🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

تحقيق-قوات ليبية تخوض حرب شوارع ضد الدولة الإسلامية في سرت

تم النشر 02/07/2016, 00:43
© Reuters. تحقيق-قوات ليبية تخوض حرب شوارع ضد الدولة الإسلامية في سرت

من باتريك ماركي

سرت (ليبيا) (رويترز) - يجلس سائق الشاحنات الليبي رياض سويد القرفصاء فوق سطح منزل ويطيل النظر إلى مواقع يحتلها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على بعد بضعة مئات من الأمتار داخل مدينة سرت.

ويخوض سويد ومسلحون آخرون متحالفون مع حكومة الوفاق الوطني الليبية حرب شوارع للسيطرة على المدينة الساحلية الهامة على هامش معركة تقودها قوى غربية ضد الدولة الإسلامية.

وبعد نحو شهرين من القتال فقد التنظيم المتشدد السيطرة على ميناء سرت وبعض أحيائها السكنية قرب وسط المدينة مسقط رأس معمر القذافي.

وتتبادل الجبهتان إطلاق رصاص القناصة وقذائف المورتر من مسافات لا تزيد في بعض الأحيان على 200 متر في معركة يدور القتال فيها من منزل لآخر.

وقال سويد "هذه حرب اضطررنا لها... حرب لا يمكن تجنبها.. لذا قُتل كثيرون في مواجهة هؤلاء."

وبدأت الدولة الإسلامية التوسع في ليبيا عام 2014 مستغلة زيادة الفوضى السياسية وعمق الصراع بعد ثلاث سنوات من حرب أهلية أطاحت بحكم القذافي.

وأصبحت سرت التي تبعد 450 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس أكبر معقل للدولة الإسلامية خارج مناطق سيطرتها في العراق وسوريا. واستولى متشددون على المدينة العام الماضي مستغلين الحرب التي دارت بين فصائل ليبية للسيطرة على الأراضي لتفرض رؤيتها المتشددة على المدينة.

وستكون خسارة سرت انتكاسة كبرى للتنظيم ولمعنويات مقاتليه بينما يجد صعوبة في الاحتفاظ بأراض يسيطر عليها في العراق حيث طُرد بالفعل من مدينة الفلوجة ومن أراض أخرى على أيدي قوات تدعمها غارات جوية للتحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة.

* قناصة

تتقلص الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية تحت ضغط من جبهات منفصلة في منطقة مساحتها نحو خمسة كيلومترات حيث تتقاطع السواتر الترابية مع تقاطعات طرق لتنقطع سبل الفرار. وتقصف الدبابات والمدافع مناطق تسيطر عليها الدولة الإسلامية بشكل متقطع.

وجاء كثير من المقاتلين المحتشدين ضد الدولة الإسلامية من مدينة مصراتة الساحلية القريبة.

ويحاول المقاتلون الذي يرتدي بعضهم أزياء تمزج بين الملابس العسكرية والجينز القضاء على القناصة والألغام الأرضية وعبوات ناسفة مثبتة بجثث ملقاة بالشوارع وفي المنازل. ويقف المقاتلون بسيارات حملت عليها مدافع وراء سواتر في الشوارع ويطلقون نيران المدافع من فوق الأسطح.

ويتردد قادة المقاتلين من مصراتة في التقدم سريعا خوفا من مقتل عدد كبير من الأفراد. وقتل حتى الآن 200 من المقاتلين في معركة سرت.

وقبل أسبوع قتل أكثر من 40 من قوات مصراتة في تصعيد شهدته جبهة واحدة. وفي مستشفى ميداني خارج سرت يقول أطباء إن كثيرا من القتلى في صفوف القوات في الفترة الأخيرة فارقوا الحياة بسبب رصاصات في الرأس أو الجزء العلوي من الجسد.

وتتمركز دبابة روسية الصنع على أعلى تبة مطلة على سرت وقد كتب عليها اسم كتيبة مصراتة وتطلق بين الحين والآخر قذيفة على منطقة سيطرة الدولة الإسلامية.

وبعد الفشل في إصابة الهدف مرة أخرى يضبط السائق ماسورة الدبابة ويقفز للخارج لسحب سلك طويل ليتمكن من إطلاق النار من خارج الدبابة... فالبقاء بداخلها ينطوي على مخاطر كبيرة بالنظر لقدم عمر الذخيرة.

