💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مسلمو ميانمار عالقون في الهند بلا هوية ولا خدمات

تم النشر 15/09/2014, 15:01
© Reuters مسلمو ميانمار عالقون في الهند بلا هوية ولا خدمات

من نيتا بهاء الله

نيودلهي (مؤسسة تومسون رويترز) - عندما فرت كوهينور -وهي من مسلمي الروهينجا المحرومين من الجنسية- من منزلها في ميانمار بعد موجة هجمات شنها أفراد من الغالبية البوذية كانت تأمل في فرصة لإعادة بناء حياتها في بلد جديد.

كانت تعرف أن الرحلة شاقة ستستغرق أياما وأن الطعام والماء قليلان وأنها ستخاطر بحياتها أثناء تهريبها عبر الحدود لكنها لم تكن تتخيل أن تكون الحياة على صورتها الحالية من البؤس والتمييز في الهند التي اختاروا اللجوء اليها.

قالت كوهينور (20 عاما) وهي تجلس في مخيم مؤقت أقيم على أرض قفر في جنوب نيودلهي "طردونا من بورما (ميانمار) وطردونا من بنجلادش. واليوم نحن في الهند والناس هنا يقولون لنا إن الهند ليست بلدنا. فإلى أين نذهب؟"

وأضافت كوهينور التي فرت من ميانمار قبل عامين مع ابنتها البالغة من العمر عامين وأسرة شقيقتها "ليس لدينا أرض تخصنا. أولادنا لا يذهبون إلى المدارس الحكومية لأنها ترفض تسجيلهم. وعندما نضطر للذهاب إلى المستشفى يرفضون استقبالنا."

وعلى الرغم من أن أقلية الروهينجا المسلمة عاشت لأجيال في ولاية راخين في غرب ميانمار أقرت الحكومة المكونة في معظمها من بوذيين قانونا للمواطنة عام 1982 واستبعدتهم منه مما حرمهم من بطاقات الهوية التي يحتاجونها لكل شيء بدءا من التسجيل في المدارس وتوثيق عقود الزواج وانتهاء بالالتحاق بعمل واستخراج وثائق المواليد والوفيات.. أصبحوا بلا جنسية.

وفي عام 2012 قتل المئات من الروهينجا في أعمال عنف مع البوذيين مما زاد من مأساتهم. وفي العامين الأخيرين غادر أكثر من 86 ألفا من الروهينجا البلاد وفروا إلى بلدان مجاورة مثل تايلاند وماليزيا والهند وبنجلادش.

والروهينجا من بين ما يقدر بنحو عشرة ملايين شخص "بدون" أو بلا جنسية في أنحاء العالم. ويناقش المنتدى العالمي الأول لبحث قضايا "البدون" مشكلة أقلية الروهينجا مع انعقاده في لاهاي يوم الاثنين قبيل حملة طموح تنوي الأمم المتحدة إطلاقها للقضاء على حالات انعدام الجنسية في حميع أنحاء العالم في غضون عشر سنوات.

وتقول جماعات حقوق الانسان إن الهند لا تعترف رسميا بطالبي اللجوء على الرغم من استضافتها نحو 30 ألف لاجئ مسجل.. الأمر الذي يحرم هذه الفئة من خدمات أساسية مثل التعليم والعلاج. وتقول إن لاجئي الروهينجا بين المجموعات الأكثر عرضة للخطر.

*الحاجة إلى السكن

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن هناك نحو تسعة آلاف من أقلية الروهينجا مسجلون في دلهي. ويعيش آلاف آخرون غير مسجلين في أماكن أخرى من البلاد مثل جامو وحيدر أباد.

في دلهي يعيش معظمهم حياة بائسة في مخيمات متناثرة حول المدينة. وهم يجاهدون للحصول على قوت يومهم من خلال جمع القمامة وبيعها أو القيام بأعمال يدوية للهنود الذين يبخسون حقهم عادة أو يستغلونهم.

ويقول كثيرون إنهم يضطرون إلى النوم على جوانب الطرقات لأسابيع أو لأشهر قبل أن تجبرهم الإدارة المحلية أو السكان على الانتقال.

وقال عبد الشكور (21 عاما) الذي يعيش في مخيم يضم 60 أسرة في منطقة أوكهلا في دلهي "وطننا هو ميانمار ولكنهم طردونا منه."

وأضاف "نحن أيضا لا ننتمي إلى هذا المكان. الناس يسيئون معاملتنا لاننا نعيش في الشوارع ويقولون إننا نجعل المكان قذرا. علينا أن نتنقل باستمرار. نحتاج أرضا دائمة في الهند يمكن أن نستقر فيها وتكون لدينا وثائق هوية سليمة يمكننا إظهارها عند طلبها منا."

* ملاذ للبعض

تعد الهند ملاذا في منطقة متقلبة إذ تستضيف منذ عقود لاجئين فارين من نزاعات أو اضطهاد جاءوا من بلدان مختلفة مثل سريلانكا وبوتان وأفغانستان والصين وميانمار.

لكن لاجئيها ليس لهم وضع قانوني. والقرارات المتعلقة باللاجئين تتخذ كلا على حدة ويتم منح بعض المجموعات مثل التاميل السريلانكيين وأبناء التبت حقوقا معينة ودعما خاصا.

لكن الروهينجا أقل حظا.

وعرقلت نيودلهي مرتين إقرار مشاريع قوانين تتيح الاعتراف باللاجئين. ونظرا لحدودها التي يسهل اختراقها والعلاقات المتوترة مع جيرانها والحركات المسلحة الخارجية فإنها تريد أن تكون طليقة اليد في تنظيم دخول الأجانب إلى أراضيها دون أن تتقيد بأي التزامات قانونية.

لكن هذه العلل لا تبدو منطقية بالنسبة إلى كوهينور.

قالت "لا أعرف شيئا عن القوانين.

"كل بلد يركلنا ككرة القدم والناس يلعبون بنا من دولة إلى أخرى. نريد أن يتخذ العالم قرارا بشأننا وأن يعطونا رقعة في أي بلد يمكن أن نسميها وطنا."

© Reuters. مسلمو ميانمار عالقون في الهند بلا هوية ولا خدمات

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.