إذ دعا صانعو القرار في الاتحاد الأوروبي اليونان بأن تتمسّك بالإجراءات التقشّفية لتتفادى تفاقم أزمة المديونة، مما يمكنها من البقاء في منطقة اليورو، هذا بالإضافة إلى أن اسبانيا أعلنت مساء أمس الأربعاء عن خطة إنقاذ تبلغ 9.0 مليارات يورو لمصرف بانكيا الاسباني المضطرب، وذلك في الوقت الذي تسعى الحكومة الاسبانية فيه أن تجد طرق لمساعدة القطاعات المثقلة في الديون لإعادة عجلة التمويل في البلاد.
ولكن سرعان ما بدأت الجلسة وافتُتحت الجلسة قلّصت مؤشرات الأسهم الأوروبية من أرباحها لتظهر تبايناً بين الصعود والهبوط الطفيف، وذلك إثر صدور بيانات جديدة عن اقتصاديات منطقة اليورو، مُظهرةً مواصلة ضعف الأنشطة الصناعية في كل من ألمانيا وفرنسا وسويسرا ومنطقة اليورو كوحدة واحدة، والبداية بالطبع أتت من الصين فجر اليوم التي أعلنت عن انخفاض القراءة الأولى لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي الصادر عن بنك إتش إس بي سي بأسوأ من القراءة السابقة.
حيث بالنسبة لسويسرا فقد أظهرت انخفاضاً في الصادرات خلال شهر نيسان/ ابريل بنسبة -0.9% مقارنة بالقراءة السابقة التي تم تعديلها إلى -2.4% ولكن بأسوأ من التوقعات عند 0.2% كارتفاع، الأمر الذي أثر على فائض الميزان التجاري السويسري الذي تقلّص خلال الشهر نفسه إلى 1.33 مليار يورو بأدنى من التوقعات عند 1.90 مليار يورو.
وبالانتقال إلى ثاني أكبر اقتصاديات منطقة اليورو - فرنسا - فقد أظهرت اليوم القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي انكماشاً خلال آيار/ مايو لمستويات 44.4 مقارنة بالقراءة السابقة التي اظهرت انكماشاً عند 46.9 و جاءت القراءة دون التوقعات المقدرة 47.0، أما عن القراءة المرتبطة بقطاع الخدمات فقد انكمشت إلى 45.2 من السابق 45.2 والتوقعات عند 45.7.
وهذا كان حال ألمانيا أيضاً، حيث أظهرت القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي انكماشاً في ألمانيا خلال آيار/ مايو لمستويات 45.0 مقارنة بالقراءة السابقة التمهيدية التي اظهرت انكماشاً عند 45.2 وجاءت القراءة دون التوقعات المقدرة 45.7، أما عن القراءة المرتبطة بقطاع الخدمات فقد نمت إلى 52.2 من السابق 52.2 والتوقعات عند 52.0.
واضعين بعين الاعتبار أن قراءة مؤشر مدراء المشتريات الصناعي الألماني تُعد الأدنى منذ حوالي 35 شهر، ويجب أن لا ننسى بأن القراءة التي تأتي دون حاجز 50.0 تشير إلى انكماش، وقراءة شهر أيار/ مايو أظهر مواصلة انكماش الأنشطة الصناعي الألمانية للشهر الثالث على التوالي.
وبالحديث عن أنشطة قطاع الصناعة في اقتصاد منطقة اليورو كوحدة واحدة، فقد أظهرت القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي في منطقة اليورو انكماشاً أيضاً خلال آيار/ مايو لمستويات 45.0 مقارنة بالقراءة السابقة التمهيدية التي اظهرت انكماشاً عند 45.9 و جاءت القراءة دون التوقعات المقدرة 46.0، أما عن القراءة المرتبطة بقطاع الخدمات فقد انكمشت إلى 46.5 من السابق 46.9 و التوقعات 46.7، و اما عن القراءة المركبة فقد انكمشت إلى 45.9 مقارنة بالقراءة السابقة 46.7، و جاءت القراءة الفعلية بأسوا من التوقعات 46.6.
وأخيراً عزيزي القارئ صدرت قراءة مؤشر IFO لمناخ الأعمال الألماني مُظهراً تراجعاً خلال أيار/ مايو إلى 106.9 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 109.9 وبأسوأ من التوقعات عند 109.4، في حين أن مؤشر IFO لتقييم الأوضاع الراهنة انخفض إلى 113.3 مقابل 117.5 بأسوأ أيضاً من التوقعات عند 117.1، بينما مؤشر IFO للتوقعات هبط إلى 100.9 مقابل 102.7 بأدنى من القراءة المتوقعة عند 102.0.
واضعين بعين الاعتبار أن هذه البيانات الصادرة عن اقتصاديات منطقة اليورو تضع مزيداً من التحديات أمام الاقتصاد المُثقل بالتحديات التي حدّت من مستويات الثقة عالمياً، ناهيك عن الديون العارمة التي تحيط بتلك الاقتصاديات، ومع انهيال هذه البيانات هبط زوج اليورو/ دولار بحوالي 80 نقطة.
ولا تزال الأوضاع في الاقتصاديات الرئيسية حول العالم هشّة أمام أية صدمات، ولا بد لنا من الإشارة هنا إلى أن منطقة اليورو وقعت في دائرة انكماش النمو خلال الربع الأول من العام الجاري، ولكن الأسواق تنتظر الآن القراءة التمهيدية لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي البريطاني الذي من المتوقع أن يبقى منكمشاً بنسبة -0.2%.