كاكدويب (الهند) (مؤسسة تومسون رويترز) - حين سعى الشاب الوسيم لخطب ودها لم تصدق سونيترا أن الحظ ابتسم لها وهي التي ولدت لأسرة تعيش في فقر مدقع بمنطقة سونداربانس بجنوب الهند التي هي واحدة من اكثر مناطق العالم تأثرا بالتغير المناخي.
لم يكن لدى الشابة الهزيلة البالغة من العمر 18 عاما أمل يذكر فقد دمر الفيضان في العام السابق منزلها ليترك أسرتها في مواجهة ضائقة مالية طاحنة.
كان كل ما تحتاجه بداية جديدة وبدا عرض الزواج من عريس من خارج البلدة مثاليا. قبل بالزواج منها دون أن تدفع أسرتها مهرا وسرعان ما فر الحبيبان.
لكن بعد زواجهما بقليل وفي زيارة الى حيدر اباد حبسها زوجها في شقة استعدادا لتسليمها لتجار جنس قادمين من دبي. اتضح بسرعة أن الزواج كان خدعة.
قالت الفتاة باكية على خيانة "زوجها" الذي كانت تعتقد أنه موظف بشركة تأمين في باريبور وهي بلدة على بعد نحو 30 كيلومترا من كولكاتا "فقدت ماء وجهي بعد أن هربت من أسرتي ووثقت في هذا الرجل."
وسونيترا واحدة من اكثر من خمسة آلاف تظهر السجلات الجنائية أنهم اختفوا عام 2012 من ولاية البنغال الغربية.
وتعتبر جزر سونداربانس التي تكسوها الغابات نقطة ساخنة للإتجار بالشر على نحو متزايد بسبب تأثيرات التغير المناخي مثل الأعاصير وارتفاع مستويات البحر وخسارة الأرض نتيجة التعرية والمياه المالحة وهو ما يؤدي لتفاقم الفقر وتدهور ظروف المعيشة والمزيد من اليأس.
وتظهر بيانات المكتب الوطني لسجلات الجريمة لولاية البنغال الغربية زيادة بنسبة 600 في المئة في البلاغات عن "مختفين" بين عامي 2002 و2013.
وفي عام 2002 اختفى 831 شخصا وبحلول عام 2013 بلغ العدد 4573. وعلى مدار عشر سنوات تم الإبلاغ عن اختفاء 30690 بالغا وطفلا وهو رقم تعتبر منظمات محلية غير حكومية تعمل مع ضحايا الإتجار بالبشر أنه أقل من الواقع بكثير.
ويقول سوبهانكار جولدار الذي يدير جمعية للرعاية الاجتماعية "الكثير من الآباء خاصة آباء الشابات لا يبلغون الشرطة. يخشون بشدة من وصمة العار او يعتبرونه أمر واقع." وجمعية هالدارتشوك تشيتنا منظمة غير حكومية مقرها في كاكدويب تقول إنها أنقذت اكثر من 100 طفل من ضحايا الإتجار بالبشر بمساعدة الشرطة منذ عام 2007.
ويضيف أن الخطة كلاسيكية متكررة.. تقع شابات في براثن شبان زائرين "من خلال وعود بالزواج تأخذ طابعا رسميا عن طريق الأسرة. متى يتم الزواج ينتقلون الى كالكوتا او اي مدينة أخرى يزعم الرجل أن عمله فيها."
ويقول جولدار إنه فيما بعد تجبر الفتاة على العمل بالدعارة وقد يعود "الزوج" لاستهداف منطقة أخرى في سونداربانس او حتى يعود الى القرية نفسها ويلقي باللوم على الفتاة بدعوى أنها هربت وهو ما يصمها ويلحق العار بأسرتها وبالتالي لا يبلغ الأهل الشرطة.
وتقر سونيترا بأن أبويها ارتابا في خطيبها "لأن هذا الرجل لم يطلب مهرا." لكنها تعترف بأن صديقة لها تزوجت مثلها من شخص من خارج البلدة قبل بضعة أعوام وأنها كانت "تحسدها".
وتقول "كنت أظن أن هذا لا يمكن أن يحدث لي أبدا. وحين بدا أنني يمكن أن أذهب أنا الأخرى الى المدينة وأعيش في سعادة لم أتردد."
وتضيف أن خطيبها كان يعاملها دائما جيدا.
وتشير الى أن الضغوط المتزايدة على أسرتها لعبت أيضا دورا في حرصها على الزواج منه وتقول "الفقر وضربات الطبيعة المتواصلة كانت أكثر مما يحتمل."
ويقول جولدار إن تجار البشر يزدادون براعة في أساليب استغلال نقاط الضعف في شعب حذر بطبيعته الى حد كبير.
وأضاف "فيما مضى كانوا مجرد تجار وكانت النساء يتجنبنهم... الآن يستعين التجار بشبان يتميزون بالوسامة من المنطقة نفسها لهم مصداقية وفرص أفضل للزواج رسميا من الفتاة."