نيلاكال (الهند) (رويترز) - هاجمت جماعات هندوسية يمينية صحفيات في معبد يقع أعلى تل يوم الأربعاء في محاولة لمنع نساء في سن المحيض من دخول المعبد لأول مرة منذ قرون، على الرغم من وجود مئات من عناصر الشرطة.
وأصبح معبد ساباريمالا في ولاية كيرالا بجنوب الهند مصدر توتر منذ قضت المحكمة العليا الشهر الماضي بأن منع بعض النساء من دخوله يعد انتهاكا لحرية العبادة.
وهددت جماعات هندوسية متشددة بانتحار جماعي لمنع النساء من الدخول، وذلك في معركة ثقافية بين المحكمة العليا وجماعات تقليدية لا تزال تحظى بنفوذ في الهند. وأصدرت المحكمة في الآونة الأخيرة أحكاما تجيز الزنا والمثلية الجنسية.
وتقول هذه الجماعات إن منع النساء في سن المحيض من الدخول مطلوب لاسترضاء كبير آلهة المعبد (أيابان).
وتعهدت حكومة كيرالا الشيوعية التي تدير الولاية على أسس علمانية بتنفيذ حكم المحكمة.
لكن حتى الآن جرى منع بعض النساء من الوصول إلى المعبد الذي يفتح أبوابه يوم الأربعاء للمصلين للمرة الأولى منذ قرار المحكمة.
وهاجم محتجون صحفية من قناة (سي.إن.إن نيوز 18)، وأظهرت لقطات من القناة المحتجين وهم يهشمون نوافذ السيارة التي تقلها أمام أنظار الشرطة.
وقالت الصحفية راديكا راماسوامي في بث للقناة "وجود الشرطة هناك دون أن تفعل شيئا كان صادما... كان للمحتجين حرية التصرف ومهاجمة سيارتنا".
وقالت ساريتا بالان، التي تعمل بالصحيفة الإلكترونية (ذا نيوز مينيت) للتلفزيون الهندي إنها تعرضت للركل من محتجين وهي ترافق نساء يحاولن الدخول، بينما خرب محتجون سيارات أطقم تصوير من عدة قنوات أخرى.
وقالت الشرطة يوم الأربعاء إنها نشرت نحو 500 من عناصرها، بينهم مئة امرأة، عند (نيلاكال) وهي بوابة المعبد التي تبعد نحو 18 كيلومترا من الموقع الذي يشهد الكثير من الاحتجاجات.
وقال مانوج ابراهام المفتش العام للشرطة "لن يُسمح لأحد بمنع أحد. سنبذل كل ما بوسعنا لفرض القانون... لن يُسمح لأحد بتطبيق القانون بيديه".
لكن بعض النساء منعن من الوصول إلى المعبد يوم الأربعاء.
ومنع محتجون امرأة سافرت وحدها إلى ساباريمالا عند محطة الحافلات القريبة من البوابة.
وقالت المرأة التي تدعى ليبي لقناة آسيا نت نيوز "جئت وكلي عزم على زيارة ساباريمالا بعد أن تحدى المحتجون الديمقراطية وقرار المحكمة العليا".
وأضافت "لست خائفة. الشرطة توفر حماية كاملة. أتيت وحدي".
وأفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة سجلت قضايا ضد أكثر من 50 شخصا على صلة بالواقعة.
وفرقت الشرطة الليلة الماضية مئات المحتجين من موقع في نيلاكال وقالت إنها لن تسمح لأي محتجين آخرين بالتجمع قرب المعبد. واعتقلت الشرطة ستة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة اعتقلوا بسبب صلتهم بهجوم على امرأة وزوجها من ولاية تاميل نادو المجاورة.
ويأتي زوار منذ قرون إلى المعبد الذي يقع في محمية نائية للنمور في سلسلة جبال الغات الغربية.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)