وقال حمزة وهو قيادي بوحدة الهندسة العسكرية "نحاول إصابة القناصة فوق المنازل. نطبق مبدأ التجربة والخطأ... الأمر بسيط جدا."

وتنقصهم أجهزة الرؤية الليلية والخوذات والسترات الواقية من الرصاص اللازمة لتقليص الخسائر بسبب هجمات القناصة. ويشعر الغالبية بأن الشركاء الغربيين وحكومة طرابلس قد خذلوهم في المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال قائد محلي يدعى مصطفى على خط المواجهة في حي 700 في سرت "الكل يعرفون أننا نقاتل هنا بأسلحة بسيطة... لقد كذبوا عندما قالوا إنهم سيساعدوننا... لكننا قادرون على إنهاء هذه الحرب بأنفسنا."

وتقول قوى غربية إنها مستعدة لتلقي طلبات المساعدة من حكومة رئيس الوزراء فائز السراج. لكن حكومة الوحدة الوطنية التي تدعمها الأمم المتحدة تكافح لبسط نفوذها كما تؤخر الصراعات السياسية الداخلية اتخاذ القرار.

ولم يتم حتى الآن تقديم طلب محدد للاستثناء من حظر تفرضه الأمم المتحدة للسلاح كما لا يزال اقتراح أوسع نطاقا لبرامج تدريب غربية في مراحل التخطيط.

* جائزة كبرى

قدر مسؤولون غربيون في وقت سابق هذا العام أن 6000 مقاتل متشدد احتشدوا في سرت أغلبهم أجانب من تونس ودول أفريقيا جنوب الصحراء فيما زادت المخاوف من توسع تنظيم الدولة الإسلامية في شمال أفريقيا.

وقالت قوات مصراتة إن الرقم مبالغ فيه وذكرت أنه أقرب إلى 2000. وتقول إن ما لا يزيد عن 600 مقاتل ربما لا يزالون داخل سرت بينهم بعض الأجانب.

وخاض مقاتلو مصراتة المعارك جنبا إلى جنب مع الكتائب المعارضة الأخرى ضد القذافي في انتفاضة 2011. وهم الآن ليسوا إلا قوة واحدة في شبكة معقدة من الفصائل السياسية والعسكرية المتناحرة على السلطة في البلاد.

وستشكل سرت جائزة كبرى لكتائب مصراتة التي تدعم حكومة الوحدة الوطنية الهشة المتمركزة في العاصمة طرابلس. لكن هذا قد يزيدها جرأة في مواجهة القوات المنافسة التي يقودها اللواء خليفة حفتر الذي كان مسؤولا سابقا في عهد القذافي.

وعززت الدولة الإسلامية وجودها في سرت ببطء ونفذت عقوبات وعمليات صلب وإعدام علني بضرب العنق وجلد بحق معارضيها.

وسيطر المتشددون على مؤسسات المدينة وبنوكها وأجبروا التجار وأصحاب المتاجر على دفع الضرائب وأسسوا محكمة شرعية. وقال سكان فروا من المدينة إنه تم منع الحلاقين من حلق اللحى ومنع التدخين في المقاهي.

وفي ساحة الزعفران حيث كانت تنفذ عمليات الصلب لا يوجد الآن سوى إطار خشبي كانت ترفع عليه راية التنظيم السوداء. ولا تزال توجد شعارات مرسومة بالطلاء تحدد المتاجر التي دفعت الضرائب.

ويقول قادة عسكريون من مصراتة إن التنظيم المتشدد متحصن حاليا في المنطقة المحيطة بقاعة واجادوجو للمؤتمرات- التي بناها القذافي لاستضافة القمم الأفريقية- وحول مستشفى قريب لكن بعض القادة ربما فروا إلى الجنوب.

© Reuters. تحقيق-قوات ليبية تخوض حرب شوارع ضد الدولة الإسلامية في سرت

وقال محمد جنيدي وهو مسؤول المخابرات بكتائب مصراتة "نحن نعلم أن هذه ليست مجرد معركة ضد التنظيم في سرت. بعد سرت ستظهر جيوب أخرى... ونعلم أنهم قد ينفذون هجمات انتحارية ويفجرون قنابل في مدن أخرى."

(إعداد سامح البرديسي ومصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.