💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

هزال الأطفال في جنوب السودان ينبىء بمجاعة تلوح في الأفق

تم النشر 21/07/2014, 22:39
هزال الأطفال في جنوب السودان ينبىء بمجاعة تلوح في الأفق

من كارل اوديرا

لير (جنوب السودان) (رويترز) - تتوافد أعداد متزايدة من الأطفال الذين يبدو عليهم الهزال بوضوح على مركز للتغذية في لير وهي بلدة يسيطر عليها المتمردون في ولاية الوحدة الغنية بالنفط بجنوب السودان مما يذكي المخاوف من أن أحدث دولة في العالم على شفا مجاعة.

ويقول عمال إغاثة إن مخزونات الطعام تتناقص في المناطق التي تقاسي ويلات الصراع بشمال البلاد كما بدد موسم الأمطار الآمال في أن يتمكن مزارعو جنوب السودان من زراعة ما يكفي من المحاصيل لإطعام أنفسهم.

ولا يوجد في جنوب السودان سوى القليل من الطرق الممهدة وتسعى وكالات الإغاثة الانسانية التابعة للأمم المتحدة جاهدة لتوفير المساعدات للمناطق النائية. حتى توصيل المساعدات باستخدام الطائرات يتراجع لأن الأمطار تبلل الطرق الترابية التي تهبط عليها هذه الطائرات.

وتقول وكالات الإغاثة إن جنوب السودان الذي استقل عن السودان عام 2011 بعد صراع امتد لعقود ربما يتجه الى أسوأ مجاعة منذ مجاعة اثيوبيا عام 1984.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها عالجت نحو 1800 طفل يعانون من سوء التغذية في مركز التغذية التابع لها في لير منذ منتصف مايو ايار. في عام 2013 عالجت 2300 خلال العام كله.

في مراكز التغذية التابعة للمنظمة تروي أمهات اطفال يشبهون الهياكل العظمية قصصا مفزعة عن الحياة في الأدغال حيث لا يجدون الا الفاكهة او الجذور.

وقالت امرأة فرت من القتال في منطقة لير "ركضنا واختبأنا في الأدغال لشهور بلا طعام... نأكل التوت البري وجذور النباتات."

ويزن ابنها البالغ من العمر ثلاثة أعوام كيلوجرامين فقط بسبب سوء التغذية الحاد. ويقول طبيب اطفال في جوبا إن الطفل السليم الذي يبلغ عمره ثلاثة أعوام في جنوب السودان يتراوح وزنه بين 10 و12 كيلوجراما في الأحوال الطبيعية.

وتحذر الأمم المتحدة منذ شهور من أن مجاعة تلوح في الأفق اذا لم يتوقف القتال الذي تفجر في منتصف ديسمبر كانون الأول بين الحكومة والمتمردين. وقال مسؤولو المنظمة الدولية إن اكثر من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة قد يكونون على شفا الموت جوعا بحلول نهاية العام.

وتقول وكالات إغاثة إن الأموال اللازمة لمواجهة الأزمة آخذة في النفاد وتشكو من أن عملها يعطله المتمردون وجنود القوات الحكومية الذين سرقوا سيارات ونهبوا مخازن الأغذية.

وقالت سابرينا شارمين القائمة بأعمال منسق منظمة اطباء بلا حدود في لير الأسبوع الماضي "توصيل (الإمدادات) من مهبط الطائرات الى مجمعنا ينطوي على تحد."

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن وكالات الإغاثة في لير تعالج اكثر من الف طفل من سوء التغذية شهريا. وقبل اندلاع أعمال العنف في ديسمبر كانون الأول كان عددهم نحو 40 شهريا.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن المجاعة التي تلوح في الأفق من "صنع البشر" ويمكن تفاديها. لكنهم يتوقعون وفاة الآلاف وأن تعاني معظم أنحاء البلاد لأن الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار غير مستعدين على ما يبدو لإبرام اتفاق سلام دائم.

