استغل آخر فرصة واحصل على خصم يصل لـ 50% على InvestingProاحصل على الخصم

مشاعر الاستياء تغلي من جديد في شوارع اسطنبول

تم النشر 21/06/2016, 14:45
© Reuters. مشاعر الاستياء تغلي من جديد في شوارع اسطنبول

من حميرة باموق

اسطنبول (رويترز) - بالنسبة لسكان حي جيهانجير العصري حيث تنتشر المقاهي والحانات في وسط اسطنبول بدا الأمر وكأنه عودة لصيف عام 2013 عندما بدأ المحتجون يلعبون لعبة القط والفأر مع شرطة مكافحة الشغب وسط تصاعد سحب الدخان من قنابل الغازات المسيلة للدموع ليلة تلو ليلة.

انتهت مظاهرتان بتدخل الشرطة مطلع الأسبوع الأولى كانت مظاهرة تعاطف وتضامن مع صاحب متجر للتسجيلات الموسيقية هاجم بلطجية متجره ويبدو أنهم كانوا غاضبين لأن رواد متجره كانوا يحتسون المشروبات الروحية خلال شهر رمضان.

أما المظاهرة الثانية فكانت مسيرة لمن أجروا عمليات جراحية لتغيير هويتهم الجنسية.

ورغم عدم وجود رابط ظاهري يربط المظاهرتين فقد لمستا وترا حساسا كان قبل ثلاثة أعوام سببا في احتجاجات على مستوى البلاد استمرت لأسابيع تمثل في إحساس بين الشباب التركي من ذوي الاتجاهات الليبرالية بأن الحزب الحاكم وأتباعه المصرين على فرض مثلهم الدينية المحافظة يقيدون حرية التعبير.

وعلى النقيض مما حدث عام 2013 انتهت المظاهرتان بالسرعة التي بدأتا بها تقريبا بفعل وجود مكثف للشرطة.

ويتهم خصوم الرئيس رجب طيب إردوغان الذي يهيمن على الحياة السياسية في تركيا منذ نحو 15 عاما بالحكم الاستبدادي على نحو متزايد في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 78 مليون نسمة وهو من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ويطمح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وقالت صدف جكمك وهي ناشطة في أوساط المثليين تعمل في مكتب رئيس البلدية في حي بشكطاش الذي يخضع لسيطرة المعارضة ويقع بالقرب من حي جيهانجير "يجري جهد منسق لإبعاد الناس عن الشوارع لخلق مجتمع مجرد من ردود الفعل."

وأضافت "رغم كل ما بها من مساوئ فلتركيا ثقافة معينة من الديمقراطية يبذل جهد لتدميرها. وسيتصدى الناس لذلك بأي شكل من الأشكال."

وتمت الدعوة للاحتجاج الذي نظم يوم السبت بعد أن ألقى عشرات من المحتجين الزجاجات على محبي الموسيقى الذين تجمعوا في الليلة السابقة بمتجر للموسيقى في جيهانجير لحضور حفل بمناسبة إطلاق ألبوم غنائي جديد لفريق راديوهيد الانجليزي.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الشرطة اعتقلت بعض المعتدين مطلع الأسبوع ثم أطلقت سراحهم فيما بعد.

وقال مهندس كمبيوتر يدعي إمري يلدريم (30 عاما) حضر الحفل "شاهدت ما بين 25 و30 رجلا بعضهم يحمل هراوات. وكانوا يصيحون ‘سنحرقكم في الداخل ... كيف تجرأون على الشرب خلال رمضان؟‘"

وأضاف أن الاستقطاب يتزايد في تركيا.

وتابع "خلال السنوات الثلاث الأخيرة تقريبا تزايدت على ما يبدو المساحة المتاحة لمثل هؤلاء الناس. وهم يؤمنون بأنهم مدعومون وأن ثمة قوة وراءهم. وهم يعتقدون أنهم إذا فعلوا ذلك فسيجدون من يربت على ظهورهم."

