بيروت (رويترز) - قال رئيس وزراء لبنان سعد الحريري يوم الخميس إن الأزمة السياسية التي شهدها لبنان هذا الشهر كانت مثل "صحوة" تدفع جميع اللبنانيين من مختلف الانتماءات لتقديم مصلحة بلدهم على أي قضايا إقليمية أخرى.
وكان الحريري يشير إلى الأزمة التي أثارها قراره الاستقالة في وقت سابق هذا الشهر. وأعلن الحريري استقالته المفاجئة من السعودية التي تخوض تنافسا مع إيران على النفوذ في المنطقة.
وبعدما عاد الحريري إلى لبنان هذا الأسبوع، قال يوم الأربعاء إنه سيتريث في قرار الاستقالة بناء على طلب الرئيس ميشال عون.
وقال الحريري يوم الخميس في المؤتمر المصرفي العربي السنوي في بيروت "المرحلة يلي مرقت كانت مثل صحوة لنا جميعا.. أنه ننظر لمصلحة لبنان قبل ما نتطلع على المشاكل حوالينا".
وأضاف "المشاكل حوالينا مهمة ولكن لبنان أهم".
وأكد الحريري أيضا على ضرورة التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية "ليس بالقول ولكن بالفعل أيضا".
وتشير تصريحاته إلى حزب الله المدعوم من إيران والذي أثار دوره العسكري بالمنطقة قلق السعودية، حليفة الحريري منذ وقت طويل.
وقال "أؤكد لكم... همنا الأساسي هو الاستقرار وهذا ما سنعمل عليه".
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، رئيس الحزب السياسي الذي ينتمي إليه عون، بعث رسالة إلى الأمين العام للجامعة العربية يوم الخميس شدد فيها على أن "سياسة لبنان قائمة على إبعاده عن نيران الأزمات المحيطة به".
واجتمعت الكتلة البرلمانية لجماعة حزب الله يوم الخميس وقالت في بيان بعد الاجتماع إن عودة الحريري إلى لبنان "والتصريحات الإيجابية التي صدرت عنه تبشر بإمكانية عودة الأمور إلى طبيعتها".
وكان الحريري قد أعرب يوم الأربعاء عن أمله أن يكون قرار التريث في مسألة الاستقالة "مدخلا جديا لحوار مسؤول... يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب."
ويقول مسؤولون لبنانيون كبار إن الرياض أرغمت الحريري على الاستقالة واحتجزته بالمملكة وهو ما تنفيه السعودية وينفيه الحريري.
وعاد الحريري إلى لبنان بعد تدخل من جانب فرنسا.
وقال قيادي في تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري يوم الخميس إن قرار الحريري التريث بدلا من تقديم استقالته رسميا من رئاسة الوزراء كان "خطوة حكيمة" ستسمح بمزيد من الحوار.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)