من أزجي اركويون وطوان جمركجي
اسطنبول/أنقرة (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت إن تركيا ستطهر شمال شرق سوريا من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تف روسيا بتعهداتها بموجب اتفاق ساعد على وقف هجوم تركي في المنطقة.
وبموجب الاتفاق الذي توصل إليه أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ستعمل الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية على إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب لمسافة 30 كيلومترا من الحدود خلال ستة أيام تنتهي يوم الثلاثاء.
وابتداء من يوم الثلاثاء ستبدأ القوات الروسية والتركية دوريات في شريط ضيق تبلغ مساحته عشرة كيلومترات في شمال شرق سوريا.
وتعتبر أنقرة الوحدات منظمة إرهابية على صلة بمتمردين أكراد في جنوب شرق تركيا، وقد لقي هجومها في سوريا، الذي بدأته عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب ألف عسكري أمريكي من المنطقة، انتقادات من حلفائها في حلف شمال الأطلسي.
وقال أردوغان في كلمة في اسطنبول "إذا لم يتم إخلاء هذه المنطقة من الإرهابيين في نهاية المئة وخمسين ساعة سنتعامل مع الموقف بأنفسنا وسنقوم بكل عمليات التطهير".
وكانت روسيا قد حذرت الوحدات بالفعل من أنها ستواجه الجيش التركي بكامل قوته، وهو ثاني أكبر جيوش حلف الأطلسي، إذا لم تسحب مقاتليها وأسلحتها من المنطقة المحددة في شمال شرق سوريا خلال الموعد المتفق عليه.
واتهم الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي أيضا بالكذب قائلا إن التكتل وعد بتقديم ستة مليارات يورو (6.7 مليار دولار) للمساعدة في إيواء وتوفير الغذاء لنحو 3.6 مليون لاجئ سوري في تركيا لكنه لم يقدم سوى نصف المبلغ. وأضاف أردوغان أن تركيا أنفقت نحو 40 مليار يورو على اللاجئين.
وكرر الرئيس التركي تحذيره السابق بإرسال اللاجئين إلى أوروبا إذا امتنعت البلدان الأوروبية عن توفير المزيد من الدعم المالي للمساعدة في توطينهم في "المنطقة الآمنة" التي ترغب أنقرة في تأسيسها على الجانب السوري من الحدود مع تركيا.
وقال "إذا لم تحظ خطط تركيا الخاصة بالعودة (عودة اللاجئين)...بالدعم، فلن يكون أمامنا خيار سوى فتح حدودنا. سوف نفتح الحدود ويمكنهم الذهاب إلى أوروبا".
* جرائم حرب
وانتقد حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، ومنهم الولايات المتحدة، توغلها العسكري في شمال شرق سوريا خشية أن يؤدي إلى تقويض الحرب ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي خطوة من المؤكد أن تزيد من غضب أنقرة، قالت ممثلة الادعاء ومحققة الأمم المتحدة السابقة كارلا ديل بونتي في مقابلة نشرت يوم السبت إن أردوغان يجب أن يخضع للتحقيق ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب بشأن التوغل العسكري.
وقالت ديل بونتي "تمكن أردوغان من غزو أرض سورية لتدمير الأكراد أمر لا يصدق".
وشغلت ديل بونتي في السابق منصب المدعي العام في سويسرا، وشاركت في تمثيل الادعاء في قضايا جرائم حرب في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.
وتابعت قائلة في المقابلة التي أجرتها مع صحيفة شفايتز أم فوخنإنده السويسرية "يجب إجراء تحقيق معه ويجب توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم حرب".
وطالما اتهمت أنقرة حلفاءها الغربيين بغض الطرف عما تصفه بتهديد أمني خطير من المتشددين الأكراد المتمركزين في تركيا وفي سوريا.
ودافع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم السبت عن سجل بلاده في سوريا قائلا إنها تقدم مساعدات إنسانية للمدنيين هناك ولن تتهاون مع أي انتهاكات لحقوق الإنسان في المناطق التي تنتشر بها قواتها.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، نفى جاويش أوغلو وجود حالات إعادة قسرية للاجئين السوريين. وكانت منظمة العفو الدولية قالت في وقت سابق إن تركيا تعيد بعض اللاجئين قسرا إلى منطقة تصفها بأنها لا تزال تشهد صراعا.
وتقول أنقرة إن أكثر من 350 ألف لاجئ سوري عادوا طوعا إلى بلدهم.
(الدولار = 0.9027 يورو)
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)