القدس (رويترز) - لم يتبق أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوى نحو ساعة على مهلة تنقضي الساعة 2100 بتوقيت جرينتش يوم الاربعاء لتشكيل ائتلاف حاكم جديد مع حليف متمرد أو مواجهة نهاية محتملة لقيادته التي استمرت عقدا من الزمن.
وفي مسار متزامن، بدأ البرلمان تحركا بشأن اتخاذ إجراء لحل نفسه والدعوة لانتخابات جديدة بإمكان نتنياهو المنافسة فيها مجددا، بدلا من التنحي وترك المجال لمنافس له ليشكل الائتلاف.
وبدا أن الغموض يحيط بسعي نتنياهو للحصول على فترة خامسة في المنصب بسبب حليف مفترض هو وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان اليميني الذي يتمسك بموقفه بشأن الحد من الإعفاءات التي تمنح لطلاب المدارس الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية.
وقبل نحو ساعة من انقضاء مهلة تشكيل الحكومة، أعلن حزب ليكود المحافظ بقيادة نتنياهو يوم الأربعاء إنه حصل على تأييد 60 من أعضاء البرلمان المئة والعشرين لتشكيل ائتلاف، لكنه لم يصل بعد إلى الأغلبية.
لكن الإعلان قوبل بتشكيك على الفور من حزب كولانو (كلنا)، أحد حلفاء ليكود المفترضين. وقال الحزب على تويتر "كولانو لم يوقع اتفاق ائتلاف".
وفي إشارة أخرى على رغبة نتنياهو القوية في تولي فترة جديدة رئيسا للوزراء، قال حزب العمال المعارض المنتمي لتيار يسار الوسط إنه تلقى عرضا بالانضمام إلى ائتلاف بقيادة ليكود، لكنه رفض هذا العرض. ولم يؤكد ليكود، الذي قال إنه يعتزم قيادة حكومة يمينية، أو ينف هذه الأنباء.
وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو يسعى للاتفاق مع زعماء الأحزاب في البرلمان لإجراء الانتخابات في منتصف سبتمبر أيلول.
كان نتنياهو قد أعلن فوزه في الانتخابات العامة الشهر الماضي، لكن ليس أمامه الآن سوى حتى منتصف الليل (2100 بتوقيت جرينتش) ليبلغ الرئيس ريئوفين ريفلين بما إذا كان قد شكل حكومة، وأصبح مستقبله السياسي على المحك.
وسيؤدي الإخفاق في تشكيل ائتلاف إلى سحب المهمة من يد نتنياهو البالغ من العمر 69 عاما، إذ سيطلب ريفلين من نائب آخر، إما من حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء أو من المعارضة، أن يحاول تشكيل حكومة.
وقال المعلق السياسي تشيمي شاليف في صحيفة ها أرتس اليسارية إن اتفاق اللحظة الأخيرة ما زال ممكنا، مضيفا أن نتنياهو سيظل المرشح الأوفر حظا للفوز في انتخابات جديدة.
لكنه قال إن منتقدي نتنياهو يجدون أنفسهم الآن يتخيلون عالما بدونه.
وأضاف شاليف "هذه ليست مهمة سهلة، بالنظر إلى سنواته العشر في السلطة والأربع الإضافية التي كان من المفترض أن يحصل عليها. الشباب الإسرائيليون لا يمكنه حتى البدء في تصور إسرائيل بدونه: نتنياهو كرئيس للوزراء هو كل ما عرفوه".
وتمسك ليبرمان بموقفه في معركته مع حزب التوراة اليهودي المتحد، وهو حزب يهودي متطرف وشريك في حكومة نتنياهو المؤقتة، للحد من الإعفاءات التي تمنح لطلاب المدارس الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية.
وبدون دعم حزب إسرائيل بيتنا الذي يتزعمه ليبرمان ويملك خمسة مقاعد في الكنيست المؤلف من 120 عضوا، فلن يصبح بمقدور نتنياهو تشكيل حكومة أغلبية من الفصائل اليمينية والدينية بقيادة ليكود.
وتشكل سياسة حافة الهاوية بعد ستة أسابيع من الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في أبريل نيسان تحديا جديدا لحكم نتنياهو الذي دام عقدا من الزمان وتعمق حالة عدم اليقين السياسي في بلد تهيمن عليه الانقسامات السياسية.
وقد تؤدي الانتخابات الجديدة إلى تعقيد جهود الولايات المتحدة للمضي قدما في خطة السلام التي وضعها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ورفض الفلسطينيون الخطة حتى قبل إعلانها باعتبارها ضربة لطموحاتهم في إقامة دولة.
ويزور فريق البيت الأبيض الذي يقف وراء الخطة، ويضم صهر ترامب جاريد كوشنر، الشرق الأوسط لحشد الدعم "لورشة عمل" اقتصادية في البحرين الشهر المقبل لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. ومن المقرر أن يزور الفريق إسرائيل يوم الخميس.
وقال ليبرمان يوم الأربعاء إنه لن يتراجع عما وصفها بأنه مسألة مبدأ بشأن قضية التجنيد الإجباري، ونفى مزاعم ليكود بأن نيته الحقيقية تتمثل في الإطاحة بنتنياهو وقيادة "معسكر قومي".
وكان ليبرمان استقال العام الماضي من منصب وزير الدفاع في خلاف مع نتنياهو بسبب السياسات تجاه غزة.
وكان اهتمام الجمهور بتشكيل حكومة ائتلافية أقل مقارنة بتركيزه على التحركات التي كان يخطط لها أنصار نتنياهو في البرلمان لمنحه الحصانة وإصدار قانون يضمن عدم قدرة المحكمة العليا على إلغائها.
ويواجه نتنياهو احتمال توجيه اتهامات له في ثلاث قضايا فساد لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات. ومن المقرر أن يدافع عن نفسه في جلسة تسبق المحاكمة في أكتوبر تشرين الأول في مواجهة اتهامات بالرشوة والاحتيال أعلن المدعي العام في فبراير شباط أنه يعتزم توجيهها له.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)