واصلت مؤشرات الأسهم الأمريكية انخفاضها في منتصف تداولات جلسة اليوم الأربعاء، وذلك إثر استمرار الأزمة السياسية في ليبيا، وسط الحديث عن احتفالات في مدينة بنغــازي بسبب سيطرة المحتجين على المدينة، هذا إلى جانب اشتباكات دامية في العاصمة طرابلس، بين المتظاهرين وقوات الأمن الليبية.
وقد جاء الانخفاض على الرغم من صدور بيانات جيدة عن الاقتصاد الأمريكي وبأعلى من التوقعات، حيث كان الزعيم الليبي معمر القذافي قد أعلن في خطاب متلفز يوم أمس الثلاثاء عن استعداده لاستخدام المزيد من القوة لفض المتظاهرين المطالبين بسقوط نظامه ورحيله عن سدة الحكم في البلاد، مع الإشارة إلى أن تلك الأخبار عملت على ارتفاع أسعار النفط العالمية، لتصل إلى مستويات يرى فيها المستثمرون تهديداً حقيقياً للاقتصاد العالمي وعجلة تعافيه وانتعاشه، نظراً لكون ارتفاع أسعار النفط يؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم والحد من الإنفاق، علماً بأن ليبيا تعد أحد أكبر منتجي ومصدري النفط الخام في العالم.
أما البيانات الأمريكية الصادرة اليوم فقد تمثلت في تقرير مبيعات المنازل القائمة لشهر كانون الثاني والذي أظهر ارتفاعاً في مبيعات المنازل القائمة بنسبة 2.7% ليصل إلى 5.36 مليون وحدة سكنية مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت ارتفاعاً بنسبة 12.3 أي بواقع 5.28 مليون وحدة سكنية والتي تم تعديلها إلى 5.22 مليون وحدة سكنية وبأعلى من التوقعات التي بلغت 5.22 مليون وحدة سكنية.
وبالحديث عن الأسهم الأمريكية في منتصف الجلسة، فقد شهدنا انخفاض أسهم شركة Ford Motor وبنسبة 4.3 بالمئة، عقب إعلان الشركة عن سحب 140 ألف شاحنة صغير طراز F-150 من الأسواق، في حين انخفضت أسهم شركة Lowe’s بنسبة 2.8 بالمئة، عقب إعلان الشركة عن توقعات أرباحها، والتي جاءت مخيبة للآمال بعض الشيء.
أسهم شركة Range Resources ارتفعت بنسبة 6.8 بالمئة في منتصف تداولات اليوم، عقب إعلان الشركة عن ارتفاع حجم الانتاج في الشركة خلال الربع الرابع من العام الماضي بنسبة 18 بالمئة عن تلك المسجلة في العام الماضي.
وقد ارتفعت أسهم شركة Chevron بنسبة قاربت 2.9 بالمئة، عقب ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ 28 شهراً، بسبب الأزمة الليبية، أما أسهم شركة Hewlett-Packard فقد انخفضت وبأكثر من 11 بالمئة، عقب إعلان الشركة عن توقعات جديدة لأدائها خلال الربع الثاني من العام المالي للشركة 2011 والتي جاءت بأدنى من توقعات المحللين، في حين ارتفعت أسهم شركة Exxon Mobil وبحوالي 2.5 بالمئة، عقب ارتفاع أسعار النفط الخام الأمريكي إلى ما فوق مستويات 96 دولار أمريكي للبرميل، بسبب الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط وبالأخص في ليبيا.
ومن ناحية أخرى فقد ارتفعت أسهم شركة DirecTV وبحوالي 2.9 بالمئة في مستهل تداولاتها اليوم، عقب صدور نتائج الشركة والخاصة بالربع الرابع من العام 2010 بأعلى من التوقعات، في حين انخفضت أسهم Applied Materials بحوالي 0.89 بالمئة، على الرغم من إعلان شركة Piper Jaffray عن رفع توصياتها لشراء شهم الشركة الأولى.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن أسهم شركة Cabot Oil & Gas تصدرت قائمة الارتفاع في مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 10.72 بالمئة، عقب إعلان الشركة عن نتائجها المالية الخاصة بالربع الرابع من العام 2010 عقب إغلاق أسواق الأسهم الأمريكية يوم أمس، في حين ارتفعت أسهم Denbury Resources بنسبة قاربت 4 بالمئة، عقب إعلان الشركة اليوم قبيل افتتاح أسواق الأسهم الأمريكية عن نتائجها الخاصة بالربع الرابع من العام 2010، والتي فاقت التوقعات.
وفي الناحية المقابلة فقد انخفضت أسهم شركة Frontier Communications بنسبة 7.6 بالمئة، عقب فشل نتائج الشركة والخاصة بالربع الرابع من الارتقاء إلى مستوى التوقعات، لتحل خلف Hewlett-Packard من حيث أكثر الأسهم انخفاضاً ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين انخفضت أسهم شركة Quanta Services بنسبة قاربت 2 بالمئة، عقب إعلانها هي الأخرى عن نتائجها الخاصة بالربع الرابع من العام 2010 والتي حاءت دون التوقعات.
وقد شهدنا اليوم انخفاض مؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، ليتداول حاليا عند مستويات 77.39 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 77.61، محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 77.73 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 77.26.
أما الذهب فقد شهد ارتفاعاً على الرسم البياني اليومي خلال الفترة الحالية ليتداول حالياً عند 1415.92 دولار أمريكي للأونصة، منذ افتتاح تداولاته عند 1399.10 دولار أمريكي للأونصة، أما النفط فقد ارتفع هو الآخر في تداولات اليوم بسبب الأزمة الليبية وانخفاض الدولار ليصل إلى 99.46 دولار أمريكي للبرميل، منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 95.47 دولار أمريكي للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية لتكون أكثر القطاعات من حيث حذف النقاط من مؤشر الداو جونز الصناعي هي القطاع الصناعي، قطاع التكنولوجيا، إلى جانب قطاع الخدمات الاستهلاكية على التوالي، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم القطاع التكنولوجي، قطاع الصناعة، إلى جانب أسهم القطاع المالي، أما ضمن مؤشر الناسداك المجمع فقد كانت أكثر الأسهم من حيث حذف النقاط من المؤشر هي أسهم قطاع التكنولوجيا، قطاع الخدمات الاستهلاكية، هذا إلى جانب أسهم قطاع الصناعة.
قد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي انخفاضاً بواقع 118.29 نقطة أي 0.97% ليصل إلى 12094.50 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد انخفض 11.82 نقطة أي بنسبة 0.90% ليصل إلى 1303.62 نقطة، في حين انخفض مؤشر الناسداك المجمع بواقع 43.63 نقطة أي 1.58% ليصل إلى 2712.79 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 13:09 بعد الظهر بتوقيت نيويورك).