📊 اكتشف كيف يبني كبار المستثمرين محافظهمافتح محافظ الكبار

أربعة عوامل وراء تعافي منطقة اليورو

تم النشر 25/05/2015, 09:24
LCO
-
CL
-

تشهد منطقة اليورو حالياً انتعاشاً يتوقع له أن يستمر مدفوعاً بأربعة عوامل قوية. فقد نما الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بنسبة 1,6% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2015. ويمثل هذا تسارعاً في النمو مقارنة بعام 2014 الذي نمت فيه المنطقة بنسبة 0,9%، كما يمثّل تحسناّ كبيراً بالقياس لأيام الركود المظلمة للفترة 2012-2013. وقد حدث التعافي على نطاق واسع حيث جاء النمو في كل الدول الأساسية والطرفية بمعدلات مماثلة. وكانت الاستثناءات الملحوظة هي اسبانيا- حيث كان النمو فوق المتوسط عند نسبة 3,6%- واليونان، التي تقلّص فيها النمو بنسبة 0,8%. ومن المرجح أن يستمر الانتعاش في منطقة اليورو بمتوسط نمو تقديري نسبته 1,5% في عام 2015. و من المرجّح أن يكون هذا التعافي مدعوماً بأربعة عوامل على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن ضعف النمو الممكن في الاقتصاد، وارتفاع معدل البطالة ومخاطر رشح سلبيات الاقتصاد اليوناني لبلدان المنطقة الأخرى.
أولاً، من المتوقع أن يؤدّي انخفاض أسعار النفط إلى تعزيز النمو من خلال رفع الاستهلاك. فقد انخفض سعر مزيج خام برنت بنحو 40% منذ يونيو 2014. وقاد هذا الانخفاض في أسعار النفط إلى تحقيق زيادة في الدخل المتاح للاستهلاك (أي الدخل بعد الإنفاق على البنزين)، وهذا بدوره يعطي حافزاّ لنمو الناتج المحلي الإجمالي. وتشير البيانات الأخيرة من فرنسا وألمانيا وإيطاليا أن التحفيز الناشئ عن انخفاض أسعار النفط قد بدأ فعلاً في تحقيق زيادة في الاستهلاك. ومن المرجّح أن يتحقّق المزيد من الفوائد في المستقبل، إذ أن الآثار الكاملة لانخفاض أسعار النفط على الاستهلاك تتحقّق عادة مع بعض التأخير. وإضافة لما ذكر أعلاه، فإننا نتوقع أن يتضاءل أثر هذا العامل الداعم للنمو بعد السنة الجارية مع الانتعاش المتوقع في أسعار النفط.
ثانياً، من المتوقع أن يؤدّي ضعف عملة اليورو إلى دعم النمو عن طريق زيادة صافي الصادرات. فمنذ مارس 2014، انخفض سعر الصرف الحقيقي لليورو بنسبة 15% تقريباً. وينبغي لذلك أن يجعل صادرات منطقة اليورو أكثر جاذبية بالمقارنة مع منافسيها، وبالتالي يجب أن يكون ذلك مفيداً للتجارة والنمو في المنطقة. وبالرغم من أنه لن يتم نشر التفاصيل الكاملة للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول حتى 5 يونيو، إلا أن البيانات على المستوى القُطريّ تشير إلى أن التجارة لا تزال عاملاً معيقاً بدلاً من أن تكون عاملاً دافعاً للنمو، على الرغم من التراجع في قيمة اليورو. ولكن من المتوقع أن يتولّد عن ضعف اليورو دفعة كبيرة للنمو في المنطقة خلال أرباع السنة القادمة، شريطة أن لا يتعثّر النمو العالمي أثناء ذلك.
نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي والموقف المالي1


يعرّف الموقف المالي على أنه التغيير الذي يحدث في عجز الموازنة الهيكلي. وكلما كانت قيمة الموقف المالي أكبر، كان ذلك مؤشراً لسياسة مالية ميسّرة.
المصادر : صندوق النقد الدولي، وتحليلات وتوقعات مجموعة QNB

ثالثا، من المتوقع أن يكون الموقف المالي أقل إعاقة للنمو في المستقبل. فقد كان أحد الأسباب الرئيسية وراء الركود الذي حدث خلال عاميّ 2012-2013 في منطقة اليورو هو السياسة المالية المتشدّدة للغاية. وقد تقلّص العجز المالي الإجمالي في منطقة اليورو بأكثر من النصف خلال السنوات الأربع الماضية، حيث انخفض من 6,1% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2010 إلى 2,7% في عام 2014. ويقدّر أن الموقف المالي المتشدّد قد تسبّب في فقدان 0,5-1,0 نقطة مئوية من النمو السنوي بين عاميّ 2012-2013. ولكن المنطقة تبنت موقفاً مالياً أقل تشدّداً منذ ذلك الحين، وهو ما ساعدها في الخروج من الركود في عام 2014. ويتوقع أن تتّبع المنطقة ضبطاً مالياً أكثر تدرّجا في المستقبل، وهو ما يعني أن السياسة المالية سيكون لها تأثير محايد على النمو، بدلاً من التأثير السلبيّ الذي كان لها في الماضي.
رابعا، من المتوقع أن يقود فتح قنوات الائتمان إلى تحسين نمو الناتج المحلي الإجمالي. فقد كان النظام المالي في منطقة اليورو يعاني من التشظّي خلال الفترة 2012-2013، وهو ما شكّل أحد الأسباب الرئيسية للتباطؤ الاقتصادي. وهذا يعني أن التيسير النقدي لم يكن قد تغلغل بالكامل إلى البلدان الأوربية الطرفية، ولكنه وجد طريقه فقط إلى البلدان الأساسية. وقد تحسن الوضع منذ يونيو 2014 عقب قيام البنك المركزي الأوروبي بمبادرات لخفض تكاليف التمويل لدى البنوك وتوفير سيولة إضافية. وتم تتويج ذلك بالإعلان عن برنامج التيسير الكميّ السياديّ في شهر يناير.
يبدو أن تدخلات البنك المركزي الأوروبي قد استهدفت إصلاح بعض قنوات الائتمان المتصدّعة وتحسين جانب العرض من الائتمان. ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار الفائدة على القروض الجديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة غير المالية بنسبة 1,1% في إيطاليا و 1,2% في إسبانيا منذ مايو 2014. وعلاوة على ذلك، تقلص الفارق بين أسعار الفائدة في هذين البلدين ونظيرتهما ألمانيا بمتوسط 0,7% خلال نفس الفترة. ومن المتوقع أن يؤدي تحسّن قنوات الائتمان إلى نمو الإقراض بشكل أسرع، وهو ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
أسعار الفائدة على القروض الجديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة
المصادر : البنك المركزي الأوربي، وتحليلات وتوقعات مجموعة QNB

عموما، تبدو منطقة اليورو الآن في وضع جيّد للاستفادة من هذه العوامل الأربعة الداعمة لنمو مستدام بنسبة 1,5% في عام 2015. إلّا أن المنطقة لا تزال تواجه معوّقات هيكلية، مثل بطء معدّل النمو الممكن، وارتفاع معدّل البطالة، والمزاج السلبي الذي قد ينشأ في حال انحراف المفاوضات مع اليونان عن مسارها المرسوم.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.