من رنا نجار
بيروت (رويترز) - "امنحوا أطفالكم الثقة المطلقة بالنفس ليتحرروا من أي صعوبات في التعلم".. كانت هذه نصيحة الممثلة الفرنسية ناتالي باي للآباء والأمهات في اليوم العالمي لصعوبات التعلم الذي يقام سنويا في العاشر من أكتوبر تشرين الأول.
واختارت الفنانة الفرنسية بيروت، وتحديدا منصة المركز اللبناني للتعليم المختص (كليس) الذي هي سفيرته حول العالم، لتطلق نداءها إلى جميع الأسر في العالم.
وفي مقابلة أجرتها معها وكالة رويترز على هامش مؤتمر (الدماغ والتعلم في صلب الصعوبات التعلمية) الذي نظمه مركز (كليس)، قالت باي الحائزة على أربع جوائز سيزار لأفضل الإنتاجات السينمائية الفرنسية "رسالتي كممثلة يكون لها وقع على الناس. لذا أقول لهم اليوم علينا جميعا الحديث بجرأة عن صعوبات التعلم التي يعاني منها أولادنا، وعلينا أن ندرك أن التعلم يأتي عن طريق الاستمتاع واللعب".
ناتالي باي نفسها عانت في طفولتها من صعوبة في التعلم تمثلت في عسر القراءة، وهي واحدة من الصعوبات التعلمية التي تشمل أيضا عسر الحساب وعسر الكلام وعسر تنسيق الحركات ونقص الانتباه وضعف الذاكرة.
وقالت "لم يحد ذلك من موهبتي وطموحاتي، لأن أهلي أعطوني الحرية والثقة الكاملتين لأطلق لمخيلتي العنان. ومن خلال الدراسة غير التقليدية التي أتيحت لي مثل الرقص والموسيقى والمسرح استطعت أن أنمي إمكانياتي وأصقل موهبتي".
ومضت قائلة "في التاسعة من عمري كان الموضوع لا يزال غير معروف بشكل كاف في فرنسا، لكن مدرستي كانت تضم كادرا تعليميا وتربويا مهما وواعيا، وهي لاحظت أنني أتعثر في القراءة، وكنت تلك الطفلة الحالمة أبدا ما دل على اضطرابات معينة، إذ يشكل هذا الحلم الملجأ الذي أهرب إليه".
وتابعت "استدعت المدرسة أمي وأبي لإطلاعهما على حقيقة وضعي، وتقبلا الموضوع بصدر رحب ووعي كبير، فهما رسامان، ولم يجعلا من صعوبتي مأساة لحياتهما أو لحياتي، فمرت المرحلة بهدوء كبير ولم تؤثر على نفسيتي، وكانت لي تمارين مع اختصاصي يطلب مني قراءة القصص السعيدة التي أختارها".
وأكدت باي أن أبرز ما تعلمته خلال مواجهتها لعسر القراءة أن التعليم عبر التسلية والفرح والاستمتاع هو أهم ما في عملية نمو العقل.
قالت "لم أشعر بتعاسة أو صعوبة. صحيح أنني لم أكن تلميذة نجيبة وتركت المدرسة في سن الرابعة عشرة، لكنني اكتسبت ثقة بنفسي".
وأضافت "عندما كانوا يسألونني في مقابلاتي عن الصفوف أو الشهادات التي حصلت عليها، كنت أخبرهم أنني تركت المدرسة باكرا وانطلقت إلى تعلم الرقص في مدرسة للباليه في موناكو، وبعد ذلك انتقلت إلى عالم التمثيل في السينما والمسرح والتلفزيون، وشهاداتي حصلت عليها بنفسي من خلال ما كنت أقرأه وأطالعه، وكان كثيرا".
وفضلت باي عدم التطرق إلى حياتها المهنية في اليوم العالمي لصعوبات التعلم، لكنها قالت إنها تحب السينما العربية وتتابعها ولن تمانع في أداء دور في فيلم لبناني أو مصري أو أي بلد عربي آخر، شرط أن يكون السيناريو جيدا والدور مناسبا.
(تحرير أمل أبو السعود)