استغل آخر فرصة واحصل على خصم يصل لـ 50% على InvestingProاحصل على الخصم

أزمة مالية بشركة في السعودية تلقي بظلالها على عائلة الحريري بلبنان

تم النشر 06/09/2016, 18:03
محدث 06/09/2016, 18:10
© Reuters. أزمة مالية بشركة في السعودية تلقي بظلالها على عائلة الحريري بلبنان
CL
-

من توم بيري

بيروت (رويترز) - يعاني دور عائلة الحريري على الساحة السياسية اللبنانية هزة جراء أزمة مالية تواجهها شركتها للتطوير العقاري بالسعودية في خطوة قد تضعف النفوذ السني في لبنان وتعضد سيطرة حلفاء إيران.

وأدت الاضطرابات في شركة سعودي أوجيه للبناء إلى أزمة مالية وتسريح موظفين من تيار المستقبل.. ذلك التيار الذي أنشأه السياسي الراحل رفيق الحريري بدعم سعودي ويتزعمه الآن ابنه سعد الحريري.

ودفعت أزمة تيار المستقبل كثيرا من المحللين في لبنان للتساؤل عما إذا كانت السعودية تقلص خسائرها في بلد تزداد فيه هيمنة حزب الله الشيعي المدعوم من إيران رغم سعيها الدؤوب لتفادي ذلك على مر السنين.

وقال راشد فايد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل "لا نستطيع أن ننكر وجود أزمة مالية هي انعكاس لأزمة مالية أخرى لا علاقة للبنية التنظيمية فيها على مستوى تيار المستقبل إنما لها علاقة غير مباشرة بأزمة سعودي أوجيه."   

وسعودي أوجيه هي المحرك المالي وراء التيار السياسي الذي تقوده عائلة الحريري وقد تضررت بشدة في الآونة الأخيرة جراء تباطؤ في قطاع البناء السعودي مرتبط بهبوط أسعار النفط مما أدى إلى خفض الإنفاق الحكومي.

وتأخر دفع أجور آلاف العاملين لأشهر وفقا لوسائل إعلام سعودية وللعاملين أنفسهم. ورفضت الشركة التحدث علنا عن وضعها المالي.

ويقول أيضا العديد من الموظفين في مؤسسات يملكها الحريري بلبنان إنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر. وذكرت مصادر في تيار المستقبل أنه تم تسريح بعض العاملين الأسبوع الماضي. وقال مصدر طلب عدم الكشف عن هويته إن التسريح يهدف إلى تقليص التكاليف داخل التيار للحفاظ على استمراريته.  

ويقول محللون إن الموقف ربما يعكس تحولا أكبر في سياسة السعودية إذ أصبحت بلدان أخرى أكثر أهمية في صراع المملكة المحتدم مع إيران وبخاصة سوريا واليمن والبحرين.    

ولبنان من أوائل البلدان التي اندلع فيها الصراع.. فبدعم سعودي قاد الحريري مواجهة سياسية مع حزب الله بعد اغتيال والده عام 2005.   

وتساءل المعلق السياسي جهاد الزين "هل الحريري أصبح جزءا من الماضي في السعودية أم من الحاضر أو المستقبل؟ هذا أكبر سؤال شخصي حول سعد الحريري." ورغم أن تياره له جذور عميقة بين السنة في لبنان قال الزين "لا نستطيع أن نتصور له تاريخا سياسيا ولا حضورا سياسيا بدون السعودية... هذه الحريرية هي إنتاج سعودي مثلما حزب الله إنتاج إيراني."

   

    * تحول أكبر

رغم الجهود السعودية.. تنامى نفوذ حزب الله بلبنان. وألغت الرياض حزمة مساعدات بقيمة أربعة مليارات دولار للجيش اللبناني وقوى الأمن في فبراير شباط بسبب ما اعتبرته نفوذا من جانب حزب الله على السياسة الخارجية اللبنانية.

وقال وزير الخارجية السعودي في مارس آذار إن حزب الله "خطف" قرارات الحكومة.

وفي حين بنى حزب الله شرعيته في المجتمع الشيعي من خلال قتاله لطرد إسرائيل من جنوب لبنان كان رفيق الحريري يبني شرعيته من خلال إعادة بناء لبنان بعد الحرب الأهلية. وأصبحت عائلة الحريري أقوى من أي من العائلات السنية التي قادت الطائفة على مر السنين.

ووجهت محكمة دولية خاصة بلبنان تهما إلى خمسة أعضاء في حزب الله فيما يتعلق باغتيال رفيق الحريري. وينفي الحزب أي دور له في الأمر.

