🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

ربح من الدمار .. ازدهار نشاط إصلاح السيارات في الموصل

تم النشر 01/02/2017, 16:31
محدث 01/02/2017, 16:40
© Reuters. ربح من الدمار .. ازدهار نشاط إصلاح السيارات في الموصل

من مايكل جورجي

الموصل (رويترز) - شهدت ورشة خالد يونس لإصلاح السيارات في الموصل ازدهارا كبيرا في نشاطها في بادرة على الدمار الشديد الذي حاق بالمدينة العراقية التي أصبحت محور الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

فقد اكتسحت التفجيرات الانتحارية والعبوات الناسفة بدائية الصنع والهجمات بقذائف المورتر والضربات الجوية كل شيء في طريقها بما في ذلك السيارات الواقفة على جانبي الشوارع وهدمت الكثير من مباني المدينة الشمالية التي كانت في وقت من الأوقات مركزا تجاريا مزدهرا.

وتتناثر في كثير من الشوارع بقايا حطام السيارات.

قال يونس وهو يوجه العمال للاهتمام بالزبائن ويعمل بهمة ونشاط لتثبيت الزجاج الأمامي لسيارة أصيبت بتلفيات من جراء انفجار قذيفة مورتر "الشغل عظيم. زاد 50 في المئة."

وأصبح يونس وزملاؤه من أصحاب ورش إصلاح السيارات أصحاب الأعمال الوحيدين تقريبا الذين يحققون ربحا في الوقت الحالي الذي تواصل فيه القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة هجومها لإخراج التنظيم من آخر معاقله في المدن العراقية.

وقد تعرضت وسائل النقل العام في الموصل للدمار من جراء الاشتباكات على مدى أشهر.

ويبذل أصحاب ورش إصلاح السيارات جهودا كبيرة لمجاراة الطلب من عدد متزايد من الزبائن في أمس الحاجة لإصلاح سياراتهم من أجل تشغيلها وتحقيق دخل يغطي نفقات المعيشة من طعام وغيره.

ومن المتوقع أن يستمر الطلب في الارتفاع.

وحتى الآن استطاعت القوات العراقية إخراج رجال الدولة الإسلامية من الشطر الشرقي من الموصل. ومن المنتظر أن تؤدي المرحلة التالية من عملية تحرير الموصل وتتمثل في الهجوم على الشطر الغربي في مزيد من الدمار.

والموصل هي أكبر مدينة تحت سيطرة الجهاديين وربما تتأكد أهميتها لمصير دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم فيما سيطر عليه من أراضي العراق وسوريا.

ويقول مسؤولون عسكريون عراقيون إن المتشددين سيتصدون بمقاومة ضارية للهجوم من أجل الاحتفاظ بما يسيطرون عليه من أرض في المدينة. وهذا يعني حدوث المزيد من التفجيرات الانتحارية والسيارات الملغومة وقذائف المورتر والهجمات الصاروخية.

ويبين الدمار الواسع الذي لحق بالسيارات في الموصل شدة المعارك على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وفي كثير من الأحيان تتسبب تفجيرات السيارات الملغومة من جانب الدولة الإسلامية في إلحاق الضرر بالسيارات الأخرى الواقفة في الشوارع. كما تتسبب الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في إحداث فتحات في الأسقف وسقوط قطع ثقيلة من الخرسانة والأسمنت على السيارات. أما الشظايا المتطايرة بسرعات عالية من انفجار قذائف المورتر في الشوارع فتمزق كل شيء في طريقها وتتسبب في مقتل الناس أو إصابتهم بعاهات.

* العائلات تحتاج سيارات

ويقع عدد من ورش إصلاح السيارات على امتداد حارة متربة تنتشر فيها الأوساخ على المشارف الشرقية لمدينة الموصل وتطل على طريق سريع مليء بالحفر. وهذه الورش موجودة في المنطقة منذ عشرات السنين.

وأغلقت بعض الورش أبوابها بعد أن اجتاح مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الموصل عام 2014 دون مقاومة تذكر من جانب الجيش. وأفلس أصحاب ورش أخرى أو أصبح نشاطهم مرتبطا بأهواء المتشددين الذين يفرضون في كثير من الأحيان ضرائب جديدة لتمويل حربهم على بغداد.

وأما الورش التي ظلت مفتوحة فلم تشهد من قبل أرباحا وفيرة مثلما يحدث الآن.

وصلت شاحنة متداعية ثقبت أكثر من عشر رصاصات زجاجها الأمامي ربما من فعل واحد من العديد من قناصة التنظيم المنتشرين في المدينة.

ومن الممكن أن يكون لكلفة الاصلاحات أثر شديد الوقع على الوضع المالي للأسر خاصة في وقت تعطل فيه كثيرون عن العمل وينتظرون تحسن الاقتصاد المحلي بينما تكافح الحكومة لإيجاد مصادر لتمويل إعادة الإعمار.

وقال راغد محمد المدرس البالغ من العمر 35 عاما وهو يشير إلى سيارته المازدا المحطمة من إنتاج 1990 "أصاب صاروخ بيتي وهوى جزء من البيت على سيارتي."

وقال نزار جاسم (50 عاما) الذي كان يقف بجانبه وهو من تجار السوق إن إصلاح سيارته سيتكلف 600 ألف دينار عراقي (500 دولار) بعد ما أصابها من تلفيات بسبب سقوط كتلة من الركام عليها في غارة جوية في حين أن دخله الشهري 200 ألف دينار فقط.

وأثناء حديثه توقف زبون آخر بسيارة لم يعد فيها سوى مقعد واحد. وفي بعض الأحيان يبدأ طابور السيارات يتشكل في الصباح بدءا من الساعة السادسة. وتعمل الورش بكامل طاقتها.

وقال زبون آخر اسمه سمير عابد "علي إصلاح ثلاث سيارات. واحدة أصابها الجيش العراقي بتلفيات وأحرقت الدولة الإسلامية السيارتين الأخريين لإحداث ستارة دخان لتحاشي الضربات الجوية."

كان من الممكن أن يصبح الوضع أسوأ كثيرا.

ومثل يونس قال عياد محمد وهو صاحب ورشة إصلاح أخرى إن أرباحه زادت بمقدار النصف منذ بدأ القتال لكنه دفع ثمنا غاليا بسبب الدمار الذي رفع دخله.

© Reuters. ربح من الدمار .. ازدهار نشاط إصلاح السيارات في الموصل

ففي يوم من الأيام تبادل الجيش والجهاديون القصف وتسببت قذيفة مورتر في مقتل ابنه وحفيده.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.