🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

توقعات بأن يشدد السيسي قبضته .. حتى مع وجود البرلمان الجديد

تم النشر 15/10/2015, 14:30
© Reuters. توقعات بأن يشدد السيسي قبضته .. حتى مع وجود البرلمان الجديد

من مايكل جورجي

القاهرة (رويترز) - عندما خلع المشير عبد الفتاح السيسي الزي العسكري وارتدى المدني قبيل أن يصبح رئيسا لمصر رسم خارطة لعودة الديمقراطية.. تتوجها انتخابات تشريعية. وهذه الانتخابات تبدأ يوم الأحد المقبل لكن من غير المرجح أن يتحدى البرلمان الجديد ما يصفه منتقدو السيسي بأنه حكم شمولي آخذ في التزايد.

فبعد مضي أكثر من عام من فترة رئاسته الأولى وبعد عامين من عزله أول رئيس يجيء لمصر باقتراع حر يشدد السيسي قبضته على السلطة في وقت يقبع فيه معظم معارضيه في السجون وتقف وراءه قوي غربية بثبات.

وهذا سيناريو مألوف في مصر التي كان جل حكامها ضباط جيش منذ الإطاحة بالملك فاروق عام 1952 وهو سيناريو قال عنه بعض المراقبين: العسكريون السابقون يعدون بالحرية والرخاء لكن ينتهي بهم المطاف إلى الحكم بقبضة من حديد واعتبار أنفسهم فوق مستوى الشبهات.

قال ناثان براون الأستاذ في جامعة جورج واشنطن الأمريكية "ظهرت علامات على أن السيسي يعتبر نفسه فوق السياسة... إحساسي أنه يعتبر نفسه زعيما مختارا ومن غير اللائق أن يخضع لأي رقابة."

ويقول السيسي إنه ملتزم بإحداث تحول اقتصادي ويصفه من يعرفونه بأنه شخص منضبط يكون في مكتبه في الخامسة صباحا ويستمع إلى مستشاريه.

قال سامح سيف اليزل وهو ضابط مخابرات سابق يعرف السيسي ويرأس أهم قائمة انتخابية موالية له "هو ممكن يغير رأيه أو قراره بناء على نصيحة... فيه ناس تانية بتقولك لأ أنا رئيس الجمهورية وقراري نهائي. هو مش كده خالص."

كان السيسي قائدا للجيش عندما أعلن في 2013 عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وهي الجماعة التي قتل مئات من مؤيديها في مواجهات مع قوات الأمن وألقي القبض على ألوف آخرين في خضم أقسى حملة على المعارضة في تاريخ مصر الحديث.

والسيسي في عيون كثيرين منقذ أعاد مصر إلى مسارها بعد الاضطراب الذي أعقب انتفاضة 2011 التي أنهت 30 عاما قضاها حسني مبارك في الحكم. وكان مبارك يوما قائدا لسلاح الطيران.

وبعد أقل من عام انتخب المصريون الذين عارضوا الإخوان السيسي رئيسا للبلاد ورأوا فيه قائدا حازما يمكن أن يعيد الاستقرار. وبلغت نسبة من أيدوه 97 في المئة من المشاركين في تصويت كان الإقبال عليه ضعيفا وهي نتيجة أعادت إلى الذاكرة الانتخابات الرئاسية التي كان يجريها مبارك وتثير تهكم منتقديه.

ملأت صور السيسي بزيه العسكري ونظارته الشمسية اللافتات ووضعت على قمصان تي. شيرت وعلى قطع شوكولاتة بل وعلى ملابس نسائية.

هذا الهوس تبخر. ورغم أن السيسي لا يزال يتمتع بتأييد كبير توجد علامات متزايدة على استياء شعبي مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية وزيادة الضرائب وتدني الرعاية الصحية العامة في دولة تبلغ فيها نسبة العاطلين بين حديثي التخرج 44 في المئة.

قال مايكل دان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز كارنيجي إنداومنت للأبحاث "بشكل عام.. سير الأمور في مصر في مجال الأمن والاقتصاد يعطي انطباعا متزايدا بأن الأمور ليست على ما يرام... الصورة ليست مبهجة والوعود التي قطعها السيسي لا تتحقق."

* وعود

مثل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أطاح بالملكية أعلن السيسي عن مشروعات كبرى وسط ضجيج إعلامي من بينها مشروع إقامة عاصمة جديدة بها مطار أكبر من مطار هيثرو في لندن ومبنى أطول من برج إيفل في باريس.

