من جو بروك
جوهانسبرج (رويترز) - تتصدر شركتا جوجل وفيسبوك المنافسة على الفوز بالنسبة الأكبر من مستخدمي الانترنت الجدد في أفريقيا وتقدمان في سبيل ذلك الكثير من العروض الترويجية المجانية التي تقولان إنها ستساعد الفقراء على تحسين جودة حياتهم لكن منتقدين يعتبرون أنها جزء من خطة لمحاصرة الزبائن في القارة التي يسكنها نحو مليار شخص.
وأظهرت بيانات شركة مكينزي الاستشارية أن نسبة انتشار شركات الانترنت في الأسواق الأفريقية ستصل الى 50 في المئة بحلول عام 2025 ومن المتوقع أن يصل عدد الهواتف الذكية في القارة السمراء في ذلك الحين الى 360 مليون اي تقريبا مثلي عددها الحالي في الولايات المتحدة.
ووصلت نسبة انتشار الإنترنت في افريقيا إلى 16 في المئة عام 2013 بينما بلغ عدد الهواتف الذكية 67 مليون هاتف.
ويستقطب هذا النمو اهتمام شركات تسعى إلى التوسع في الأسواق الخارجية مثل جوجل وفيسبوك وويكيبيديا التي تعقد صفقات مع الشركات التي توفر خدمة الانترنت مثل فوداكوم وإم. تي. إن. وبهارتي ايرتل وسفاريكوم لتتيح لمستخدميها إمكانية الدخول المجاني إلى مواقعها وخدماتها.
وتوفر فيسبوك نسخة خفيفة التحميل من شبكة التواصل الاجتماعي الخاصة بها وبعض المواقع الأخرى مجانا في إطار عملية تهدف وفق زعمها إلى "الاتصال مع ثلثي سكان العالم الذين لا يملكون القدرة على الدخول إلى الانترنت."
وتتيح اورانج الفرنسية الاستخدام المجاني لنسخة مبسطة من ويكيبيديا في بعض الدول الافريقية بينما تقدم سيل-سي الجنوب افريقية لزبائنها إمكانية الاستخدام المجاني لخدمة واتساب للرسائل التابعة لشركة فيسبوك.
ويقول منتقدون إن ما تقوم به شركات الانترنت هو إغراء مستخدمي الشبكة الأفارقة لاستخدام خدماتها وهو ما يتيح لها فرصا لتحقيق عوائد اكبر من الإعلانات.
وقال مايك جنسن الاختصاصي في مجال الانترنت في افريقيا "إن الأمر يشبه الترويج للمخدرات إذ يعطونك كمية صغيرة ويقولون: إذا أردت المزيد يجب أن تأتي وتشتريه"."
في حين قال نيلز تن أوفر رئيس قسم الحقوق الرقمية في جماعة (ارتيكل 19) الحقوقية لرويترز "يجعلون الناس يعتقدون أنهم على اتصال بعالم الانترنت المجاني المفتوح لكن الواقع أنهم محاصرون في سجن الشركات الرقمي."
في المقابل قال ستيفن سونج وهو باحث في مجال الإنترنت في مركز (نتوورك ستارتاب) "هل يمكن أن تقول لشخص جائع: لا تأكل هذا الهمبرجر المشبع بالدهون فهو مضر لك وانتظر لتأكل طعاما صحيا؟"
وأضاف "انا لست مؤيدا لخدمات الإنترنت المجانية لكن هناك حجة تقول أن يوجد شيء افضل من لا شيء."