على الرغم من أداء مؤشر التداول العام للسوق السعودي السلبي، والذي يعزى بصفة أساسية إلى عوامل خارجية مثل القلق السائد الأسواق العالمية، والأوضاع الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، تمكن السوق السعودي من إنهاء تداولات عام 2011 بخسائر هامشية بالمقارنة مع الانخفاضات الكبيرة التي سجلتها أسواق الأوراق المالية الأخرى في منطقة دول الخليج. و حتى يومنا هذا، استعاد مؤشر السوق السعودي عافيته مسجلا ارتفاعا بنسبة 17.4 في المائة في نهاية فبراير 2012.
وقد إنخفض مؤشر التداول العام للسوق السعودي بنسبة 3.07 في المائة خلال العام 2011 مدفوعا بتراجع القطاعات ذات الثقل الوزني الكبير ومن بينها البنوك، والبتروكيمايويات، والاتصالات.
و تم تداول 48.54 مليار سهم في السوق السعودي خلال العام 2011، بارتفاع بلغ 47.05 في المائة بالمقارنة مع المستوى المسجل في العام 2010، كما ارتفع إجمالي الأسهم المتداولة من 759.18 مليار ريال سعودي (202.45 مليار دولار أميركي) في العام 2010 ليصل إلى 1.098.84 مليار ريال سعودي (293.02 مليار دولار أميركي) خلال العام 2011 مسجلا زيادة بنسبة سنوية بلغت 44.7 في المائة.
علاوة على ذلك، كان قطاع البتروكيماويات أكثر القطاعات نشاطا من حيث الكمية المتداولة خلال العام 2011، حيث شهد تداول 9.6 مليار سهم، بقيمة إجمالية بلغت 329.4 مليار ريال سعودي (87.2 مليار دولار أميركي)، أي ما يشكل 19.7 في المائة و 30 في المائة من إجمالي الكمية والقيمة المتداولتين في السوق على التوالي خلال العام 2011.
ومن بين الأسهم المكونة لمؤشر القطاع، شكل سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) 13.9 في المائة من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة في السوق خلال عام 2011، حيث تداول المستثمرون 204.9 مليون سهم من أسهم الشركة بقيمة إجمالية بلغت 152.9 مليار ريال سعودي (40.8 مليار دولار أميركي). وسجل سعر سهم شركة سابك انخفاضا بنسبة 8.11 في المائة كما أنهى السهم تداولات العام 2011 مغلقا عند سعر 96.25 ريالا سعوديا.
ومن ناحية كمية الأسهم المتداولة في السوق، تصدر سهم بنك الإنماء الأسهم المتداولة، حيث تداول المستثمرون 3.9 مليار سهم من أسهم البنك بقيمة إجمالية بلغت 38.8 مليار ريال سعودي (10.3 مليار دولار أميركي)، أي ما يمثل 8.1 في المائة و 3.5 في المائة على التوالي من إجمالي الكمية والقيمة المتداولتين في السوق خلال عام 2011.
وبرغم أن سهم بنك الإنماء كان أكثر الأسهم نشاطا من حيث القيمة المتداولة، فقد أنهى تداولات عام 2011 منخفضا بنسبة 10.95 في المائة.
ومن ناحية أخرى، تعرض سهم شركة زين السعودية لضغوط بيعية خلال الفترة الأخيرة من العام، مما دفع سعر السهم إلى تسجيل انخفاض بنسبة 28.39 في المائة بنهاية عام 2011، لينهي تداولاته عند سعر 5.55 ريال سعودي. وبنهاية الربع الثالث من عام 2011، بلغت الخسائر المجمعة لشركة زين السعودية حوالي 65 في المائة من رأس المال.
ولتعويض هذه الخسائر وتعزيز الوضع المالي للشركة، أعلنت زين السعودية عن خطة إعادة هيكلة تشمل خفض رأس مالها المدفوع من 3.73 مليار دولار أميركي إلى 1.28 مليار دولار أميركي، يليه رفع رأسمالها بقيمة 1.6 مليار دولار أميركي عن طريق إصدار أسهم حقوق أولوية للمساهمين.