معبر نصيب الحدودي (سوريا) (رويترز) - اتخذت قوات الجيش السوري مواقعها ورفعت الأعلام السورية على معبر نصيب على الحدود مع الأردن واحتفلت باستعادة السيطرة على طريق رئيسي للتجارة بعدما سيطر عليه مسلحو المعارضة لثلاث سنوات.
واستعادت القوات في محافظة درعا السيطرة على المعبر يوم الجمعة في هجوم اجتاح مناطق المعارضة في جنوب غرب سوريا بمساعدة ضربات جوية روسية مكثفة.
ووافق مسلحو المعارضة على تسليم أسلحتهم في اتفاق لوقف إطلاق النار تم بوساطة روسية وسلموا درعا في انتصار آخر للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه.
وقال مسؤول من المعارضة إن الاتفاق سيتم على مراحل في مختلف أنحاء درعا لكن لا يوجد جدول زمني إلى الآن.
وكانت الكتل الخرسانية القريبة من معبر نصيب الحدودي مغطاة بشعارات فصائل المعارضة، بينما حملت نقطة تفتيش للجيش عند المدخل صورا للأسد.
وقام عشرات الجنود السوريين مع الشرطة العسكرية الروسية وعربات مدرعة تحمل العلم الروسي بعمل دوريات على المعبر أثناء جولة لوسائل الإعلام. وارتفعت أعمدة الدخان من منطقة إلى الشرق ودوت بعض الانفجارات من بعيد.
وأظهرت لقطات من تلفزيون رويترز قافلة من الدبابات والعربات تحمل مئات الجنود والأعلام السورية وبدا أنها متجهة إلى محافظة درعا في الغرب حيث لا يزال مسلحو المعارضة يسيطرون على عدد من البلدات.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن الجنود اتخذوا مواقعهم يوم السبت بعد إجراء عمليات تطهير.
وفي بث حي من الحدود، أظهر التلفزيون الحكومي مجموعات من الجنود يلوحون بعلامة النصر ويهتفون للأسد ويمزقون أعلام المعارضة.
وقال قائد ميداني لرويترز إن الجيش قطع خطوط الإمداد عن مسلحي المعارضة بالسيطرة على بلدتين على الطريق السريع المؤدي إلى الحدود الأردنية. وأضاف قائلا "كانت هناك مقاومة شرسة".
وأضاف أن هناك خمس بلدات فحسب في جنوب شرق درعا لا تزال في قبضة مسلحي المعارضة. وقال "هذه البلدات أعتقد أنها ستقوم بالعودة إلى حضن الوطن وإن تأخروا عن ذلك فنحن جاهزون للحسم العسكري".
وتمهد إعادة المعبر الطريق أمام دمشق لإعادة فتح مسار حيوي لآمالها في إنعاش اقتصاد سوريا المتداعي وإعادة البناء في الأراضي الخاضعة لسيطرتها.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال خلال الأسبوعين الماضيين في الجنوب أدى إلى نزوح ما يربو على 320 ألف شخص في أكبر عملية نزوح خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات. وتجمع نحو 60 ألف شخص قرب الحدود الأردنية ويسعى آلاف إلى البحث عن مأوى على الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وعززت إسرائيل والأردن السيطرة على حدودهما وقال البلدان إنهما لن يسمحا بدخول اللاجئين لكنهما وزعا مساعدات داخل سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الحرب ومقره بريطانيا، إن ما لا يقل عن 28 ألف شخص عادوا في الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى بلدات في شرق درعا يشملها اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الهلال الأحمر العربي السوري إن قافلة من الطرود الغذائية وأكياس الطحين، من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، توجهت إلى بلدة إبطع التي باتت تحت سيطرة الجيش الأسبوع الماضي.
ويبدو أن هدف الجيش المقبل في الهجوم على الجنوب سيكون المناطق القريبة من محافظة القنيطرة في قبضة مقاتلي المعارضة على حدود الجولان.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)