باريس، 28 فبراير/شباط (إفي): قالت فرنسا اليوم إن انسحاب سوريا من الاجتماع العاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا، يكشف عن اختيار النظام في دمشق للقمع والافتقار إلى الشجاعة للاستجابة لنداءات المجتمع الدولي.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "إنه دليل آخر يضاف إلى الأمثلة الدراماتيكية العديدة لهذه الرغبة المتعمدة والإجرامية في اختيار سبيل العنف".
وأضاف أن موقف سوريا من شأنه أن "يزيد من عزلة" النظام ذلك لأنه "ليس لديها الشجاعة ولا الإنسانية للانصات لنداءات المجتمع الدولي".
وتابع "هناك حاجة ملحة للعمل بشكل جماعي" مشيرا إلى أن حجم الازمة الانسانية في هذا البلد تجعل أي شخص غير قادر على القول لاحقا بأنه لم يكن على علم بما يحدث.
وأبرز "أقول للذين يرفضون أن يروا ما يحدث ما الذي تنتظروه لتتحركوا. لقد شارفنا على عام من اندلاع الأزمة والقمع".
وانسحبت سوريا من الاجتماع العاجل اليوم باعتبار أنه "نقاش عقيم" يسعى فقط لتقوية التمرد المسلح.
وقال السفير السوري فيصل الحموي الذي غادر قاعة المجلس بعد مداخلته، إن "الهدف الوحيد لهذه الجلسات هو تأجيج نيران الإرهاب وتقوية الأزمة في بلاده بإجراءات داعمة للجماعات المسلحة".
واعتبر الحموي أنه يكمن خلف ضغط المجتمع الدولي الرامي للحصول على موافقة دمشق على السماح لمنظمات المساعدة الإنسانية بالدخول إلى البلاد، الرغبة في ضرب سوريا عسكريا وفرض تغيير النظام.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن اعتماد قرار في مجلس الأمن "أمر بات حتميا ولا مفر منه" لبدء عملية التعبئة، فيما انتقد "سخرية" الرئيس السوري بشار الأسد خلال إجراء الاستفتاء على دستور جديد.
وقال: "نرى رئيس يقتل شعبه في استفتاء وهمي. إنه مسئول عن إراقة الدماء. لا يمكننا غير أن نعرب عن سخطنا".
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي انتفاضة شعبية مناهضة لنظام الأسد، وتؤكد المعارضة أن أكثر من ثمانية آلاف شخص قتلوا بنيران قوات الأمن وعناصر الشبيحة خلال هذه الاحتجاجات، بينما تشير آخر إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن العدد يتجاوز الـ7.500 قتيل. (إفي)