من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - ذكرت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة كارين بيرس يوم الجمعة عددا من قادة الجيش السوري ووحداتهم المتمركزة حول محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة وحذرت في مجلس الأمن الدولي من أنهم سيعاقبون في حالة شن أي هجوم كبير على المدنيين.
وهناك ما يقدر بثلاثة ملايين نسمة في آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة المناوئة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد. وبدأت طائرات سورية وروسية في تنفيذ ضربات جوية على إدلب هذه الأسبوع في تمهيد محتمل لشن هجوم شامل.
وأخفق رؤساء تركيا وإيران وروسيا الذين اجتمعوا في قمة في طهران يوم الجمعة في التوصل لهدنة تحول دون شن الهجوم المحتمل على إدلب. ووصفت روسيا إدلب بأنها وكر للإرهابيين فيما حذرت الأمم المتحدة من أن شن هجوم على المنطقة قد يتسبب في مأساة إنسانية.
وقالت بيرس في اجتماع لمجلس الأمن بشأن إدلب يوم الجمعة "هناك أطفال رضع في إدلب أكثر من الإرهابيين وأعتقد أن ذلك يجب أن يعطي سببا لمن يشاركون في عمل عسكري للتوقف والتفكير في الأمر".
وذكرت سفيرة بريطانيا بالاسم وحدات من القوات المسلحة السورية وقادتها وهي الوحدات التي تعتقد بريطانيا إنها متمركزة حول إدلب منها الفرقة المدرعة الرابعة والحرس الجمهوري وقوات النمر والفيلقين الثاني والخامس.
وقالت بيرس "إضافة إلى النظام السوري سيحاسب المجتمع الدولي هؤلاء القادة وتلك الوحدات" إذا تم شن هجوم كبير نجم عنه قتلى وجرحى بأعداد كبيرة من المدنيين.
لكن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا قال "لدينا انطباع عن أن الشركاء الغربيين يغذون نوعا من الهيستريا بشأن إدلب ويحاولون بكل السبل منع سقوط آخر معقل كبير للإرهابيين في سوريا".
ومن جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا في مجلس الأمن إن هناك "كل مقومات المأساة الكاملة" في إدلب مشيرا إلى أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع كل الأطراف لفتح ممرات خروج آمنة إذا تطلب الأمر.
وتابع "يجب أن تتوفر للناس ممرات آمنة لأماكن من اختيارهم إذا أرادوا المغادرة بشكل مؤقت. يجب أن نسمح بفتح عدد كاف من ممرات الإجلاء الطوعية والمحمية للمدنيين في كل اتجاه".
وقالت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية إن استهداف الجماعات المسلحة في إدلب يمكن أن يتم بفاعلية دون التسبب في مأساة إنسانية.
وأضافت أن بلادها لن تنظر في منح مساعدات لإعادة البناء في سوريا لحين اتخاذ "خطوات ملموسة ناتجة عن عملية سياسية حقيقية تنهي الحرب وتحقق الحرية للشعب السوري".
وقالت للمجلس "ولا يجب لأي طرف آخر فعل ذلك أيضا. سيكون ذلك غريبا" ورد المبعوث الروسي بالقول إن ذلك "غير مقبول".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)