أشار أحد خبراء الاقتصاد في العالم وهو نورييل روبيني الأستاذ في كلية ستيرن لإدارة الأعمال بنيويورك، أن اقتصاد الدول العربية في الوقت الحالي يمر بفترة شديدة الصعوبة مشبها إياه باقتصاد دول شرق أوروبا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وذلك بسبب الثورات التي تشهدها المنطقة العربية، في الوقت الذي دعى فيه إلى ضرورة وجود خطة دعم دولية للمنطقة.
كما صرح خبير الاقتصاد إلى أن دول الشرق الأوسط لا تشهد تحركات تسعى للتغير السياسي فحسب بل وللتغيير الاقتصادي، ولفت روبيني إلى أن الأوضاع في أسواق العمل بالمنطقة قد تؤدي إلى تضخم وارتفاع أسعار وأضرار في الميزانيات وتزايد الدين السيادي العام.
هذا وقد شدد المحلل الاقتصادي على أن شعوب المنطقة تراهن كثيرا على الحكومات الجديدة بعد الثورات، ولكنه دعا للتذكر بأن الإصلاحات لن تتحقق بسرعة، قائلا أنه من الصعب زيادة فرص العمل ورفع معدلات النمو في أوقات قصيرة، ولذلك هناك دعم خارجي مطلوب لتخفيف وقع هذه الفترة والمساعدة على تطوير الاقتصاد وإلا فإن الضغط سيزداد ومن ثم ينفجر على شكل المزيد من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية.
وحول التأثيرات الاقتصادية الممكنة لأحداث الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي قال روبيني: إن التأثير الأساسي هو الانعكاس المباشر على أسعار النفط والتسبب برفعها إلى مستويات مضرة بالنمو العالمي، وكذلك تراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين بالمنطقة بصورة تدفع إلى تصحيحات سعرية عنيفة بأسعار الأصول المالية حول العالم.
وبالنسبة للمستثمرين العالميين، قال روبيني أنه ينصح المستثمرين بالبعد عن المنطقة خلال الفترة الحالية نظرا لحالة عدم الاستقرار وارتفاع المخاطر، غير أنه لفت إلى أنه في حال استقرت الأمور وترافق ذلك مع سياسات اقتصادية سليمة في الخليج، حيث تتوفر الثروة النفطية، وفي شمال أفريقيا التي فيها إمكانيات كبيرة للنمو على كل المستويات، فستتدفق الأموال الاستثمارية من الخارج على تلك الدول، وخاصة على مصر التي فيها فرص كبيرة.