🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

هجمات بغداد .. مؤشر على إنهاك القوات العراقية في مواجهة الدولة الإسلامية

تم النشر 01/03/2016, 12:46
محدث 01/03/2016, 12:51
© Reuters. هجمات بغداد .. مؤشر على إنهاك القوات العراقية في مواجهة الدولة الإسلامية

من أحمد رشيد وسيف حميد

بغداد (رويترز) - يقول بعض القادة العسكريين ومسؤول إقليمي إن الهجمات الدموية التي يشنها منذ شهور تنظيم الدولة الإسلامية في العاصمة العراقية وحولها قد تكون مؤشرا على أن القوات العراقية أنهكها انتشارها على مساحة كبيرة بعد ما حققته من انتصارات في الآونة الأخيرة في استرداد أراض من التنظيم.

وكانت القوات العراقية المدعومة بغارات جوية تشنها طائرات تحالف دولي بقيادة أمريكية قد استعادت مدينة بيجي الشمالية في أكتوبر تشرين الأول وفي الرمادي الواقعة على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من بغداد في نهاية العام الماضي.

لكن القادة العسكريين قالوا إن تصميم الحكومة على التحرك لاسترداد مدينة الموصل معقل التنظيم في شمال البلاد هذا العام حال دون تعزيز المكاسب العسكرية التي تحققت على المشارف الشمالية والشرقية لمدينة الرمادي.

وقال القادة إن ذلك سمح لمقاتلي الدولة الإسلامية بإعادة التجمع والاستمرار في إرسال الأسلحة من عمق "دولة الخلافة" إلى الفلوجة والكرمة غربي بغداد مباشرة اللتين قال مسؤولون أمنيون إن منفذي الهجمات التي وقعت يوم الأحد انطلقوا منهما.

وقد أسفر هجوم انتحاري مزدوج في حي مدينة الصدر في بغداد عن سقوط 78 قتيلا. كما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أنه كان وراء هجوم على مواقع للشرطة والجيش في ضاحية أبو غريب الغربية أسفر عن مقتل 24 فردا من قوات الأمن وأتاح لمقاتلي التنظيم السيطرة على أكبر صومعة للحبوب في البلاد معظم ساعات اليوم.

وقال مسؤولون عراقيون ومتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن هجمات بغداد تهدف في المقام الأول إلى رفع الحالة المعنوية لمقاتلي التنظيم بعد ما خسروه من أرض في الرمادي قبل شهرين.

لكن الهجمات أثارت تساؤلات عن الأمن في العاصمة التي يعيش فيها أربعة ملايين نسمة وقدرة الحكومة على خوض معركة الموصل هذا العام دون السماح للمناطق التي تم استردادها بالوقوع في أيدي التنظيم مرة أخرى.

وأقرب مواقع الدولة الإسلامية لبغداد هو مدينة الفلوجة الواقعة على مسافة 50 كيلومترا إلى الغرب والتي تحاصرها القوات العراقية منذ أشهر. وقال مسؤولون إن منفذي الهجمات التي وقعت يوم الأحد تمكنوا من اختراق دفاعات الجيش في تلك المنطقة وفي محيط منطقة الكرمة.

وقال اثنان من ضباط الجيش العراقي يرابطان قرب الرمادي لرويترز إن نقص القوات أدى إلى إبطاء تقدم الجيش بدرجة كبيرة في الضواحي الشمالية والشرقية للمدينة.

وقد تم نشر معظم قوات مكافحة الإرهاب الخاصة التي كانت رأس الحربة في عملية استعادة المدينة في مواقع أخرى واستبدلت بها وحدات أقل كفاءة من الجيش والشرطة.

وقال ضابط برتبة عقيد من الفرقة التاسعة مستخدما اسما شائعا لتنظيم الدولة الاسلامية "بعد الاستيلاء على الرمادي خفتت العمليات العسكرية. وكان ذلك خطأ تكتيكيا لأنه أتاح لمقاتلي داعش الفرصة لالتقاط الانفاس وإعادة التجمع."

وأضاف "نحن بحاجة لمزيد من التعزيزات لسد الفجوة التي تركتها قوات مكافحة الإرهاب إذا كنا نريد الحفاظ على الزخم."

كما انتقد العقيد قرار الحكومة بحشد مئات الجنود هذا الشهر وإرسالهم إلى مخمور وهي قاعدة تقع جنوبي الموصل.

وقال عبر الهاتف "كل جندي ضروري لتطهير جيوب داعش الباقية من المناطق الريفية حول الرمادي. وهذا ما أسميه تخبط تكتيكات الجيش."

وقال فاضل أبو رغيف المحلل الأمني الذي يعمل في بغداد إن هجوما من جانب القوات العراقية استمر تسعة أشهر في الكرمة "لم يحقق أي نصر يستحق الذكر" ما سمح لمقاتلي الدولة الإسلامية هناك بشن هجوم أبو غريب.

