من دومينيك إيفانز
بغداد (رويترز) - حث العراق التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة يوم الأحد على استخدام القوة الجوية لحماية الآثار في البلاد من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين قاموا بنهب وتدمير بعض من أعظم الكنوز الأثرية في العالم.
وقال وزير عراقي إن التحالف الذي نفذ 2800 غارة جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ أغسطس آب لا يفعل ما يكفي لانقاذ التراث الحضاري العراقي الذي لا يقدر بثمن.
وقال مسؤولون إن مقاتلي التنظيم المتشدد هاجموا مدينة الحضر الأثرية في شمال العراق التي تعود إلى ألفي عام يوم السبت بالجرافات بعد أيام من الهجوم على مدينة نمرود الآشورية القديمة.
كما أظهرت لقطات فيديو المتشددين وهم يحطمون تماثيل ومنحوتات في متحف بالموصل.
وأثارت مثل هذه الأعمال إدانة عالمية حيث وصفت الأمم المتحدة تدمير الإرث التاريخي العراقي الثري بأنه جريمة حرب. لكن الاحتجاجات لم توقف عمليات التخريب.
وقال وزير السياحة والآثار العراقي عادل الشرشاب إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمكنه وضع حد لعمليات النهب.
واضاف الشرشاب للصحفيين أن العراقيين لا يملكون مجالهم الجوي بل التحالف هو الذي يسيطر عليه داعيا المجتمع الدولي والتحالف إلى زيادة الضربات الجوية واستهداف "الارهابيين" اينما وجدوا.
وقال الشرشاب ورئيس الهيئة العامة للآثار والتراث قيس حسين رشيد إن السلطات العراقية مازالت تحاول تقييم مدى الضرر الذي لحق بآثار الحضر ونينوى.
وقال رشيد إن الهيئة تاكدت من أن المتشددين استخدموا الجرافات لتخريب مواقع في نمرود والحضر لكنها لاتعلم حجم المنطقة التي تعرضت للدمار.
*معركة من أجل الهوية
وقال الشرشاب ورشيد إن طائرات التحالف كان يمكنها مراقبة الاستعدادات لمثل هذه الهجمات على المناطق الأثرية ومنعها خاصة في مدينة الحضر وهي موقع صحراوي ناء على بعد نحو 110 كيلومترات جنوبي الموصل.
وتساءل الشرشاب عن سبب عدم القيام بعمليات مراقبة واستطلاع رغم امكانية تنفيذ تلك العمليات.
وشبه علماء الآثار الهجوم على الإرث الثقافي للعراق بتدمير حركة طالبان لتماثيل بوذا في باميان عام 2001. لكن ما فعله متشددو الدولة الاسلامية في العراق قد يكون أكثر تدميرا.
وأظهر تسجيل مصور الأسبوع الماضي إسقاط تماثيل ومنحوتات من قواعدها الحجرية في متحف الموصل وتحطيمها بالمطارق. وأظهر التسجيل أيضا الحاق اضرار بتمثال ضخم لثور عند بوابة نركال المؤدية إلى مدينة نينوى.
وأعلنت الدولة الإسلامية قيام خلافة على المناطق التي تسيطر عليها في سوريا والعراق ويتبنى التنظيم تفسيرا متشددا للإسلام ويرفض المراقد الدينية من أي نوع ويتهم الغالبية الشيعية في العراق بالزندقة.
وقال الشرشاب في مؤتمر لاعلان خطط إدراج مدينة بابل على قائمة التراث العالمي إن معركة المتشددين هي معركة على الهوية بهدف تفريغ المنطقة وخاصة العراق من التراث الانساني.
وسوف تنضم المدينة إلى أربعة مواقع عراقية أخرى وهي الحضر وسامراء وقلعة اربيل وآشور أول عاصمة للامبراطورية الآشورية.
وتعود الحضر إلى الإمبراطورية السلوقية قبل ألفي عام والتي سيطرت على جزء كبير من العالم القديم الذي غزاه الاسكندر الأكبر. وتشتهر بمعبد الأعمدة الذي يمزج فن العمارة اليونانية والرومانية بالعمارة الشرقية.