من ستيف كيتينج
نيويورك (رويترز) - لقن روجر فيدرر منافسه نيك كيريوس درسا في التنس ليهزمه 6-4 و6-1 و7-5 ويتأهل للدور الرابع في بطولة أمريكا المفتوحة يوم السبت بعد أداء مذهل جعل اللاعب الاسترالي يحدث نفسه ويرفع الراية البيضاء.
وبعد أن احتاج اللاعبان إلى شوط فاصل في المجموعة الثالثة لحسم كل المواجهات السابقة بينهما، توقع المشجعون في استاد آرثر آش إثارة بالغة لكنهم شاهدوا بدلا من ذلك أداء من جانب واحد ليحقق فيدرر انتصاره الثالث ضد اللاعب الاسترالي متقلب المزاج.
ولم تمثل المباراة تناقضا صارخا بين أسلوبين فحسب بل في الطباع أيضا، إذ يعرف عن فيدرر أنه الرجل الأكثر تهذيبا في التنس ويواجه كيريوس الذي يمثل الفتى المشاغب في اللعبة.
وفي الوقت الذي يمتلك فيه فيدرر (37 عاما) عقلية جعلته يحصد 20 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، وهو رقم قياسي، منها خمسة ألقاب في أمريكا المفتوحة فإن كيريوس يعد من المواهب الواعدة في اللعبة لكنه لم يحقق بعد الشيء المنتظر منه.
وبينما يهتم فيدرر في المعتاد بتأدية مهمته ويميل كيريوس إلى الاستعراض، تبدلت الأدوار في منتصف المجموعة الثالثة عندما سدد فيدرر ضربة خادعة تركت اللاعب الأسترالي فاغرا فاه في ذهول.
وبينما كان فيدرر يطارد تسديدة خادعة سقطت أمام الشبكة، سدد اللاعب السويسري الكرة وهي على بعد سنتيمترات قليلة من الأرض لتمر من جانب القائم الذي يحمل الشبكة وتسقط في ملعب كيريوس لينال تحية حارة من الجماهير المذهولة. وبدا أن كيريوس لا يصدق نفسه في اللقطة.
وقال كيريوس مبتسما "إذا كان أي لاعب يسدد مثل هذه الضربات أمامي فمن المرجح أني لم أكن سأشعر بسعادة كبيرة لكن هذا روجر. ما حدث كان غير حقيقي تقريبا".
وأضاف "تقريبا كنت أريد الوصول إلى النقطة التي أريده فيها أن يبدأ مثل هذه الضربات ونجحت في ذلك".
ويظهر فيدرر منتعشا ومتحكما في زمام الأمور وحاسما ويمكن للمشجعين دائما توقع الأفضل من الأستاذ السويسري كلما دخل الملعب.
وعلى الجانب الآخر يعد كيريوس قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر أي وقت، وقد يظهر قوته وحماسه في دقيقة ثم يبدو مهرجا لا يبالي في الدقيقة التالية.
ووجد كيريوس نفسه داخل جدل في فلاشينج ميدوز هذا الأسبوع بالفعل عندما شعر الحكم محمد الحياني بضرورة ترك مقعده والنزول للتحدث مع اللاعب الاسترالي خلال مباراته في الدور الثاني ضد الفرنسي بيير-أوج إيربير ليحفزه على إظهار مزيد من الشغف والاهتمام.
ويوم السبت ظل الحكم جيمس كوثافونج على مقعده ليتابع مع بقية الحضور في الملعب الذي يسع 23 ألف مقعد كيف واجه الاسترالي صاحب الضربات القوية سيلا من الضربات الناجحة المذهلة من فيدرر.
وبدأت المباراة بصورة واعدة ولم ينجح أي من اللاعبين في فرض سيطرته.
لكن الأمور تحولت سريعا لصالح فيدرر حين فشل كيريوس في الاستفادة من أربع فرص لكسر الإرسال والنتيجة 3-3 في المجموعة الأولى.
وبعد أن حافظ كيريوس على إرساله لتصبح النتيجة 4-4 أخذ فيدرر زمام المبادرة وشق طريقه خلال الأشواط السبعة التالية، وكسر إرسال اللاعب الاسترالي ليفوز بالمجموعة الأولى ثم كسر إرساله مرتين في الثانية ليتقدم 5-صفر.
وقال كيريوس "خلال التعادل 3-3 والنتيجة صفر-40 حصلت على واحدة من مثل هذه النقاط وكانت المباراة متكافئة.
"لن يلعب بمثل هذا الأداء المثالي كما فعل قرب نهاية المجموعة الأولى وخلال المجموعة الثانية".
وأضاف "أعرف كيف أفوز عليه وسبق أن فزت عليه لكن ليس اليوم بكل تأكيد".
وبالوصول إلى المجموعة الثالثة نفدت أفكار كيريوس بينما واصل فيدرر الضغط وكسر إرسال كيريوس ليتقدم 6-5 ثم أرسل للفوز بالمباراة التي حسمها بضربة إرسال ساحقة.
(اعداد أسامة خيري للنشرة العربية)