وحدث بالفعل أن تمت توسعة قناة السويس في عام واحد فقط. لكن منتقدي الحكومة يقولون إن مثل هذه المشروعات تحول الانتباه عن إصلاحات حساسة سياسيا مثل خفض الدعم أو تقليص الخدمات المدنية وهي إصلاحات لازمة لزيادة النمو الاقتصادي على المدى الطويل.

ورغم العجز الكبير في الميزانية والضغوط على العملة انطلق السيسي في حملة إنفاق عسكري واشترى أسلحة فرنسية تشمل طائرات مقاتلة وحاملتي طائرات هليكوبتر. ووقعت مصر أيضا صفقة سلاح قيمتها 3.5 مليار دولار مع موسكو وسط دهشة الغرب.

ويقول منتقدو السيسي إن هذه المليارات كان يمكن إنفاقها على الصحة أو التعليم أو تطوير البنية الأساسية في الريف حيث لا يزال الأطفال يلهون حفاة في طرق قذرة.

ومثلما فعل رؤساء سابقون لمصر قدم السيسي نفسه كزعيم له دور محوري في العالم العربي وطرح فكرة تشكيل قوة عربية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. ومع ذلك قتل الإسلاميون المتشددون الذين ينشطون في محافظة شمال سيناء مئات من الجنود المصريين منذ عزل مرسي.

من الناحية النظرية سيكون البرلمان الذي سينتخب على مرحلتين أولاهما تبدأ في 18 أكتوبر تشرين الأول قويا. فبإمكانه على سبيل المثال إبطال قرار السيسي بمساندة السعودية في حربها على الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وبإمكانه أيضا رفض من يختاره السيسي لرئاسة الحكومة بل وبإمكانه سحب الثقة من السيسي نفسه.

لكن في غيبة مرشحين من الإخوان المسلمين أو النشطاء الشبان الذين تصدروا انتفاضة 2011 يرجح أن يغص البرلمان بأعضاء من الصفوة السياسية المؤيدة للسيسي بشكل عام.

وهناك تكهنات كبيرة بتعديل الدستور الذي أقر في استفتاء بعد عزل مرسي.

وقال خالد داود -منتقد الحكومة الذي استقال في الآونة الأخيرة من منصب المتحدث باسم حزب الدستور- إن مؤيدي السيسي ربما يريدون تغيير بند في الدستور يقصر فترة الرئاسة على فترتين كل منهما أربع سنوات وليس الحد من صلاحيات البرلمان.

وأضاف "هل سيكون التركيز على السلطات أم على فتراته؟... هذا هو محل شكي الرئيسي لأني لا أتوقع أن يثير البرلمان المقبل أي مشكلة من أي نوع للرئيس."

* "أنت في مصر"

قد تكون للمصريين تحفظات.. لكن مع وجود معارضين سياسيين في السجون تقدر منظمات محلية لحقوق الإنسان عددهم بنحو 40 ألفا قد يكون النزول إلى الشوارع مجددا مخاطرة.

تجنبت مصر الفوضى التي اجتاحت ليبيا وسوريا والعراق وهو ما يعني أن الغرب سيتجاهل على الأرجح أي انتقادات للانتخابات بأنها شكلية. ومن غير المرجح أيضا أن يواجه السيسي تهديدات في الداخل ما دام على وفاق مع العسكريين الذين لا يزالون يتمتعون بالقوة.

ويظهر جليا من خلال حوار بين قرويين على مشارف مدينة المنيا بالجنوب كيف أن المصريين يقبلون حكم السيسي.

كانوا يحتسون الشاي في المساء في انتظار وصول مرشح برلماني إلى القرية وتحول الحديث إلى اضطراب السنوات القليلة الماضية.

قال شاب حديث التخرج "في عهد مرسي ما كانش فيه كهرباء. ما كانش سهل إنك تلاقي بنزين لعربيتك هنا في المنيا. ما كانش فيه أمن. كنت تترعب تمشي في الشوارع بعد العشاء. السيسي بيرجع الأمن."

وتدخل رجل آخر يرتدي جلبابا أخضر في الحديث وقال بهدوء "ترجع الأمن بوضع كل معارضيك في السجون؟"

كان يجلس إلى جواره رجل يرتدي بذلة قال إن مبارك جلب قدرا من المنافع. وأضاف "السيسي لم يظهر سوى العصا حتى الآن لكنها كانت مطلوبة."

© Reuters. توقعات بأن يشدد السيسي قبضته .. حتى مع وجود البرلمان الجديد

واتفق الجميع على شئ واحد: لن يكتفي السيسي بفترتين. وقال الرجل الذي كان يرتدي البذلة باسما "إنت في مصر... ده مايحصلش هنا."

(شاركت في التغطية لين نويهض من المنيا وإيريك كنيكت من القاهرة - إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.