ويجلس جنوب السودان على ثالث اكبر احتياطيات للنفط في افريقيا وقد أشادت الولايات المتحدة وداعمون غربيون آخرون باستقلاله عن السودان قبل ثلاث سنوات باعتباره نجاحا على صعيد السياسة الخارجية.

لكن الاضطرابات السياسية والصراع يهددان بانزلاق البلاد الى نفس دائرة الحرب والبؤس الانساني التي عانى منها أهلها حين كانت جزءا من السودان وكان المتمردون يقاتلون حكومة الخرطوم.

وقتل عشرة آلاف شخص على الأقل ونزح أكثر من مليون منذ بدء الاشتباكات بين فصائل متناحرة بالجيش في ديسمبر كانون الأول. وانهارت الاستثمارات الأجنبية وأثرت تكاليف الحرب على ميزانية الحكومة.

في ولاية الوحدة سيطر متمردون موالون لنائب الرئيس السابق مشار على حقول نفطية وأوقفوا الإنتاج.

في سوق لير تبيع بضعة أكشاك الحبوب والصابون وحتى الأقراص المدمجة وهو مظهر نادر للحياة الطبيعية في بلدة دمرتها الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين.

لكن كيول نين (34 عاما) الذي يبيع السرغوم قال إن اياما تمر دون أن يشتري الزبائن شيئا. ومع إغلاق الطرق والخطورة الشديدة للتنقل عن طريق النهر بسبب تعرض الصنادل لهجمات متكررة ارتفعت أسعار السلع الأساسية في المناطق الريفية بجنوب السودان بحيث لم تعد في متناول كثيرين.

وقال نين وهو يقف قرب شجرة وارفة تظلل دبابتين صدئتين مهجورتين للجيش وهو يخبز تحت حرارة شمس الظهيرة "الناس يتضورون جوعا. ليست لديهم اموال."

وفي حين زرعت بعض المحاصيل على نطاق محدود في الشهرين الأخيرين يقول مسؤول المتمردين في لير بيتر كيك جال إن الجهود لا تكفي لإطعام السكان.

وقال جال "نقترب من نهاية العام وبالتالي لن يكون هناك طعام جيد. سيكون الوضع صعبا."

وأعلن برنامج الأغذية العالمي مجاعة في المنطقة عام 2008 بسبب الجفاف. وتعريف المجاعة هو حين تتجاوز نسبة سوء التغذية الحاد 30 في المئة من السكان ويزيد معدل الوفيات عن شخصين من كل عشرة آلاف يوميا الى جانب معايير أخرى.

ويحمل المتمردون الحكومة المسؤولية عن انتهاك اتفاقين لوقف إطلاق النار أبرما في وقت سابق من العام الحالي وعن دفع البلاد الى كارثة.

وتتهم الحكومة المتمردين بإشعال الصراع.

وقال وزير الإعلام مايكل ماكوي لرويترز في جوبا "المتمردون بالطبع هم المسؤولون. إنهم حاليا يرتكبون انتهاكا صارخا لوقف الأعمال القتالية" مضيفا أن ثلاثا فقط من ولايات جنوب السودان العشر ستتأثر.

وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق اتفاقي وقف إطلاق النار وكان أحدهما في يناير كانون الثاني والآخر في مايو ايار.

ولا تمثل لعبة تبادل الاتهامات أهمية تذكر بالنسبة لجاريد توت. لقد فر من بلدة لير بعد أن هاجمتها القوات الحكومية اوائل العام. وهو يرقد الآن في مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود بعد أن عضه تمساح حين كان يسبح في النهر.

© Reuters. هزال الأطفال في جنوب السودان ينبىء بمجاعة تلوح في الأفق

وقال في المستشفى "احترق منزلي القريب من السوق (في القتال) ومازلت لا أستطيع العثور على زوجتي وطفلي."

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.