* حماية بغداد

وقال المتحدث العسكري العراقي العميد يحيى رسول إن العراق لديه ما يكفي من القوات للعمليات على جبهات متعددة.

وقال لرويترز "نحن لن نهمل شيئا. كل شيء مخطط. فهناك قيادة العمليات المشتركة ولجنة للتخطيط تضم ضباطا كبارا على مستوى عال من الكفاءة ونحن نعمل على وضع الخطط."

ويقول فالح العيساوي نائب رئيس المجلس المحلي في محافظة الأنبار التي تقع فيها مدينتا الرمادي والفلوجة إن هجوم أبو غريب يجب أن يكون إنذارا للحكومة لمراجعة تأمين العاصمة.

وأضاف "عندما يسيطر مقاتلو داعش على منطقة على بعد 15 دقيقة بالسيارة من بغداد فهذا يعني أن هناك أخطاء أمنية خطيرة تحتاج لمعالجتها."

وقبل 20 شهرا هدد تنظيم الدولة الإسلامية باجتياح بغداد خلال تقدمه عبر المناطق الشمالية والغربية من العراق بعد عبور الحدود السورية لكن العاصمة شهدت هدوءا نسبيا منذ ذلك الحين.

وقالت السلطات هذا الشهر إنها تعيد تنظيم الحواجز الأمنية وتسد الثغرات في محيط العاصمة بغداد في محاولة لمنع وقوع مزيد من هجمات المتشددين.

وفي هجوم أبو غريب قال مسؤولون أمنيون إن المسلحين تسللوا إلى المدينة من الكرمة والفلوجة باستخدام سيارات رباعية الدفع حتى يستطيعوا استخدام الطرق الترابية وتفادي اكتشافهم من قبل القوات العراقية.

وبحلول مساء الأحد كانت القوات العراقية قد استعادت السيطرة تقريبا على أبو غريب بما في ذلك صومعة الحبوب وجبانة تحصن بها مقاتلو الدولة الإسلامية لساعات.

وأشار العيساوي ومسؤول بوزارة التجارة إلى أن من دوافع الهجوم رغبة الدولة الإسلامية في الاستيلاء على القمح المخزن في الصومعة لتغذية السكان في المناطق المحاصرة في الفلوجة والكرمة لكنهما أضافا أن المقاتلين لم يتمكنوا من أخذ مؤن قبل فرارهم.

* خلايا نائمة

وقال فاضل المحمداوي الضابط في الجيش برتبة مقدم إن الجيش واصل يوم الاثنين مطاردة المسلحين في المناطق الريفية حول أبو غريب ويتحرى وجود خلايا نائمة يشتبه في مشاركتها في الهجمات.

وقال شاهدان يوم الاثنين إن الدولة الإسلامية عرضت جثث 12 جنديا عراقيا في شوارع الكرمة في الصندوق الخلفي لشاحنة بيك أب. وأظهرت صور تداولها أنصار الدولة الإسلامية عبر الانترنت عدة جثث بالزي العسكري في خلفية شاحنة بيك أب بيضاء غطتها الأوحال بالإضافة إلى عربات همفي وشاحنات تابعة للجيش قيل أنه تم الاستيلاء عليها في هجمات يوم الأحد.

ولم تستطع رويترز التحقق من صحة الصور أو رواية الشاهدين.

وقال الكولونيل كريستوفر جارفر الضابط بالجيش الأمريكي والمتحدث باسم التحالف إن القادة المحليين كانوا على حق في مخاوفهم بشأن الاحتفاظ بالأراضي التي تم استردادها في الآونة الأخيرة من تنظيم الدولة الإسلامية لكنه أضاف أن التخطيط يأخذ مثل هذه المخاوف في الاعتبار.

وتابع أن التحالف قام حتى الآن بتدريب حوالي 2000 شرطي من الأنبار حتى يكونوا القوة الرئيسية في الرمادي.

وقال جارفر إن التشكيل الذي هاجم أبو غريب لم يكن "كبيرا بصفة خاصة" ويظهر أن التحالف والعراقيين يحققون نجاحا في منع الدولة الإسلامية من تنفيذ عمليات كبرى للتزود بالمؤن والمناورة.

وقال "لا يمكنك قط إحكام السيطرة بحيث لا يمكن لشخص مدرب تدريبا جيدا الدخول إلى منطقة والخروج منها."

لكنه أضاف أن الجيش العراقي "يحافظ الآن على مواقعه وحتى إذا تراجع تكتيكيا كما شهدنا في بعض المرات فهو يعاود استرداد الأرض."

وقال جارفر إن تحديد أفضل السبل لتعبئة الموارد المحدودة والتقدم صوب الموصل أمر متروك للحكومة العراقية.

© Reuters. هجمات بغداد .. مؤشر على إنهاك القوات العراقية في مواجهة الدولة الإسلامية

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.