من جيف ماسون
شيكاجو (رويترز) - مستخدما شعار "نعم نستطيع" الذي ميز حملته الانتخابية.. حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين على التمسك بالقيم ونبذ التمييز في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لانتقال السلطة إلى خليفته الجمهوري دونالد ترامب.
وفي خطاب مفعم بالمشاعر ليل الثلاثاء شكر أوباما عائلته واعتبر الفترة التي قضاها رئيسا للولايات المتحدة أكبر شرف له في حياته.
وحث أوباما الأمريكيين على تبني رؤيته للتقدم ورفض بعض السياسات التي روج لها ترامب خلال حملته الانتخابية لنيل المقعد الرئاسي.
وقال أوباما ليل الثلاثاء في كلمته الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة أمام حشد ضم نحو 18 ألف شخص في مسقط رأسه في شيكاجو "مثلما ينبغي علينا كمواطنين أن نظل يقظين في مواجهة أي عدوان خارجي.. علينا أيضا أن نحذر من ضعف في القيم التي جعلتنا على ما نحن عليه."
كان ترامب الذي يتولى السلطة يوم 20 يناير كانون الثاني قد اقترح حظرا مؤقتا على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة كما اقترح بناء جدار على الحدود مع المكسيك والتخلي عن اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ وعن قانون إصلاح الرعاية الصحية الذي أقره أوباما.
وأعلن أوباما رفضه الواضح لتلك المواقف خلال خطابات نارية في إطار الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لكنه تبنى خطابا أهدأ بعد أن فاز ترامب في الانتخابات.
وأوضح أوباما خلال كلمته الأخيرة أن مواقفه لم تتغير وقال إن جهوده لإنهاء اللجوء إلى التعذيب وإغلاق سجن جوانتانامو في كوبا كانت جزءا من تحرك أوسع لدعم القيم الأمريكية.
وقال أوباما "لذا أرفض التمييز ضد الأمريكيين المسلمين" في إشارة واضحة إلى ترامب لقيت تصفيقا قويا بين الحضور.
وقال أوباما إن إجراء جريئا صار ضروريا لمواجهة الاحتباس الحراري مضيفا أن "العلم والمنطق" مهمان.
وقال في تحد قاصدا ترامب "إذا صاغ أي شخص خطة أفضل بوضوح من التحسينات التي أدخلناها على نظامنا للرعاية الصحية وتغطي مثل هذا العدد من الناس بتكلفة أقل فسوف أعلن تأييدي لتلك الخطة."
وحث ترامب الكونجرس الذي يسيطر عليه جمهوريون على إلغاء القانون على الفور.
* العرق والتوق إلى الماضي
واعترف أوباما -الذي تولى السلطة وسط توقعات عالية بأن انتخابه سيضمد انقسامات عرقية تاريخية- بأن هذا الهدف كان مستحيلا.
وقال أوباما "بعد انتخابي أثير حديث عن أمريكا ما بعد عهد التمييز العنصري.. هذه الرؤية رغم النوايا الحسنة لم تكن أبدا واقعية. ظل العرق قوة فعالة ومسببة للشقاق داخل مجتمعنا."
لكن أوباما قال إنه سيظل على أمل فيما يمكن أن يحققه جيل جديد أكثر شبابا. وقال "نعم نستطيع.. وقد فعلنا."
وفي إشارة غير مباشرة إلى العمل السياسي الذي ينبغي على الحزب الديمقراطي القيام به بعد هزيمة هيلاري كلينتون حث أوباما الأقليات العرقية على السعي للعدالة ليس فقط لأنفسهم لكن أيضا "للرجل الأبيض متوسط العمر الذين يبدو عليه أنه حصل على مزايا لكنه يرى عالمه تغير بسبب التغير الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي."
وفاز ترامب بالانتخابات جزئيا بسبب دعم الطبقة العاملة من البيض له.
وحضر خطبة الوداع كل من السيدة الأولى ميشيل أوباما ونائب الرئيس جو بايدن وزوجته جيل بايدن والكثير من العاملين الحاليين والسابقين في البيت الأبيض وفي الحملة الانتخابية. ومسح أوباما عينيه وهو يتحدث عن زوجته ويشكر نائبه. وظهروا جميعا على المنصة بعدما أكمل أوباما خطابه.
وزيارة أوباما إلى شيكاجو هي الأخيرة له كرئيس كما أنها آخر مرة يستقل فيها الطائرة الرئاسية.
وقال جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض إن هذه هي الرحلة رقم 445 لأوباما بالطائرة الرئاسية التي قال إنه سيفتقدها بعد ترك المنصب.
وقضى أوباما أكثر من 2800 ساعة أو 116 يوما على متن الطائرة خلال فترة رئاسته.
ويخطط أوباما للبقاء في واشنطن خلال العامين المقبلين حتى تستكمل ابنته الصغرى ساشا دراستها. ولم تحضر ساشا خطاب الوداع لأنها ستخوض اختبارا يوم الأربعاء لكن شقيقتها الكبرى ماليا حضرت.
وأوضح أوباما أنه يريد أن يعطي مساحة لترامب مثلما أعطاه الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش مساحة في بداية توليه لمنصبه ولم يظهر كثيرا أمام الناس.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)