهابية".
(شارك في التغطية أحمد أبو العينين في بغداد - إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)