الذهب والفضّة في صدد خسارة بعض الخسائر التي حقّقاها في الآونة الأخيرة، إذ يواجه المعدنان الثمينان ضغوطات بيع عند مستويات المقاومة الرئيسية. في غضون ذلك، يتكبّد النفط الخام والنّحاس الخسائر بالتزامن مع الإنخفاض الواسع النطاق للأصول المحفوفة بالمخاطر وسط تطلّع التّجار الى جني الأرباح عقب الإرتفاع الأخير للأسعار.
مستويات المقاومة الرئيسية تدفع الى ظهور بائعي الذهب والفضّة
أدرك البائعون أنّ مكاسب الذهب أخذت بالإنحسار عقب اختبار الأسعار منطقة المقاومة التي تتراوح بين 1336$ و 1339$ في الدورة الآسيوية. كما اختبر الفضّة ضغوطات بيع على مقربة من مستوى 21.00$ الرئيسي. ما يثير للدهشة، أنّ الضعف الذي اختبرته المعادن الثمينة لم يتزامن مع ارتفاع الدولار الأميركي كما كان يحصل في الماضي. في الوقع، يبدو أنّ عملة الإحتياطي تراجعت مقابل نظرائها الرئيسينن خلال الدورة. يشير ذلك الى أنّ عمليات جني الأرباح التي برزت بمحاذاة مستويات المقاومة الرئيسية قد تفسّر انخفاض الذهب والفضّة.
انخفاض النفط الخام والنّحاس بالتزامن مع الأصول المحفوفة بالمخاطر
عقب التراجع الحادّ الذي سجّله النّحاس يوم أمس، واصلت السلعة هبوطها في الدورة الآسيوية. بدا ذلك واضحًا من خلال الإنخفاض الحادّ للأصول المحفوفة بالمخاطر خلال الدورة بما فيها النفط الخام. برز ذلك في غياب أي تدفقات أنباء سلبية ملحوظة، ما يدلّ على انّ عمليات جني الأرباح الأخيرة قد تكون السبب الكامن المحتمل وراء التحرّكات الهبوطية.
البيانات الأميركية القادمة ستختبر عزم شهية المخاطر
يشير التسارع الصعودي الذي سجّلته الأصول المحفوفة بالمخاطر خلال الأسابيع القليلة الماضية الى هالة من الرضا حول سلّة البيانات الاقتصادية الأميركية المخيّبة للآمال، الى جانب تراجع حدّة التوقعات المحيطة بمواصلة الاحتياطي الفدرالي تقليص التيسير الكمّي. إنّ استمرار هذا المناخ سيدفع الى بروز مفاجآت هبوطية على صعيد بيانات ثقة المستهلك الأميركي وأرقام المنازل القادمة. مع ذلك، في حال جاءت تلك البيانات لتمثّل القشّة التي تقصم ظهر البعير وتولّد موجة من نفور المخاطر، سيلقي تزايد تدفقات الملاذ الآمن على الدولار الأميركي بثقله على أسعار الذهب والفضّة.