من أحمد العمامي
طرابلس (رويترز) - تبادلت كتائب ليبية مسلحة متحالفة مع زعماء سياسيين متناحرين في طرابلس إطلاق نار متقطع وأقامت نقاط تفتيش في مناطق تسيطر عليها متحدية سلطة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة.
وتحدى معارضون حكومة الوحدة الوطنية يوم الجمعة بالاستيلاء على مبنى تابع للبرلمان وطالبوا بتشكيل حكومة جديدة مما أثار مواجهة بين كتائب متناحرة تنشط بالمدينة.
ومنذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بحكم معمر القذافي سقطت ليبيا في براثن قتال بين كتائب معارضين سابقين انقلبوا على بعضهم البعض ويؤيدون زعماء سياسيين متناحرين في صراع على الحكم.
ووسط الفوضى تراجع إنتاج النفط في الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتمكن مهربو البشر ومقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية من توسيع أنشطتهم مما أصبح مصدر قلق لأوروبا والولايات المتحدة.
ووصلت حكومة الوحدة الوطنية إلى طرابلس في مارس آذار في إطار جهود غربية لإنهاء حالة عدم الاستقرار في ليبيا بعد أن أدار فصيلان متناحران حكومتين في طرابلس وفي الشرق. لكنها جاهدت لمد نفوذها على المتشددين.
واستولى زعماء من حكومة طرابلس القديمة ومنهم رئيس الوزراء خليفة الغويل وكتائبهم المسلحة يوم الجمعة الماضي على مقر إداري تابع للبرلمان في فندق ريكسوس كان يفترض أن يضم مكاتب مجلس الدولة أحد المجالس التشريعية في اتفاق حكومة الوحدة الوطنية الجديدة.
وقال شهود إن المدينة شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النار يومي السبت والأحد وظهرت بسرعة نقاط تفتيش جديدة منها واحدة في غرب طرابلس في حين تمركزت كتائب متناحرة. وبدت الكتائب أكثر تسليحا من المعتاد حول العاصمة.
وقال فتحي باشا أغا المنسق الأمني مع قوات الحكومة مشيرا إلى السيطرة على المبنى "ما حدث مؤسف ومقزز. ما هو إلا عمل فردي لا يمثل أي مجموعة."
وأضاف "لم نر أي مدينة أو بلدية أو حزب سياسي يدعم هذه المحاولة البائسة."
وأمام فندق ريكسوس تمركزت كتائب مسلحة تابعة للبرلمان السابق والغويل إلى جانب مركبات عسكرية مدرعة. وسارت حركة المرور بشكل طبيعي في المدينة لكن المحلات المجاورة لفندق ريكسوس أغلق أبوابها.
ووقعت اشتباكات متفرقة في مطلع الأسبوع بين جماعتين مسلحتين في حي زاوية الدهماني في طرابلس لكن لم يصب أحد. وسُمع إطلاق نار في مختلف أرجاء المدينة في المساء.
واتسمت طرابلس بالهدوء اليوم وعملت الشركات والمتاجر بشكل طبيعي في وسط المدينة.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)