شهد يوم أمس الاثنين تطورا هاما في الأزمة اليونانية بعد قبول رئيس الوزراء اليوناني، اليكسس تسبيراس، بالصفقة المشروطة من شركائه في الاتحاد الأوروبي والتي يمكن لليونان من خلالها الحصول على خطة انقاذ ثالثة بقيمة 86 مليار يورو.
إلا أن الصفقة لا يمكن اعتبارها منتهية فأمامها مرحلتين صعبتين أولهما هو اجتماع تسبيراس اليوم الثلاثاء مع اعضاء حزبه لاقناعهم بالصفقة ومن ثم انتظار التصويت من قبل البرلمان اليوناني للموافقة على هذه الصفقة.
وتعتبر الصفقة استسلاما من قبل تسبيراس بعد محاولات عدة وتسقط بذلك وعوده بانهاء التقشف في اليونان عملا على ايجاد حل سريع للأزمة اليونانية خاصة بعد تعثر الدولة عن سداد دفعة مستحقة لصندوق النقد الدولي وبقاء البنوك مغلقة على مدار الأسبوعين الماضيين.
ومن أهم الشروط التي حملتها الصفقة الجديد هي اتمام تسبيراس لأعمال غير منتهية من خطتي الانقاذ السابقتين بالاضافة إلى مطالبته بتحويل نحو 50 مليار يورو من الأصول الحكومية إلى شركة قابضة ستسعى إما لبيعهم أو محاولة تحقيق عائد من هذه الأصول.
إلا أنه ورغم أن الصفقة لازالت بحاجة الى تمريرها من قبل البرلمان إلا أنها كانت كافية لتحويل نظر المستثمرين في الأسواق عن الأزمة الأوروبية والتركيز على الولايات المتحدة في ظل ترقب خطاب رئيسة الفدرالي الأمريكي، جانيت يلين، يوم غد الأربعاء والذي يمكن أن يحمل إشارات حول موعد رفع الفائدة الأمريكية.
وفي ظل هذه النظرة كان الدولار هو اكبر الرابحين في تداولات يوم أمس وصباح اليوم بعد أن تراجع اليورو إلى مستويات أدنى من 1.10 وارتفع الدولار مقابل الين الياباني إلى مستويات أعلى من 123 ين لكل دولار.
فقد تعرض اليورو لضغوط نتيجة الفروق في العوائد على السندات ما بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وبشكل خاص السندات الألمانية التي تراجع عائدها في ظل الأنباء عن التوصل إلى صفقة مع اليونان.
اليورو دولار
تمكن اليورو دولار من كسر حاجز دعم متوسط يوم أمس عند 1.0991 إلا أنه عاد ليستقر في مستويات اعلى منه في ظل حالة التشبع بالبيع التي وصلها بعد الاعلان عن التوصل لاتفاق ما بين اليونان والاتحاد الاوروبي.
ومع بقاء حالة التشبع بالبيع والتقاطع في مؤشر ستوكاستيك فإن الهبوط فقد قوته وقد نشهد حالة من التحرك المحدود على العملة الموحدة أو بعض الارتداد لتصحيح حالة التشبع بالبيع.
يبقى الدعم الاهم في الفترة الحالية عند مستوى 1.0915 أدنى سعر لليورو يوم 7 يوليو الجاري والذي قد يعيد النظرة السلبية بقوة إلى الاسواق في حال تمكن اليورو من الهبوط أدنى من مستوى الدعم المذكور.
الدولار ين
تمكن الدولار ين من شطب خسائره خلال الأسابيع الماضية وليسجل اعلى سعر له منذ 2 يوليو الجاري بعد تمكنه من كسر المقاومة المتوسطة عند 122.87 بعد أن فقد الين قوته كعملة أمان مع حالة الارتياح بعد الأنباء عن توصل اليونان إلى اتفاق مع الاوروبيين.
العديد من العوامل اضافت السلبية لزوج الدولار ين في تعاملات الأمس فقد تمكن من كسر اتجاه هابط على المدى المتوسط بالاضافة إلى كسر خط الرقبة لنموذج الرأس والكتفين المقلوب وهو الأمر الذي عزز من ارتفاعات الدولار مقابل الين فنيا.
الا أن الزوج قد وصل إلى مرحلة من التشبع بالشراء في الفترة الحالية وهو الأمر الذي أفقده بعضا من القدرة على مواصلة الارتفاعات وبدأنا نشهد بعض الهدوء في تحرك الزوج خلال الفترة الآسيوية.
ويواجه الزوج عدة مستويات مقاومة تبدأ بمستوى 12.73 ومن ثم 124.37 فيما تعتبر المقاومة الأهم أمام الدولار ين عند 125.85 التي تعتبر الأقوى والاعنف خلال الفترة القادمة
الاسترليني دولار
تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار خلال تداولات يوم أمس الثلاثاء ليصل إلى مستوى دعم بسيط في الفترة الحالية عند 1.5466 والتي منحت الزوج بعض الدعم في الفترة الحالية لتبقيه ضمن نطاق التداول المحدود الذي يمر به منذ أيام.
بشكل عام فقد عاد الجنيه منذ نحو أسبوعين إلى مرحلة الهبوط بعد أن تمكن من كسر خط الاتجاه الصاعد منذ القاع عند 1.4565 الذي سجله في شهر أبريل الماضي ولكنه بقي ضمن حدود التداول بنطاق ضيق.
تبقى النظرة على المدى القصير حذرة مع بقاء الجنيه في حالة الهدوء الخالية ومع وجود مؤشر الستوكاستيك دون مستوى 20% وهو ما قد ينتج عنه بعض الارتدادات أو استمرار حالة الهدوء حتى يتمكن الزوج من تصحيح حالة التشيع بالبيع الحالية.
تحذير المخاطرة: تحمل جميع المنتجات المالية المتداولة على الهامش درجة عالية من المخاطرة برأس المال.
أي توقعات تعطى ليست مؤشرا على النتائج في المستقبل.
جورج البتروني