من برابان شانكو ودمير ساجولج
تاكوا با (تايلاند) (مؤسسة تومسون رويترز) - بعد مرور عقد من الزمن على كارثة موجات المد العاتية (تسونامي) التي اجتاحت عددا من البلدان المطلة على المحيط الهندي عام 2004 لا تزال نحو 400 من جثث الضحايا مجهولة الهوية.
لكن تلوح في الأفق بارقة أمل في أن تتمكن الشرطة التايلاندية من جمع معلومات جديدة مع فتح حاوية شحن تضم مقتنيات شخصية لم يتقدم أحد للمطالبة بها.
وأودعت في الحاوية التي لم تفتح منذ عام 2011 ساعات وقلائد ذهبية ثقيلة تحمل تمائم بوذية وحقيبة تذكارية من مصر للنقود المعدنية ورزمة من 1800 دولار أخرجت من صناديق رثة من الورق المقوى فضلا عن أكياس تحتوي على أدلة للشرطة.
وتنقلت الحاوية التي يبلغ طولها 12 مترا وعرضها ثلاثة أمتار بين مختلف وكالات الأمن التايلاندية بعد كارثة 26 ديسمبر كانون الأول حين قتلت أمواج المد العاتية التي اجتاحت سواحل 14 بلدا مطلا على المحيط الهندي ما مجموعه 226 ألف شخص.
وتسلمت شرطة مقاطعة تاكوا با في جنوب تايلاند الحاوية أخيرا عام 2011 غير أنها لم تطلع على ما بداخلها حتى قامت بذلك بعد طلبات متكررة من رويترز قبل الذكرى السنوية العاشرة لتسونامي التي تسمح وفق القوانين الرسمية ببيع هذه الأغراض الخاصة في مزاد علني.
واعتقد المسؤولون في بادئ الأمر أن الحاوية تحتوي على أغراض شخصية لضحايا لم يطالب بها أحد أو ان اصحابها ما زالوا مجهولي الهوية غير أنهم عثروا بداخلها على بطاقات هوية أو بطاقات اعتماد كان يمكن أن يطالب بها أقارب الضحايا فيما لو أعلن عن وجودها قبل ذلك.
وقال اللفتنانت كولونيل يورافيت ياماري من مقاطعة تاكوا با بينما كان فريقه يتفحص الأغراض على طاولة بيضاء طويلة "فوجئت قليلا بالعدد الكبير من المقتنيات القيمة (التي اكتشفنا وجودها)."
وأضاف "أعتقد أن اهتمام الجميع تركز في ذلك الحين على التعرف على هويات الجثث وربما نسوا وجود هذه الأغراض."
تسببت أمواج المد العاتية في مقتل 5395 شخصا وفقدان 2932 في تايلاند وحدها بينهم نحو ألفي سائح أجنبي عندما اجتاحت أمواج المد التي بلغ ارتفاعها عدة أمتار المنتجعات البحرية وقرى الصيادين على شاطئ بحر أندامان في جنوب تايلاند.
وفي أعقاب الكارثة اجتمع خبراء شرعيون من 39 بلدا في فانج نا - حيث قتل نحو 80 في المئة من الضحايا- للتعرف على الجثث.
لكن بعد مرور عشر سنوات على واحدة من أسوأ الكوارث الانسانية في تاريخ البشرية المعروف لا تزال هناك 400 جثة لم يطالب بها أحد بينها 369 غير معروفة الهوية وهي موضوعة في توابيت حديدية تحمل أرقاما رمزية.
ودفنت هذه الجثث في مقبرة في بلدة بانج ماروان جنوبي تاموا با فيما لا يزال مصير المقتنيات الشخصية للضحايا التي أودعت في الحاوية لسنوات غير معروف إذ يتعين على مركز الشرطة في بانكوك أن يتخذ قرارا بهذا الشأن.
وقال يورافيت انه في حال لم تبع المقتنيات في المزاد العلني فان احتمالات مطالبة أقارب الضحايا بأغراض أحبائهم تتضاءل مع اهتراء الصناديق التي تضم هذه الأغراض.
وأضاف "لدينا سجلات مرتبطة بأرقام رمزية موضوعة على كل صندوق وسيكون من الصعب التأكد (من محتويات الصناديق) مع تلاشي هذه الأرقام (بمرور الزمن)."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)