دراسة فنية للنفط ومدى إرتباطه بالسوق السعودي

تم النشر 27/02/2016, 14:17

خيط رفيع يفصل العالم عن مواجهة ركود إقتصادي قد يكون اسوأ من نظيره في 2008، لم يكتمل الربع الأول من 2016 وقد بدأت الأسواق تأن من وقعة الهبوط الحاد وكلمة السر فيها هي النفط والذي توقعنا هبوطه الحاد إلى مستوى 28 دولار منذ بداية ديسمبر 2015.

وهي أدنى نقطة محورية وصل لها النفط, ولكن هل أنتهى مسلسل الهبوط؟ ومن ناحية أخرى، هل فعلاً السوق السعودي أصبح ظل ملازم لحركة أسعار النفط؟

في هذه الدراسة إن شاء الله سنضع تصورنا الفني لحركة النفط، ومدى إرتباط السوق السعودي بتقلبات أسعار النفط.

الفرق بين إرتفاع الأسعار وإستقرارها:

في عام 2006 ومستوى سعري للنفط في بحر الـ 50 دولار، شاهدنا السوق السعودي يحقق رقمه القياسي عند مستوى 20,000 نقطة. ارتفع النفط في 2008 وشاهدنا الرقم القياسي للنفط عند مستويات 140 دولار، بينما السوق السعودي عند مستوى 9000.

وقبل أن تحكم بعدم إرتباط النفط بالسوق السعودي، إعلم أن 90% من دخل المملكة العربية السعودية هو من الصادرات النفطية فقط! ولك حق ان تتسائل كيف يمكن تفسير تباين الاسعار, أليست العلاقة هي طردية كما ندعي؟

لنعُد بالذاكرة إلى 2005 - 2006:

كان يا مكان...يُحكى بأن السوق السعودي لا يوجد من يخسر فيه خلال تلك الفترة! من دخل السوق اليوم سيحقق خلال 10 أيام 100% (تدبيلة). بينما أسعار النفط تقبع عند الـ 50 دولار، ويستمر صعود المؤشر العام السعودي، وأصبح القاصي والداني يعلمون بأن هناك منجم من يدخل فيه لا يخسر!

وهنا بدأت ثورة الدخول في سوق الأسهم من قبل الكثير، يزداد الطلب ويستمر تدفق الأموال بشكل جنوني إلى السوق، خصوصاً بعد الإعلانات الإيجابية المتتالية مثل انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية,،والسماح للخليجيين بالتداول في سوق الاسهم، فوائض في الميزانية عكس التوقعات.

هذه الأمور مجتمعة أدت لتطمين أغلب المتداولين بأن مسمى (تصحيح) أو (إنهيار) ليست موجودة ضمن قاموس المؤشر العام. وأصبحت بعض الأسهم تسجل قيمة 3000 و 8000 ريال للسهم الواحد! سيولة متداولة في السوق بين 35 و 40 مليار!

إذن نتحدث هنا عن الزخم،وهو السبب في إرتفاع السوق خلال تلك الفترة وليست للعوامل الاقتصادية الأساسية أي علاقة بذلك! متى ما توقف الزخم، توقف الصعود وهو ما حدث في أعقاب تلك الفترة.

وبعد تصحيح السوق الحاد والطويل، إرتفعت أسعار النفط وبدأ الكثير يفقدون الثقة في التداول بسوق الأسهم وتستمر أسعار النفط لتسجيل رقمها القياسي بينما السوق السعودي لايكاد يتزحزح عن مكانه!

لذلك قد نشاهد إرتفاع بأسعار النفط بسبب توترات سياسية أو حروب مثلاً! فهل سيفيدنا هذا الإرتفاع بأي شيء؟ قطعاً كلا!

بينما الإستقرار هو المطلب الأهم، وهذا ما سنراه بوضوح على الشارت التالي:

إنظر إلى المسار الأفقي للنفط من 2012 إلى 2014، ثبات للاسعار بين 100 إلى 120 دولار وبنفس الفترة صعود متزن للسوق السعودي من مستوى 6000 إلى مستوى 11000
إذن نفهم هذه المعادلة، إستقرار لأسعار النفط عند مستويات جيدة = إرتفاع للسوق السعودي.

الآن أنظر مرة أخرى للشارت وشاهد ما لذي حدث عند لحظة كسر دعم القناة الافقية؟ مباشرة شاهدنا تصحيح حاد للإثنين معاً! وعند هذه اللحظة بالذات بدأت مرحلة التوأمة بين السوق السعودي والنفط.

تناغم الحركة:

الآن لنشاهد تكبير الشارت السابق, هل فعلاً هناك تناغم في حركة النفط والمؤشر العام؟

ليس تناغم وحسب، بل توأمة حتى في أدق الموجات الفرعية.

ولكن إحذر قبل أن تقع بالفخ! .. صعود النفط لشأن إقتصادي بحت خاضع للعرض والطلب وبقية العوامل الإقتصادية يختلف جذرياً عن صعود النفط لسبب سياسي!

التحليل الهندسي للنفط:

هل تذكر القناة الأفقية في أول شارت؟ هي بالضبط مايهمنا في هذه الدراسة، لأن معامل الإختلال بدأ منذ كسر هذه القناة وسترى كيف توقعنا مستوى 28 منذ 2015. وإن كانت فعلاً تشكل قاع نهائي للهبوط.

منحنى الجيب كان قد سجل خلال سنتين ما بين 128 و 89 دولار, أي ان المطال الهندسي = 39 نقطة.

وبعد تشوّه الموجة لحظة كسر الجيب (الإنزياح) تم تشكيل ثلاث موجات (موجتان هابطة وموجة صاعدة):

الموجة الأولى الهابطة الموضحة بالأحمر أنتهت عند 46 دولار

الموجة الثانية الصاعدة أنتهت عند 67 دولار

ولحساب قاع التردد الجديد نجد أن 67 - 39 قيمة المطال = 28 دولار وهو قاع للجيب المناظر.


ايضا لو أفترضنا أن الإنزياح قد يجر الجيب إلى مستوى أبعد سنجد التالي:

إنزياح الموجة الأولى يساوي 43 دولار وإرتفاع الثانية إلى 67 دولار

67 - 43 = 24 دولار

ومن ثم نحسب المتوسط بين قاع الجيب ومقدار الإنزياح 28+24 = 52 / 2 = 26 دولار

الخلاصة:

لدينا ثلاث نقاط تشكل مستوى رئيسي للهبوط 28 و 26 و 24

تم الإرتداد من مستوى 28 وتشكيل موجة فرعية تستهدف 37 (بمعنى أن المسار الفرعي إيجابي بينما المسار الرئيسي لا زال سلبي).

أي إختراق حقيقي لمستوى 37 دولار سيستهدف متوالية تبدأ بـ 40.2 دولار

أما كسر 24 وهو أقصى ماقد تتحمله الموجة من تمدد، فذلك يعني تشوّه سلبي آخر قد يسبب مالا تحمد عقباه على الاقتصاد العالمي.

هذا بالنسبة للنفط، وأما بالنسبة للسوق السعودي فراجع الدراسة الأخيرة لمعرفة النقاط المستهدفة فيه من خلال تحليل تشوّه جميل - دراسة هندسية مفصلة للسوق السعودي.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.