زغرب (رويترز) - بدأ الناخبون في كرواتيا الإدلاء بأصواتهم يوم الأحد في أول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ انضمامها للاتحاد الأوروبي عام 2013 وسيواجه الفائز مهمة صعبة تتعلق بتعزيز انتعاش اقتصادي هش ومجابهة الأعداد الضخمة من المهاجرين الذين يعبرون البلاد.
وفتح أكثر من 6500 مركز اقتراع في أنحاء البلاد أبوابهم الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) وستغلق السابعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش). وستصدر أول نتائج أولية رسمية الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (2100 بتوقيت جرينتش).
وتشير استطلاعات للرأي إلى أن الائتلاف الوطني الذي يقوده حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي المعارض سيفوز بفارق بسيط يبلغ نحو خمسة مقاعد في البرلمان وهي نتيجة من المرجح أن تؤدي إلى محادثات مطولة لتشكيل حكومة ائتلافية مع أحزاب أصغر.
ويؤيد هذا الائتلاف المحافظ اتخاذ موقف أكثر تشددا من منافسه الرئيسي الحزب الديمقراطي الاشتراكي بشأن قضية المهاجرين سعيا لفرض قيود أكثر صرامة على الحدود للتصدي لتدفق الأشخاص الذين يعبرون كرواتيا في طريقهم إلى غرب أوروبا.
وعبر أكثر من 330 ألف مهاجر كرواتيا منذ منتصف سبتمبر أيلول ضمن تدفق لمهاجرين الفارين من الصراعات والفقر في سوريا والعراق وغيرهما.
ويعبر المهاجرون الحدود من صربيا بمعدل خمسة آلاف مهاجر يوميا و أحيانا قد يصل العدد إلى عشرة آلاف لكن القليل منهم فقط يبقى في كرواتيا وهي واحدة من أفقر دول الاتحاد الأوروبي حيث نسبة البطالة 16 بالمئة أي ما يزيد عن متوسط نسبة البطالة في الاتحاد الأوروبي والبالغ تسعة بالمئة.
ويتهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي ذو التوجهات القومية والذي قاد كرواتيا إلى الاستقلال عن يوغوسلافيا التي كان يهيمن عليها الصرب عام 1991 حكومة يسار الوسط برئاسة رئيس الوزراء زوران ميلانوفيتش بعدم الكفاءة في معالجة قضية المهاجرين.
لكن محللين سياسيين يقولون إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي الذي يلعب على قضايا الهوية الوطنية والقيم العائلية في كرواتيا التي يغلب عليها الكاثوليك قد يواجه صعوبة في الحصول على دعم كاف من أحزاب أصغر لتشكيل حكومة مستقرة.
وقد يسمح هذا للديمقراطيين الاشتراكيين بالاستمرار في السلطة حتى إذا حصلوا على أصوات أقل يوم الأحد.
ويقول ميلانوفيتش إن حزبه يستحق أربع سنوات أخرى في الحكم لان الاقتصاد الذي يعتمد بقوة على السياحة بدأ ينمو من جديد بعد ركود استمر ست سنوات.
كما أن إصراره على اتخاذ كرواتيا موقفا انسانيا بشأن المهاجرين وتخفيف معاناتهم يلمس وترا حساسا لدى الناخبين الذين يتذكرون العنف والتهجير اللذين عانت منهما بلادهم خلال تفتت يوغوسلافيا في التسعينات.