وسار سعد الحريري على خطى والده حيث أصبح رئيسا للوزراء في عام 2009 وحتى انهيار حكومة الوحدة التي كان يرأسها عام 2011 نتيجة استقالة حزب الله وحلفائه. وأمضى الحريري بعد ذلك سنوات في الخارج ولم يزر البلاد إلا في رحلات قصيرة إلى أن عاد بشكل دائم هذا العام.   

وتشمل مؤسسات عائلة الحريري وسائل إعلام ومؤسسات خيرية وحزب تيار المستقبل وفريقا كبيرا من المستشارين والمكاتب الإقليمية.

وقال نائب تيار المستقبل في البرلمان أحمد فتفت عن الأزمة المالية "بدأنا نشعر بها لأول مرة في عام 2009 لغاية اليوم تدريجيا ولكن في السنة الأخيرة صارت أكثر حدة." وأضاف في تصريحات لرويترز أن الخدمات العامة تراجعت بما في ذلك الصحية.

وتابع "لا يوجد شيء توقف كليا ولكن لا شيء بقي على نفس الوتيرة السابقة."

ومضى قائلا "نحن نقر بأن هذا له تأثير سلبي على الوضع السياسي" لكنه أبدى ثقته في أن تيار المستقبل "سيبقى الأقوى في الساحة السياسية لأن الناس تدرك أننا ندافع عن مصالحهم الحقيقية.. ندافع عن الدولة وندافع عن الاعتدال السني والعيش المشترك."

 

    * فرصة للإصلاح؟

يرى خصوم الحريري أن مشاكله المالية تنذر بأفول نجمه السياسي. وكتبت صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله على صفحتها الأولى يوم الجمعة أن "مجزرة" الموظفين في تيار المستقبل ما زالت جارية.

والاختبار الكبير سيتمثل في الانتخابات البرلمانية المتوقع أن تجري العام المقبل للمرة الأولى منذ عام 2009 ويواجه الحريري فيها تحديا متزايدا من قبل حليفه السابق أشرف ريفي الذي تغلب على سياسيين سنة معروفين في انتخابات بلدية جرت في مايو أيار في مدينة طرابلس التي يغلب عليها السنة.

وقد ضرب ريفي على وتر سني حساس في خطاباته المتشددة ضد حزب الله وإيران. ولا يقل الحريري عنه تشددا في تصريحاته العلنية لكن حزبه لا يزال جزءا من حكومة تضم حزب الله وهو ما يعرضه لانتقاد صقور السنة.

واستقال ريفي من منصبه كوزير للعدل في فبراير شباط الماضي احتجاجا على ما اعتبره هيمنة حزب الله في حكومة الوحدة التي تعتبر على نطاق واسع ضامنا للاستقرار السياسي. وانتقد ريفي أيضا الحريري لترشيحه العام الماضي سليمان فرنجية -حليف حزب الله- لشغل موقع الرئاسة الشاغر.

أما حزب الله.. فلديه شكوك عميقة حول ريفي. وساهم رفض الحزب الموافقة على تمديد فترة ولايته كمدير عام لقوى الأمن الداخلي في انهيار الحكومة عام 2013.

وسياسة ريفي أكسبته تأييدا في المملكة العربية السعودية حيث يراه البعض حليفا ربما كان أكثر فعالية من الحريري. لكنه لا يحظى بذلك الحضور الشعبي الذي أقامته عائلة الحريري طيلة ما يقرب من 20 عاما. 

ومن المقرر أن يعقد تيار المستقبل مؤتمرا في أكتوبر تشرين الأول. وقال فايد عضو المكتب السياسي إن الأزمة المالية فرصة للإصلاح وابتعاد "الانتهازيين".

وقال ناشط آخر في تيار المستقبل طلب حجب هويته إن الحريري يواجه مهمة شاقة لإضفاء لمسة جديدة على تيار المستقبل وتوقع أن تتضاءل هيمنته باطراد أمام صعود نجم سياسيين سنة آخرين.

وقال الناشط "الحريرية بنيت على عناصر مختلفة بما فيها قدرات مالية ودعم الخليج العربي. في عام 2016 الحريرية السياسية ليس لديها ولا واحد من الاثنين."

وأضاف "سوف نرى صعود القيادة السنية اللامركزية."  

وقال نبيل بومنصف المعلق بصحيفة النهار إن من السابق لأوانه التكهن كيف ستنتهي الأزمة بالنسبة للحريري الذي لا يزال الزعيم السني الأقوى حتى الآن لكنه حذر من تقويض موقفه.

وقال لرويترز إن الحريري هو القوة السنية المعتدلة الرئيسية في لبنان "وإذا ضرب هذا الخط السياسي فسيتضرر الاعتدال السني " مؤكدا أن "هذا أمر في غاية الخطورة على لبنان". 

© Reuters. أزمة مالية بشركة في السعودية تلقي بظلالها على عائلة الحريري بلبنان

(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية– تحرير أمل أبو السعود)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.