من أوليفر هولمز
بيروت (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن تنظيم الدولة الإسلامية خطف 220 شخصا على الأقل من قرى يقطنها مسيحيون آشوريون بشمال شرق سوريا خلال هجوم استمر ثلاثة أيام.
وقال المرصد الذي يتابع الحرب الأهلية السورية ومقره بريطانيا إن عمليات الاختطاف وقعت عندما استولى التنظيم على عشر قرى تقطنها الأقلية الآشورية المسيحية قرب مدينة الحسكة التي يسيطر الأكراد على معظمها.
واستهدف التنظيم الأقليات الدينية والمسلمين السنة الذين لا يبايعونه دون أن تأخذه بهم شفقة ولا رحمة.
وفي الأسبوع الماضي نشر التنظيم مقطع فيديو يظهر إعدام 21 مسيحيا مصريا ذبحا في ليبيا. وفي أغسطس آب الماضي استهدف التنظيم اليزيديين العراقيين الذين يعتبرهم من عبدة الشيطان فقتل وأسر المئات منهم.
واستخدم المتشددون من قبل الخطف من أجل مبادلة الأسرى بمقاتليهم المأسورين.
ولم يعلن التنظيم مسؤوليته عن اختطاف المسيحيين.
وأدانت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الهجمات على القرى المسيحية الآشورية وقالت إن من بين أحداثها حرق بيوت وكنائس وخطف نساء وأطفال ومسنين.
وقال المجلس السرياني الوطني وهو جماعة مسيحية سورية إن مئات المسيحيين فروا إلى المدينتين الرئيسيتين في محافظة الحسكة.
* جسر بري
وتعتبر المنطقة ذات أهمية استراتيجية للدولة الإسلامية باعتبارها أحد الجسور التي تربط بين الاراضي التي تسيطر عليها في سوريا والعراق. وفي الأسابيع الأخيرة خسر التنظيم أرضا في شمال شرق سوريا بعد إخراجه من مدينة كوباني الكردية في يناير كانون الثاني على أيدي القوات الكردية بدعم جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
غير أن هذه الضربات عجزت عن وقف تقدم التنظيم في القرى الصغيرة.
وقال مسؤولون أكراد والمرصد السوري إن القتال العنيف استمر خلال الليل يوم الأربعاء بين المسلحين الأكراد السوريين وتنظيم الدولة.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد هاتفيا "داعش يسيطر الآن على عشر قرى مسيحية" مستخدما اختصارا شائعا للاسم القديم للتنظيم.
وأضاف "أخذوا الناس الذين خطفوهم من القرى إلى أراضيهم."
وقال مسؤولان كرديان إن حوالي 90 شخصا خطفوا. وقال أحدهما ويدعى ناصر حاج محمود من قوات حماية الشعب في شمال شرق سوريا إن المخطوفين نقلوا إلى قرية شدادة الخاضعة لسيطرة الدولة الاسلامية.
وتابع "بعض القرى الآشورية مازالت تحت سيطرة الدولة الإسلامية."
وأضاف أن وحدات حماية الشعب قطعت طريقا رئيسيا يربط بين بلدين على مسافة كيلومترات من الحدود العراقية. وأضاف "وحدات حماية الشعب مازالت مسيطرة".
وقال إن عشرات لاقوا حتفهم خلال الليل في اشتباكات تؤكد ظهور ميليشيا كردية سورية تتمتع بتنظيم جيد كشريك رئيسي لقوات التحالف في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
* التوغل جنوبا
وقال التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس إن مقاتليه شنوا هجوما على جماعة منافسة شرقي دمشق في اشتباك نادر قرب العاصمة في جنوب البلاد من جانب التنظيم الذي يعد أقوى جماعة في الشمال الشرقي.
وقال حساب رسمي للتنظيم على تويتر إن مقاتليه نصبوا كمينا لاعضاء الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب يوم الأربعاء في منطقة الغوطة الشرقية.
وأضاف أن الجيش السوري الحر مني بخسائر في الأفراد وأن مقاتلي التنظيم استولوا على دبابات وذخائر فيما وصفه بموقع استراتيجي قريب من معقل الحكومة في وسط دمشق. وأكد المرصد السوري الهجوم لكنه قال إنه استهدف ألوية جهادية منافسة.
وقال مصدر أمني لبناني إن الجيش اللبناني انتشر على امتداد الحدود يوم الخميس قرب قرية رأس بعلبك وأطلق قذائف مدفعية على الجهاديين الذين يتنقلون بين سوريا ولبنان.