أخبار عاجلة
ترقية 0
🏃 آخر فرصة للحصول على أفضل سعر...
اشترك ووفر 50%

العدو غير المرئي: لِمَ يكمن أكبر تحدٍ تواجهه في التداول بين أذنيك؟

مقال رأي بقلم نيجين سادات نيجهداري، مدير أول تطوير أعمال لدى Exness

 

كثيرًا ما يركز المتداولون على العوامل الخارجية، ويحللون كل تقلب في السوق بعناية، بينما يتجاهلون المشهد الداخلي الذي يحدد رحلتنا في الأسواق حقًا. في الواقع، الخصم الأخطر الذي يواجهه المتداولون ليس في السوق؛ بل في عقولهم. نعم، سيكولوجية التداول التي كثيرًا ما يُغفلها التحليل الفني واستراتيجيات السوق هي المحرك الخفي الذي يُحرِّك ثبات المتداولين.

في حين يطمح الكثيرون إلى تحقيق أقصى استفادة من الأسواق، تدرك قلة حقًا الأثر العميق لأفكارهم ومشاعرهم على نتائج تداولهم. في غياب الثبات الانفعالي والعقلية المنضبطة، فإن استراتيجيتك في التداول قد تأتي بنتائج عكسية في اللحظة التي تكون فيها صفقاتك على المحك، حتى وإن كانت من استراتيجيتك مدروسة بعناية على أكمل وجه. ومن ثم، فإن التحلي بعقلية منضبطة في التداول ليس أمرًا في غاية الأهمية فحسب، بل إنه ضروري أيضًا.

فكِّر في التغيير الجذري من التداول التجريبي إلى التداول بأموال حقيقية. في بيئة التداول الخالية من المخاطر بحساب تجريبي، تبدو الاستراتيجيات واضحة، وتكون الثقة عالية، ويتلاشى الخوف من الخسارة تقريبًا. لكن في ساحة التداول بأموال حقيقية ذات المخاطر العالية، كثيرًا ما يكون الوضوح مُلبدًا بمخاوف من الخسارة أو إغراء تحقيق مكاسب سريعة. وفجأة، تصبح القرارات التي بدت واضحة وبسيطة مشحونة بالعاطفة.

الدرس المستفاد هنا هو أن استمرارية التداول لا تتعلق بالتنبؤ بالأسواق فحسب، بل يتعلق أيضًا بضبط الذات. تكمن الفجوة الكبيرة في أنه على الرغم من أن غالبية المتداولين يدركون أهمية وجود استراتيجية واضحة، إلا أنهم كثيرًا ما يجدون صعوبة في ترجمة هذه الاستراتيجية إلى تنفيذ منضبط. تتسلل مشاعر مثل الجشع، والندم، والخوف من تفويت الفرصة، والأنا بشكل خبيث إلى عقولنا المنطقية وتستحوذ عليها، ممَّا يؤدي إلى تقويض حتى أفضل الخطط.

قد يدفع الجشع المتداوِل إلى تجاهل إشارات التحذير والاحتفاظ بصفقة رابحة أطول من اللازم أملًا في تحقيق المزيد من الأرباح. ويمكن أن يدفع الخوف من تفويت الفرصة المتداولين إلى اتخاذ قرارات متهورة، والدخول في الصفقات دون تحليل قوي، وهذا يؤدي إلى تقويض الاتساق. وقد يقود الندم -تلك الأفكار المزعجة التي تتمحور حول "ماذا لو؟"- المتداولين إلى مطاردة السوق بدلًا من تقييمه بموضوعية. ثم تأتي الأنا التي تدفع المتداولين إلى إثبات صحة آرائهم على حساب التحليل العقلاني. تتدخل كل هذه المشاعر في عملية اتخاذ القرار، وتبوء بالندم في كثير من الأحيان.

من المهم ملاحظة أن الخبرة لها دورها في كيفية تعامل المتداولين مع هذه التحديات النفسية. كثيرًا ما يكون المتداولون الأصغر سنًا أكثر عرضة لاتخاذ قرارات مشحونة بالمشاعر. لكن الجانب المشرق هو أنه كلما زادت خبرة المتداولين، زاد اعتمادهم على الاستراتيجيات الواضحة المدروسة بدلاً من المشاعر والحدس. وهنا تكمن قوة إدراك الذات.

يُشير هذا التحول إلى أن سيكولوجية التداول تنضج وتتبلور بمرور الوقت؛ فهي مهارة (TADAWUL:2084) تُصقل بالخبرة والتحليل. على سبيل المثال، يساعدنا الاحتفاظ بمفكرة للتداول على التعرُّف على المحفزات العاطفية التي تؤثر على قرارات التداول التي نتخذها، وتكون بمثابة مرآة لعقولنا. إن وضع أهداف واقعية لتحقيق الأرباح، وتنفيذ إدارة للمخاطر، ووضع نهج منضبط للتداول، يمكن أن يساعد المتداولين على البدء بالتخلص من العادات الهدَّامة.

إن الاتساق في التداول لا يعني اتخاذ القرار الصحيح في كل مرة؛ بل يتعلق بإدارة المخاطر بفعالية والتعلُّم من الأخطاء للتحسين. وكما قال جورج سوروس بحكمة: "ليس المهم إذا كان قرارك صحيحًا أم خطأ، بل ما يهم هو مقدار المال الذي تجنيه عندما يكون قرارك صحيحًا ومقدار ما تخسره عندما يكون قرارك خطأ". هذا المنظور يُعلِّم المتداولين أن ينظروا إلى الخسائر باعتبارها جزءًا من رحلة التداول، وهذا يحول تركيزهم من الصفقات الفردية إلى النمو الشامل للاستثمارات.

في النهاية، فإن سيكولوجية التداول مهارة تميز المتداولين الذين يكتسبون القدرة على الصمود والمثابرة عن الهواة الذين يلهون في الأسواق فقط. لا تقل أهمية السيطرة على المشاعر والتحلي بعقلية منضبطة عن فهم المخططات البيانية بالنسبة للمتداولين الذين يسعون إلى تحقيق نتائج على المدى الطويل. الثبات الانفعالي، والانضباط، والتأمل في الذات هي أسس مهنة التداول المتسق. ودونها، ستكون مكاسبك المالية غير متوقعة مثل الأسواق تمامًا.

الاستمرار مع آبل
إنشاء حساب عبر جوجل
أو
إنشاء حساب عبر البريد الالكتروني