ومنع مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب يوم الأحد مسيرة في منطقة قريبة تأييدا للمتحولين جنسيا. وتم حظر المسيرة بسبب مخاوف أمنية بعد أن قال قوميون متشددون إنه لا يجب السماح "للمنحلين" بالتظاهر.

وفي إفطار رمضاني حضره يوم الأحد فنانون من بينهم أبرز مغني تحول جنسيا في تركيا ندد إردوغان بما حدث من أعمال عنف في متجر الموسيقى وقال إن صاحبه الكوري الذي يعيش في تركيا منذ ست سنوات أصبح ضحية. لكنه قال إن الطرفين مسؤولان عما حدث.

وقال "استخدام القوة الغاشمة للتدخل خاطئ مثل تنظيم احتفال يمتد للشارع خلال شهر رمضان."

* تراكم الاستياء

ولا يعتقد كثيرون في مقاهي جيهانجير أن من الممكن استئناف الاحتجاجات على مستوى ما حدث عام 2013 عندما تصاعد رد الفعل على خطط لإعادة تطوير متنزه غازي القريب وتحول إلى موجة معارضة غير مسبوقة لإردوغان الذي كان حينذاك رئيسا للوزراء.

وسقط ستة قتلى وأصيب الآلاف خلال قمع الشرطة للاحتجاجات التي انتشرت في مختلف أنحاء البلاد. ومنذ ذلك الحين لم تشهد الشوارع مظاهرات تذكر.

وقد عزز إردوغان سلطاته وتجاوز تحديات من بينها فضيحة فساد بعد ذلك ببضعة أشهر وصفها بأنها مؤامرة من أعدائه ثم فاز في أول انتخابات شعبية لاختيار رئيس للبلاد في أغسطس آب عام 2014.

ورفع مدعون عموميون أكثر من 1800 دعوى على أفراد من بينهم صحفيون وشبان في سن المراهقة وفائزة سابقة بلقب ملكة جمال تركيا بتهمة إهانة رئيس الدولة منذ تولى الرئاسة ورأى خصوم إردوغان في ذلك محاولة لإسكات كل أشكال المعارضة.

وقال إردوغان يوم السبت إنه سيعيد إحياء خطط لبناء مسجد ونسخة طبق الأصل من ثكنة ترجع للعصر العثماني في متنزه غازي بالإضافة إلى دار للأوبرا وقال إن هذه من المجالات "التي يجب أن نتحلى فيها بالشجاعة" و"نستعيد تاريخنا".

وبدأت مشاعر الاستياء تتراكم من جديد لاسيما بسبب تصريحات لإردوغان اعتبرت تدخلا في الحياة الخاصة من بينها دعوة في الآونة الأخيرة لكي يرفض المسلمون استخدام وسائل منع الحمل.

وقال أحد سكان جيهانجير ويدعى جوكسيل تونلي (40 عاما) "ثمة إحساس بالإرهاق واليأس. لكن حدثت مؤخرا زيادة في الهجمات ... على الحياة الخاصة للناس وهو ما أعتقد أنه سيطلق شرارة موجة أخرى من الاحتجاج."

وسيقابل أي شكل من أشكال الاضطرابات بتحرك أمني مكثف. فقد تم نقل عشرات الحافلات برجال الشرطة إلى ميدان تقسيم بوسط المدينة وأقيمت حواجز معدنية يوم الأحد لمنع مسيرة المتحولين جنسيا الذين قال شهود إنهم كانوا في حدود 50 شخصا.

ووصف سيوجو لي الكوري صاحب متجر الموسيقى زبائنه بأنهم "أهدأ ناس يمكن أن تتصورهم." وقال في بيان على فيسبوك إنه يدين المعتدين لكنه حث أتباعه على عدم توجيه اللوم للأتراك والمسلمين.

© Reuters. مشاعر الاستياء تغلي من جديد في شوارع اسطنبول

وكتب يقول "المسلمون الحقيقيون عندهم تسامح أكثر من أي دين آخر. كل دولة فيها أولئك الأغبياء الذين علينا أن نحاربهم. من سوء حظنا أننا صادفناهم."

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.