لندن، 10 أغسطس/آب (إفي): تعيش العاصمة البريطانية وعدة مدن أخرى بالبلاد أسوأ موجة من احداث العنف والشغب، أسفرت حتى الآن عن مقتل أربعة أشخاص كما ألقي القبض على قرابة ألف آخرين.
ورغم الهدوء الذي خيم اليوم على لندن في ظل الانتشار المكثف من عناصر الشرطة بها، إلا أن عدة مدن بريطانية أخرى شهدت وقوع أعمال شغب وعنف خلال الساعات القليلة الماضية، من بينها مانشستر وليفربول (شمال بريطانيا)، وبرمنجهام ونوتنجهام (وسط البلاد).
ففي برمنجهام لقي ثلاثة أشخاص حتفهم بعد أن صدمتهم سيارة فجر اليوم خلال قيامهم بحراسة حيهم، وتم اعتقال شخص على خلفيه هذا الأمر.
وكان الثلاثاء قد شهد وقوع أول قتيل لأحداث الشغب في بريطانيا، حيث لقي شاب في السادسة والعشرين من عمره مصرعه متأثرا بجروح أصيب بها جراء تعرضه إطلاق نار خلال أعمال الشغب بالعاصمة.
وأفادت الشرطة البريطانية اليوم بأن لندن شهدت منذ اندلاع أعمال العنف يوم السبت الماضي، اعتقال 768 شخصا بتهم ارتكاب أعمال عنف وسلب ونهب والإخلال بالأمن، وتم توجيه تهم رسمية بحق 167 منهم.
كما تشهد مدينة مانشستر "أسوأ موجة عنف وأعمال شغب في شوارعها" مما أسفر عن اعتقال 113 شخصا، وتدخل ألف من عناصر الشرطة لاحتواء 800 حادث وقعت وسط مانشستر ابتداء من الساعة 17:00 من مساء الثلاثاء، بجانب 130 مشاجرة شهدتها سالفورد المجاورة.
كما ألقي القبض على 50 في مدينة ليفربول، و109 في ويست ميدلتون التي تضم برمنجهام ونوتنجهام.
يأتي ذلك في الوقت الذي صرح فيه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون اليوم الأربعاء بأن أحداث الشغب التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن، كشفت "أسوأ وأفضل ما في بريطانيا".
وأوضح أن الوجه القبيح للبلاد تمثل في المخربين والمجرمين أما أفضل شيء فكان تعامل الشرطة معهم، مؤكدا "لن نسمح لثقافة الخوف أن تسود شوارعنا.. نحن نحتاج لرد ولقد قمنا بالرد بشكل قاطع".
جاءت هذه التصريحات بعد الاجتماع الذي ترأسه كاميرون لأعضاء الحكومة البريطانية لليوم الثاني على التوالي، لبحث أزمة الشغب التي تشهدها مناطق متفرقة بالبلاد منذ بضعة أيام.
وأشار كاميرون إلى أن الشرطة بإمكانها استخدام وسائل أكثر حزما لتفريق المشاركين في أعمال الشغب، كالرصاص المطاطي وخراطيم المياه على سبيل المثال.
وأكد "مهما كانت الطريقة التي يستدعي استخدامها من قبل الشرطة فسيكون مصرحا بها"، مضيفا "هناك أشياء لا تعمل بشكل حقيقي في مجتمعنا".
وعند سؤاله عما إذا كانت حكومته قد تعاملت ببطء مع أحداث الشغب التي اندلعت السبت الماضي، أشار كاميرون إلى أن ما حدث بمثابة "تحد جديد".
وقال إن شرطة سكوتلاند يارد اتخذت خلال الـ24 ساعة الماضية موقفا حاسما ونشرت 16 ألف شرطي في لندن وهو ما جعل الهدوء يسود العاصمة البريطانية.
وأضاف "وجود مزيد من عناصر الشرطة يعني زيادة الاعتقالات وارتفاع أعداد من توجه لهم التهم ومن تتم محاكمتهم"، معربا عن ضيقه بسبب مشاركة أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاما كما أكد أن كاميرات المراقبة ستكشف المشاركين في أعمال التخريب.
ومن جانبه طالب عمدة لندن بوريس جونسون اليوم حكومة بريطانيا بإعادة النظر في الاستقطاعات من ميزانية الشرطة، مبينا "الوقت الآن غير مناسب للتفكير في تخفيض عدد عناصر الشرطة وسيكون من الأفضل أن تعيد حكومة بريطانيا النظر في الاستقطاعات من ميزانية الشرطة" والتي تأتي في إطار الإجراءات التقشفية التي تطبقها للتصدي للأزمة المالية.
وكانت أحداث الشغب في بريطانيا قد بدأت السبت الماضي عندما احتشد 300 شخص أمام قسم شرطة توتنهام للمطالبة بتحقيق العدالة في قضية مقتل الشاب مارك دوجان (29 عاما)، الذي لقي مصرعه على يد أحد عناصر الشرطة.
وما لبثت المظاهرة أن تحولت لأعمال شغب جرى خلالها إضرام النيران في عدد كبير من المباني والسيارات في المنطقة، إلى جانب السطو على عدد كبير من المتاجر وتحطيم واجهاتها.
وامتدت أعمال الشغب خلال الأيام التالية إلى العديد من أحياء العاصمة فيما قامت الشرطة البريطانية الثلاثاء بنشر 16 ألف شرطي في لندن وضواحيها.
كما شهد الثلاثاء امتداد أعمال الشغب إلى مدن بريطانية أخرى من بينها برمنجهام وليفربول وسالفورد. (إفي)