من انجريد ميلاندر
باريس (رويترز) - بعد أن خلا واحد من أشهر مواقع الاحتجاجات في باريس في أعقاب الهجمات العنيفة التي وقعت يوم الجمعة امتلأ بالجماهير من جديد يوم الأحد على الرغم من حظر المظاهرات والتوتر الذي ساد بين آلاف المتظاهرين الفرنسيين.
وقالت جال داليجو وهي مسؤولة إدارية حملت ابنها بين ذراعيها عند ساحة لا ريبوبليك بينما رددت مجموعة النشيد الوطني الفرنسي "كنا في صدمة امس وأصابنا الشلل... اليوم استأنفنا نشاطنا."
أما ليندا التي فقدت صديقا في هجمات المتشددين التي وقعت على مسافة غير بعيدة من الساحة فقالت إنها لم تستطع البقاء بعيدا. وأضافت "حبست نفسي امس وجلست في الظلام... كان لابد أن أخرج اليوم وأن أكون مع الناس هنا."
وخلت تقريبا الساحة الموجودة بشرق باريس يوم السبت بعد أن قتل المهاجمون ما لا يقل عن 132 شخصا ليل الجمعة. وكانت شهدت مظاهرات حاشدة بعد هجمات في يناير كانون الثاني أسفرت عن مقتل 17 شخصا في صحيفة شارلي ابدو ومتجر للأطعمة اليهودية.
وقالت القلة التي حضرت يوم السبت إن الباقين خائفون أو ينفذون نصيحة الشرطة بالتزام منازلهم.
وعلى الرغم من أن المحتشدين عبروا عن ارتياحهم إزاء تجمع يوم الأحد إلا أنهم اضطروا للركض مسرعين إلى الشوارع الجانبية في لحظة ما عندما قال البعض إنهم سمعوا دوي إطلاق نار.
ولا يعرف أحد على ما يبدو السبب في هذا لكن هذا التعبير المفاجئ عن الخوف يكشف عن التوتر الذي ما زال يخيم على سكان باريس.
وقال شرطي في الموقع "بدأت الحشود في التحرك دون سبب على ما يبدو." وسرت شائعات عن إطلاق أعيرة نارية لكنه قال بوضوح "لم نسمع شيئا وكل من سألناهم لم يسمعوا شيئا ايضا."
وامتلأت الساحة تدريجيا بعد حالة الفزع التي انتهت سريعا.
وقالت داليجو (43 عاما) التي جاءت مع جارتها المغربية المسلمة رجاء حنين إنها أرادت أن تكون معها هناك "لنظهر لهؤلاء الإرهابيين أنهم لم يفوزوا وأن غباءهم لا يمكن أن يفرقنا. كنا بحاجة لهذا."
وعلى تمثال بوسط الساحة وسط الزهور والشموع وضعت لافتة كبيرة كتب عليها "لن نخاف".
وقالت حنين جارة داليجو التي بدا عليها التأثر بينما كانت تمسك بيد ابنها "أشعر بإحساس جيد. سيساعدني هذا على التحسن. أنا حزينة جدا."
وفي بعض أحياء باريس ومدن فرنسية أخرى أضيئت الشموع ووضعت على النوافذ ليلا إحياء لذكرى الضحايا.
وفي احدى المدن كانت هناك لافتة كتب عليها "لن تطفأ الأنوار أبدا."